ثقافات

مُلْصَقات لِعَثَرَاتِ الهِجْرَة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-

بَعيداً..
عَنْ العَشيرَةِ كُلّها
أتَوسّدُ الأغنيةَ الأخيرَةِ للرملِ،
وما تَبَقى مِن عَطِشٍ متَكسِر،
نثرتَهُ عَثَراتُ خُطاهُمْ..
أمدُّ يَدي نَحو غيمَةٍ مَرميّة
على عَتَبةِ بابٍ، لا يُشْبهُ الأبواب
وتحتَ وِسادَتي حُلمٌ مُرهَقٌ
يشبهُ البِلاد
مَغزولاً من حِكايَتي،
أما لها أنْ تَنْتَهي..
بشئٍ مِنْ فَرحٍ..؟

وَعَدوني كَثيراً ..!

-2-

تفيضُ يَدِي مُمْتَلِئَةً بالصَداقَةِ
ولَهْفَةٍ مِنْ خَوْف
رَّغْمَ إنَّ البحرَ
اِبْتَلَعَ عُذوبَةَ الأنهارِ.
لّيْلٌ يَرْتَشُفُ النَجماتِ الهَادِئَة
حِينَ لا يَضِجُّ الرَبيعُ
بِما تَمَزَّقَ مِنْ ألوانِ رَوَاج العطرِ.
أنتَ الحَزينُ صَافياً،
مازِلْتَ..
مِثْلُ دَمْعَةٍ عَلى قَميصِ مُسَافِرٍ
حِينَ تَرَكَهُ آخِرُ المُودِّعينْ..!

وَعَدودني كَثِيراً..!

-3-

حُلمٌ تَمَزَّقَ ضَوْءاً
كما جَسَدُها المَلْفُوف مُخْتَصَراً
سَعَة ضيقِ الرِداءْ
لم أبَارِحْ حَتّى اللّحْظَةِ
ظِّلَ زَمْهَريرِها شَارِداً
مِثْلُ نَجْمَةٍ
يَنْقُشُها البَيَاضُ عَلَى قِطْعَةٍ زَرْقاء
وعَلى جِلْدِ الشَهْوَةِ حَيْزاً
يَنْحِتُ لَها ظُّفْري مَنْبَتاً..
بإتِّساعِ جَري الخُيُولُ البَريّة
بعيداً..
عَنْ عِيونٍ تُشْبِهُ الشَّرْطَة
وأَقْرَبَ مِنْ مَداراتِ المُرتَجى
وأدْفَءَ مِنْ أمْنِياتِ الشُعَراء.

وَعَدوني كَثِيراً..!

-4-

سَمَعْتُكَ تُحاكي الشِتاء..
عِنْدَ التَقويمْ الحالي
والحَجَرُ
يَهْمِسُ لِدروبِ الغَاباتِ المُوغِلَة
في ثَخنِ الأفْياء
تَحْكي لَكَ ولِي..
عن أسْرارِ حبَّةِ الثلجِ
وشَرانِقِ الفراشاتِ
أيْنَ كانَتْ الريحُ بالأمسِ..
تَمرُّ مُسْرِعَةً،
وهيَّ تَطرقُ الأبْوابَ..!؟

وَعَدوني كَثِيراً..!

-5-

اللُّعْبَةُ سَخيفَة..
كانَتْ في طُرقاتِ المَنْفى
كغَثَيانِ بحرٍ،
لا يَلْمِسَهُ الشاطِئُ البَعيد
رَكَضْنا مُسْتَأْنِسينَ التِيهَ
تَوَغِلاً
لا يرشِدَهُ المُنْتهى
كيفَ لِي الرِجوعَ ..؟

وَعَدوني كَثِيراً ..!

-6-

انْتَهَتْ صَبْوَةُ الصِبَا
والنُدَماءُ ما هُمْ نُدَماءْ
وما كُلُّ طربٍ غِناءْ
تَعَوّدْتُ إنَّ الشِتاءَ
في صُلبِهِ الدِفءُ
وقلَقٌ يُحاصِرُني
والأحِبَّةُ مَنْفايْ
لا..
الأرْضُ غَريبَةٌ .. !

وَعَدوني كَثِيراً ..!

-7-

الأفُقُ تَمْسيدَةُ الله للأرْضِ
والعَربَةُ
تَهْتَزُّ كما الموج
صَرْخَةٌ في بحرٍ مُنْحَني
أرْعَبَني خَجَلي ..
أنْ أعلنَّ لها اليومَ حبي .

وَعَدوني كَثِيراً ..!

-8-

سَأضَعُ القَصيدَةَ عَلى طاوِلَةِ الحَيْرَةِ
وأشَذَبُها مِنْ حُروفِ الجَزْمِ
بَعيداً عَنْ زَمْهَريرِ القُطْبِ الشَّمَالي
وأقرَبَ إليهِ مِما يَدنو
بلاد الفرحِ هذهِ
ستكونُ دَوْماً صَديقَتي ..
السويدُ يَقْظَةُ الرُّوح ..
وذاكَ القَريبُ البَعيدُ
حُزْني ..!

وَعَدوني كَثِيراً ..!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف