ثقافات

مهرجان "المسرح المؤنث": صوت المرأة ودلالتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن رجب من تونس: تنطلق اليوم وبمدينة المهدية الدورة الأولى لمهرجان "المسرح المؤنث" تحت شعار "نحو مسرح الصمود" و ذلك بالتعاون بين كل من جمعية مسرح البحر و المندوبية الجهوية للثقافة و رواق الفنون "علي خوجة " في إطار الإحتفال بالمبدعات التونسيات والدفع بهنّ نحو مزيد الإبداع و التألق.
الحبيب الإمام المندوب الجهوي للثقافة بالمهدية و في إفادة لـ"إيلاف" تحدث عن مهرجان "المسرح المؤنث" مبينا أنّ: "الهدف من وراء هذا المهرجان هو المساهمة في تنشيط الحياة الثقافية وإبراز غرض من أغراض الفن الرابع وهو المسرح النسوي أو المسرح المؤنث الذي يثير جدلا".
أما الحبيب المبروك المنسق العام لمهرجان "المسرح المؤنث" بالمهدية في دورته الأولى وهو رئيس لجمعية مسرح البحر فقد أوضح لـ"إيلاف": "مهرجان "المسرح المؤنث" ليس المقصود أنّ هناك مسرحا مذكرا و حتى في الثقافة الغربية اليوم لم يعد هناك حديث عن المسرح المؤنث وتلاشت تلك المقاربات حتى أنه في شهر أفريل 2012 أصدرت الكاتبة الفرنسية مونربال بانال كتابا تؤكد ذلك".
و أضاف المبروك: "نطمح إلى تجذير هذه المسألة في فضائنا العربي الإسلامي و ليس مسائل غربية في واقعنا نحن بل نريد تناول الفعل المسرحي من زاوية تداولية بمعنى حضور ذات الفاعل في العمل و عندما تحضر المرأة ممثلة أو منتجة أو مخرجة على الخشبة ، ما هي البصمات و الأثر في الرؤيا الجمالية و الرؤيا إلى العالم.".
و أشار منسق المهرجان مبينا: "حتى في مستوى السينوغرافيا ما هي الخصيصة التي تميز فعل المرأة داخل العمل الإبداعي عن عمل الرجل لكن دون تمييز جنسوي فالإبداع لا جنس له و بالنسبة لنا ليس هناك مسرحا نسائيا أو مسرحا مرأة أو مسرحا نسويا و إنما هو مسرح مؤنث و المصطلح يحتاج مزيدا من التدقيق و مزيدا من الوقت لتدبره و تفكيكه وهو في علاقة مع ما يجري اليوم في الدراسات التداولية في النقد الأدبي و اليوم تطرح قضية النص المؤنث وهناك مسألة الجندرة حيث بدأ النظر إلى " أدب المرأة" بأدوات جديدة ومختلفة و هذا مبني حتى في مستوى التلاقح مع النقد الأدبي".


عروض مسرحية مؤنثة

أما عن العروض المسرحية فقد أشار الحبيب المبروك إلى عدد من العروض النسوية "العرض الأول يكون يوم الخميس 3 ماي وهو عرض مصور لمسرحية " البحث عن عائدة " للممثلة و المخرجة جليلة بكار يليه مائدة مستديرة بمناسبة حصولها على جائزة محمود درويش للإبداع و الفنون و يوم الجمعة يتم الإستماع إلى شهادتين للمسرحيتين جليلة بكار و فاطمة سعيدان يلي ذلك عرض مونودراما " تواما " لمنال عبد القوي و يوم الجمعة شهادة الفنانة دليلة المفتاحي ثم عرض مسرحية " خيرة " للمخرجة ناجية الورغي ويختتم المهرجان يوم الأحد 06 ماي بعرض مسرحية " حكاية عرايس " لحبيبة الجندوبي".
الممثلة و المخرجة جليلة بكار وفي عرضها المسرحي " البحث عن عائدة " تطرح هموم الفلسطينيين بما تتضمنه من آلام و أوجاع تظهر في شخصية الفتاة الفلسطينية عائدة التي تمثل المرأة الفدائية التي تحمل همّ بلادها وهو همّ يحمله الفلسطينيون في كل مكان.. حديث بين امرأة تونسية تحمل همومها و مشاكلها الخاصة و امرأة فلسطينة ولدت في حيفا بفلسطين وتهجرت عائلتها فلجأت إلى مخيمات اللاجئين في عمّان و دمشق وبيروت.. ولكل منهما هموم و آلام و أحلام.
و ناجية الورغي لا تقلّ إبداعا عن جليلة بكار حيث تقدم مسرحية "خيرة" وهي من إنتاج مسرح الأرض و فيها تتعرض الورغي إلى أحداث جرت عام 1984 من خلال " أحداث الخبز " وما حصل عندما ثار الشعب التونسي من الجنوب إلى الشمال على الترفيع في سعر الخبز ، والمسرحية كتبها نور الدين الورغي.
وفي العرض المسرحي "تواما" للكاتب المسرحي أحمد عامر وفيه حضور قوي للفنانة منال عبد القوي ، والمسرحية تعود بنا إلى سبعينيات القرن الماضي في وضع يظهر التمرّد على الواقع من خلال ما حصل في الجامعات التونسية بتناول تعاطي ثلاث شخصيات لهذا الواقع ، جمعهم النضال و فرقتهم السياسة.
التجارب النسوية أفرزت الفنانة دليلة المفتاحي التي مثلت في المسرح و السينما والتلفزيون وألّفت وأبدعت في عديد الجمعيات المسرحية وأحرزت عديد الجوائز وحققت نجاحات باهرة.

المرأة في المسرح التونسي: الصوت و المعنى
الحبيب المبروك منسق المهرجان يقدم الندوة الفكرية بعنوان: "المرأة في المسرح التونسي: الصوت و المعنى" تعقد هذه الندوة لتدبّر صورة المرأة في المسرح التونسي ، نحاول البحث عن صوتها و دلالة حضور هذا الصوت في الخطاب المسرحي ، في الممارسة المسرحية خلال خمسين سنة أو أكثر."
و أضاف المبروك: "في هذه الندوة الفكرية التي تنطلق في اليوم الثاني للمهرجان هناك مداخلة أولى للدكتور محمد المديوني" مدخل إلى صورة المرأة في المسرح التونسي " ثم مداخلة للناقد لطفي العربي السنوسي رئيس تحرير صحيفة "الصحافة" حول "المرأة في المسرح التونسي: الصورة والظل" ثم مداخلة الأستاذة بسمة الفرشيشي بعنوان "صورة المرأة في نماذج مكتوبة في المسرح التونسي" و تختتم الندوة في جلستها العلمية الثانية بمداخلة الدكتور عبد الحليم المسعودي بعنوان " المرأة و التنوير: قراءة في جماليات الخطاب المسرحي".

مسرحية "الهوى جلنار"
رئيس جمعية مسرح البحر الحبيب المبروك يتحدث عن أنشطة جمعيته: "آخر انتاج مسرحي لجمعية مسرح البحر خلال العام الجاري 2012 كان مسرحية " الهوى جلّنار " شارك في كتابة نصها حسام الغريبي والحبيب المبروك و السينوغرافيا لفتحي النخيلي و شارك في التمثيل كل من الهادي صيود و إيناس الحفيظي و أميرة الشريف و حسن الجبالي و الإخراج لحسام الغريبي و قد عرضت في أكثر من مكان و تابعها جمهور غفير من أحباء المسرح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف