انطولوجيا بالانجليزية لشعر الطالبان: ارهاب الكلمات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال محررا المجموعة انها تتيح القاء نظرة مثيرة على عقول وقلوب هؤلاء الأشخاص المتقدين عاطفة مشيرين الى ان القصائد تغطي مواضيع مثل الحب والعائلة الى جانب مواضيع حربية مثل الطائرات بدون طيار والغارات الليلية.
وقال الكاتب الاسكتلندي وليام دالريمبل الذي أيد نشر الكتاب ان انطولوجيا شعر طالبان تغترف من تقليد غني وعريق من الشعر الملحمي الذي يحتفي بمقاومة الغزو والاحتلال الأجنبي.وقارن لينسكوتين هذا الحال بديوان "أبطال: 100 قصيدة من شعراء جيل الحرب الجديد"، الذي جمع قصائد لمقاتلين بريطانيين العام الماضي. وقال: "مثلما أن بين قصائد هذا الديوان الجندي البريطاني الذي يلقي بتحية الوداع لوالدته، هناك مقاتل طالبان الذي يلقي بالتحية على أبويه قبل خروجه الى القتال. هذه تجرية إنسانية كونية لا علاقة لها بالحدود الجغرافية أو السياسية".
على أن الكولونيل كيمب يقول: "علينا أن نتذكر أن طالبان عبارة عن زمرة من الفاشييين الإرهابيين الذي يسلبون النساء سائر حقوقهن، ويقضون على الناس بلا رحمة لمجرد أنهم يخالفونهم الرأي... وبالطبع فهم يقتلون جنودنا". ويضيف قوله: "شخصيا، احترم أن نشر ديوان لأشعارهم أمر مشروع من الناحية القانونية البحت. لكن هذا يعني في الوقت نفسه أننا نقدم أوكسجين الدعاية والذيوع لأناس متطرفين هم أعداء هذه البلاد في آخر المطاف".
والديوان المعنون Poetry of the Taliban "أشعار طالبان"، عبارة عن مجموعة من القصائد التي أُلفت بلغة البشتو في الفترتين قبل تولي الحركة الإسلامية مقاليد السلطة في البلاد العام 2001 وبعدها. واختطت بعضها أيدي شعراء بشتون معروفين بينما يعود بعضها الآخر لأقلام غير معروفة، ونشرت جميعا على موقع طالبان الإلكتروني ولذا فهي تعتبر محظية بمباركتها. وشارك في تحرير المجموعة اليكس ستريك فان لينشوتن الذي قال لصحيفة الغارديان "ان الشعر يبين ان طالبان بشر مثلنا". وعمل لينشوتن والمحرر الثاني فيلكس كون مع المترجمين حامد ستانكزاي وميروايس رحماني في إعداد المجموعة الشعرية. وكان المحرران شاركا في تأليف كتاب هدفه تفنيد الرأي القائل ان هناك تعاونا وثيقا بين طالبان وتنظيم القاعدة.
وكما هو متوقع فإن هذه القصائد، في عدد غير صغير منها، تتخذ موضوعاتها من القتال والموت في سبيل الوطن وتقطر بالكراهية للغزاة وعملائهم الأفغان (مثل الرئيس جميد كرزاي). لكن الديوان يحوي أيضا قصائد الحب والغزل التي كانت ديدن الشعر البشتوني وبلغت أوجها خلال القرن السابع عشر.
ويقول الصحافي ديفيد رود، الذي وقع أسيرا لطالبان لأكثر من سبعة أشهر: "الشعر جزء لا يتجزأ من حياة هؤلاء الناس. فهم يرددون مختلف قصائده ويتغنون بها كل أمسية بعد العشاء. وما لاحظته هو أنهم ينحون دوما للتغني بقصائد الحب... إلا إذا كان بينهم قائد ميداني، فيتلون وقتها قصائد الحرب والقتال. اعتقد أن هناك الكثير الذي يُستنتج من هذا".
علي أن نشر ديوان لشعراء طالبان انطلاقا من الناحية الثقافية ينطوي على مفارقة كبيرة. وتعود هذه الى أن هذه الحركة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها عدو لدود لسائر ضروب الثقافة التي تعتبرها كفرا لسبب أو آخر. فلن يُنسى لها، مثلا، تهديمها في 2001، بعيد تسلمها السلطة، تمثال بوذا (إقليم باميان) الذي صنّفته الأمم المتحدة جزءا من التراث العالمي. كما أنها حظرت إذاعة الموسيقى وسماعها... وهذا رغم أن مقدمة الديوان نفسها تشير الى أن قائدها الملا محمد عمر كان محبّا للغناء والموسيقى ويحتفظ بعدد كبير منها على أقراص السي دي في سيارته لمتعته الخاصة.