ثقافات

رحيل الباريتون الألماني ديتريش فيشر ديسكاو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يوسف يلدا - سيدني: غيّب الموت يوم الجمعة 18 مايو/ آيار الحالي، أحد أهم مغنّي الأوبرا في القرن العشرين، الباريتون* الألماني ديتريش فيشر - ديسكاو، في منزله الواقع على بحيرة شتارنبرج في بافاريا، قبل أن يكمل 87 عاماً، كما أعلنت عائلته.
كان فيشر - ديسكاو، المولود في عام 1925 في برلين، إبن هذه المدينة المدلّل، ومدير أوركسترا وكاتب ومدرس موسيقي ورسام ومغني أوبرا. عمل مدرساً في جامعة الفنون في برلين منذ عام 1983، وإنضمّ الى الأكاديمية الحرة لفنون هامبورغ.
إنطلقت شهرة فيشر - ديسكاو من خلال أدائه العمل الأوبرالي "رحلة الشتاء" لفرانز شوبرت، حيث كان لا يزال طالباً في "هيرمان ويسينبورن"، عندما بدأ مشواره الفني في 1948، مؤدياً أغاني لإذاعة رياس "إذاعة أميريكانيشن سيكتور" في برلين، الذي احتلته قوات التحالف في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأثناء الحرب تمّ استدعاؤه للجيش، غير أنه وقع أسيراً لدى القوات الأميركية في إيطاليا. وهناك، وخلال الفترة التي أمضاها في الحجز، قدم أولى حفلاته العامة.
وفي العام 1948 إتفقت معه أيضاً "أوبرا برلين الألمانية"، لأن يحلُّ أولاً مكان المغني الفخري المفروض ظهوره في العمل الأوبرالي "إن دوتش ريكييم" لجوهانس برامز، وليجسّد بعد ذلك، من بين أدوارٍ أخرى، شخصية الماركيز بوسا في "دون كارلوس"، وشخصية وولفرام في "تانهوسر".
وشارك لاحقاً في أهم الأعمال الأوبرالية في جميع أنحاء العالم، ميونيخ، ولندن، ونيويورك، وفيينا، وسالسبورغ، وتحت قيادة أشهر المايستروهات في العالم، أمثال ويلهلم فيرتوانغلر، وكلاوديو آبادو، ودانييل بارينبويم، وكريستوف إيشنباخ. وقد تعزّزت مسيرته الفنية عبر تقديمه أعمال شوبرت، وغوستاف ماهلر، وكارل لوي أيضاً، مخلفاً وراءه العديد من تسجيلات الأوبرا.
وآخر ظهور له كان خلال حفل أقيم في ميونيخ، في 31 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1992، حيث قدم فيه الكوميديا الغنائية "فالستاف" لفيردي.
وقد ترك نبأ وفاة ديتريش فيشر - ديسكاو، الذي أعلنت عنه زوجته الرابعة السوبرانو جوليا فاراداي، والتي تزوج منها في 1977، أثراً عميقاً في نفوس شخصيات معروفة في

الأوساط الثقافية والسياسية في ألمانيا، من بينها نوربرت لاميرت، رئيس البرلمان الفيدرالي الألماني "البوندستاغ"، وكلاوس وويرت، عمدة برلين، وهورس سيهوفر، رئيس ولاية بافاريا، التي أمضى فيها مراحل طويلة من حياته.
وفي حديث لها مع وكالة دي بي آي، قالت فاراداي التي وقفت الى جانب زوجها حتى آخر لحظة من حياته في منزله الواقع بين الجبال القريبة من مدينة ستارنبرغ: "لقد مات موتاً هادئاً".
ولد المغني الأوبرالي الراحل في برلين في 28 مايو/ آيار عام 1925، وكان يعد من أبرز رموز الفن ما بعد الحرب الألمانية، كمغنٍ أوبرالي، وباحث موسيقي، وكاتب. في العام 1948 سجّل للمرة الأولى "رحلة الشتاء" لفرانز شوبرت. الى جانب هذه الأغنية الإنفرادية، ومجموعة أخرى من أعمال غوستاف ماهلر و كارل لوي غدا فيشر - ديسكاو أحد الرموز الرئيسة التي حملت على عاتقها نشر هذا الجنس الموسيقي في جميع أنحاء العالم. وأصبح عبر صوته الباريتوني، وحضوره القوي على المسرح، إسماً خالداً إرتبطت به أعمال أوبرالية عظيمة مثل "وولفرام فون إيسنباخ" من تانهوسر، و"باباجينو" من الناي الساحر، أو "الكونت" من أعراس فيغارو.
حتى سنة إعتزاله الغناء الأوبرالي في 1992، سجّل فيشر - ديسكاو أكثر من 400 إسطوانة، وأكثر من 3 آلاف قطعة غنائية إنفرادية "ليد"*، بمصاحبة آلة البيانو. قال عنه هورست سيهوفر، رئيس ولاية بافاريا "كان فناناً فريداً من نوعه"، في حين وصفه كلاوس وويريت، عمدة برلين بأنه "أحد أبرز المغنين في أيامنا هذه".

* الباريتون يمتاز بإمكانيات واسعة في تأدية الأصوات العميقة.
* ليد كلمة ألمانية معناها أغنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف