ثقافات

عبد القادر الجنابي: أربع قصائد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سماء جديدة

والآنَ ماذا سيحدُث
لو أطلّت القصيدةُ برأسِها
من نافذةِ الكتاب
وبصَقت في وجهِ القارئ
وبلَّل الرَّذاذُ المُتطايرُ
وجهَ الناقِد
وغطّت الصحافةُ الحدثَ
بنثرٍ ملغوم
يُبهرُ الشّاعر
إلى جادّة الصَّواب
حيث شمسُ الصَّيف جَنبَ الينابيع
والجليدُ فوق الجبال
والنَّرجس يهفو به النَّسيم
وضَّبابُ القرى يَحجبُ ضوءَ المُدن
والماضي - مستقبلا - حاضرٌ
يمتدُّ كما الأعشاب في الوديان
تكتسحه إشراقات الربيع.

هنا أقامَ الشعراءُ
هنا أومأَ لهم الوزنُ والإيقاع:
القصيدةُ نسلٌ نادر.

رقيقةٌ هي الكلمات...
رفيقٌ هو الجوعُ إلى الأسماء!

السقطة

عَن يَمينٍ
أو عن شَمالٍ
يُدوّم العالمُ
فوق مِضجَعه البارد
بحثاً عن لُغةٍ جَرداء
يرى فيها سنواتَهُ الأرضيّة
كوكباً يَتذرّعُ بقوّةِ الإيمان
بالمَنظر السّاجي
في صَحراء الأبديّة
وحين يسترعي الانتباه
من النهار
أو من الليل
عن يَمين
أو
عن شَمال
يهوى العالم
على الوجه الصَّحيح
في أزمنته الخاويّة.

زمنٌ بلا أزمنة

أيّها الماضي
إنَّكَ لم تَمتْ
فكلّما أبتغي الانطلاقَ
في اللانهائي
أجدْكَ واقفاً أمام الباب
تطالب بأجرٍ
عن أداءٍ
في دقائق حياتي.

من قال لك إنَّ لي حنيناً - تأسفاً أو توجساً -
إلى زمنٍ ما...
إنُّه حنينُك أنت
أيُّها الماضي
حدْ عن طريقي
اتركْ الوقتَ يولدْ دوما
يبرقْ في اللا محدود
لا أريد آتياً أو غابرا
أنْ يشاركني مائدة الأوان.

حَنانَيْكَ! امضِ
لا مكانَ لك
في هذا الحاضر الوليد...
فلا شيءَ ثمَة
من قبلُ
ومن بعدِ
الآن.

الطيف العائد

شاعرٌ آخرُ غَلِق رَهْنُه
رحلَ إلى أرضِ القصيدة
التي لم نرَها
كان قد أشارَ إليها
هنا وهناك
بجُملٍ مُبْهَمة...
كان يعمل عليها سرّاً
ليلَ نهارْ.
وفجأةً سمِعنا،
أنَّه قد أوشكَ أنْ يُكملها
بحيثُ هبَّ يطيرُ فَرَحاً
يطيرُ،
يطيرُ نحو العُلا،
حتى ارتطم بالمُطلَق
فسقَطَ جثةً هامدة
كطيرٍ أصابَه صيّاد.

من يدري!
ربّما هو الآنَ في أرضِها.

إلا أنّ الشاعر - حين يموت -
عليه الانتظار طويلا
لكي يدخل أرضَ القصيدة؛
القصيدة التي كان قد وعَدنا بها
لكنَّهُ غَرّنا بالأماني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكمة جنابية
علي ابو خطاب -

شكرا لك ما اتحفتنا من قصائد هي حكم وشذرات فلسفية لا يكتبها الا شاعر معرفي

تعليق
فلاح الشابندر -

سيدى الجنابى ما لى وحصانة الحواس ليفعل التضاد فى النفس ليفعل الضرب المخملى فى الغفلة الجميله ما لى وحصانة الحواس من شعر الجنابى ليس اسيرا ولا مطلق دمت لنا ولك سيدى

تعليق
فلاح الشابندر -

سيدى الجنابى ما لى وحصانة الحواس ليفعل التضاد فى النفس ليفعل الضرب المخملى فى الغفلة الجميله ما لى وحصانة الحواس من شعر الجنابى ليس اسيرا ولا مطلق دمت لنا ولك سيدى

الشعر الحديث
سـلام -

يطيرُ، يطيرُ نحو العُلا، :::::::::::::::هذا هو الشعر الحديث وإلا فلا......!!

الشعر الحديث
سـلام -

يطيرُ، يطيرُ نحو العُلا، :::::::::::::::هذا هو الشعر الحديث وإلا فلا......!!

تعارف
جمعة جباري -

استاذي العزيز الجنابي.. انت جميل بكل نتاجاتك وانا من متابعيك.. ارجو منك الاتصال بي كوني ترجمت الكثير من نتاجاتك الى اللغة الكوردية الجميلة كمشروع كتاب مستقبلي ارجو الرد او ارسال عنوان الكتروني. شكرا

لم تقرا
شيروان -

اخي سلام لقد استغربت من تعليقك فانت لم تكتشف في قصيدة الجنابي سوى هذه العبارة على انها هنة . وماذا عن باقي القصيدة أهي رذاذ ام نثيث مع احترامي فانت لم تقرا القصيدة بكل كينونتها وزخمهما.

تعارف
جمعة جباري -

استاذي العزيز الجنابي.. انت جميل بكل نتاجاتك وانا من متابعيك.. ارجو منك الاتصال بي كوني ترجمت الكثير من نتاجاتك الى اللغة الكوردية الجميلة كمشروع كتاب مستقبلي ارجو الرد او ارسال عنوان الكتروني. شكرا