ثقافات

كاتب عراقي يبيع مؤلفاته على شكل مخطوطات!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الجبار العتابي من بغداد: هذا الرجل الاديب، ومنذ اكثر من ستين عاما، يكتب مؤلفاته بخط يده في دفاتر مدرسية، فيقوم بوضع عناوين لها وصنع اغلفة، ومن ثم قام مؤخرا بعرضها لبيعها لمن يشاء بشرط الابقاء على حقه كمؤلف، كتبه لها قيمة وتمتلك مؤهلات نشرها وطبعها، بالطبع.

لا اعتقد.. ان الامر قد حدث من قبل، ولا اظن.. ان في العالم شيئا يشبهه، انه أمر نادر وغريب عجيب، ولا اتصور ان احدا سمع بمثل هذا، او ان احدا فعل ما فعل هذا الرجل الذي يمكن ان يشكل ظاهرة لوحده لا ثانية لها ولا يمكن ان تتكرر، فهو يبلغ من العمر 75 عاما، حمل مخطوطات مؤلفاته وعرضها في معرض صغير للكتاب اقامته احدى دور النشر في المركز الثقافي الخاص بمحافظة بغداد في شارع المتنبي، اقول.. مخطوطات مؤلفات التي كتبها بخط اليد على شكل كتب اعتيادية تمتلك كل مواصفات الكتاب ابتداء من الغلاف الذي صممه الى صفحة العنوان التي دون فيها معلومات الكتاب وليس انتهاء بالغلاف الاخير الذي حمل سطورًا من سيرة حياته،وهذه الكتب ليست كتابا او كتابين او عشرة بل مجموعة كبيرة من ضمن 150 كتابا قام بتأليفها على مدى سنوات طويلة من عمره، فيما لم يتلمس غلافا لكتاب مطبوع له وان تم طبع بعض الكتب له في سوريا والاردن، الا انه لم يحصل على نسخ منها، اذ ان من اشتراها هو الذي قام بطبعها ونشرها بعيدا عن مؤلفها، الرجل له هواية الكتابة مذ كان صبيا، ولكنه ما كان ينظر الى المطابع ولا الى دور النشر، فبقي يكتب ويصف كتبه في بيته ابتهاجا بها واشباعا لرغبة في نفسه.

* منذ متى وانت تؤلف الكتب؟
- منذ عام 1954 بدأت أؤلف الكتب، ولكن في عام 1956 بدأت انشر في الجرائد والمجلات الادبية ولكن باسم مستعار هو (كاميل صبري)، اذ ان اسمي الحقيقي هو (كمال خليل صبري) والسبب انني في عام 1954 ذهبت في احد الايام الى الجريدة لاسلم قصيدة غزلية الى رئيس تحرير جريدة الاوقاف في مدينة كركوك، فأعجبته القصيدة، لكنني قبل أن يقول انه سينشرها قلت له اسمح لي قليلا، ومن ثم (صفنت) قليلا وتأملت، فقال لي: ما بك؟ ولماذا هذه الصفنة؟ فقلت له: ان ابي رجل دين ولديه اشتراك في هذه الجريدة واذا ما قرأ هذه القصيدة العاطفية غدا، فسوف يكون موقفا محرجا بالنسبة لي، ففكرت ماذا افعل، فقمت وغيرت اسم (كمال) الى (كاميل) وابقيت على لقب ابي الذي هو صبري فكان الاسم الجديد لي هو (كاميل صبري)، وبعدها بدأت انشر بهذا الاسم، ونشرت في مجلة (الاخاء) التي يصدرها نادي الاخاء التركماني عام 1962.

* هل تذكر اول كتاب ألفته؟
- لا..، لا اتذكر اول كتاب نشرته، ولكنني اعتقد انني كتبت وقتها ذكرياتي البسيطة فيه، فقد بدأت بالتأليف وانا طالب في الصف الاول المتوسط، لكنني لم اكن اهتم بالنشر..،وربما لكوني لا اعرف الكثير عنه في ذلك الوقت ولا حتى فيما بعد عندما تخرجتفي كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية وتعينت مشرفا تربويا في ديالى.

* من اي مواليد انت وفي أي محافظة تعيش؟
- من مواليد عام 1937 وكنت اعيش خارج بغداد، في محافظة ديالى، انا عربي (تميمي)، اجيد 4 لغات هي العربية الكردية التركية والانكليزية، انتقلت الى بغداد عام 1991 في منصب معاون المدير العام للشؤون الفنية وبقيت مدة 8 سنوات الى 1998 قبل ان احيل نفسي على التقاعد وهو ما جعلني انصرف الى الصحافة والادب فكنت انشر في خمس صحف.

* كم عدد الكتب التي ألفتها؟
- 150 كتابا، وليس بينهن اي كتاب مطبوع،، اي انني لم امسك بيدي اي نسخة لاي كتاب مطبوع لي وان سمعت ان دور نشر سورية واردنية نشرت بعض الكتب وكانت قد اشترتها مني سابقا، وقبل مدة اخذت مني احدى دور النشر الخارجية 26 كتابا لطبعها، ولا ادري ان كانت طبعت ام لا، وما زالت اغلب كتبي مخطوطات.

* لماذا لم تحاول طبع هذه المخطوطات بنفسك؟
- بسبب عدم وجود الامكانية المالية عندي، وهي التي ادت بي الى بيع حق التأليف الى دور النشر وهذه (دور النشر) هي التي تتبنى طبع الكتب ونشرها.

* منذ متى استيقظت لديك رغبة النشر؟
- في السابق لم اكن اهتم كثيرا بالنشر، اكتب لنفسي فقط، ولكن عندما اتيت الى بغداد بدأ اهتمامي بالنشر،عندما قالت لي جماعة من الذين اعرفهم (حرامات) هذه المؤلفات تبقى بلا نشر وشجعوني على الاتصال بدور النشر، فراجعت دار الشؤون الثقافية العامة ولكنهم قالوا لي انهم يستطيعون ان يطبعوا لي كتابا واحدا فقط في كل سنة، فلم اقتنع بذلك.

* ما الذي تتضمنه مؤلفاتك من موضوعات؟
- مواضيع كتبي تتضمن عدة سلسلات هي الادبية والعاطفية والمرأة والحياة والعلمية والتاريخية والدينية، بالاضافة الى الترجمة، فقد ترجمت عددا من الكتب والروايات من الانكليزية الى العربية، كما قمت بأعداد بعض الكتب.

* وكيف يمكن ان تبيع كتبك المخطوطة؟
- انا ابيع هذه الكتب لمن يشاء سواء اشخاص او دور نشر، ولكن بشرط حق التأليف، اي ان يبقى الكتاب يحمل اسمي، يعني هذا انني انظم استمارة يتعهد فيها الطرف الاول (المشتري) بأخذ موافقة المؤلف وطبعه ونشره بشرط ابقاء الاسم، يعني انني أوقع عقدا مع المشتري وعندما يريد ان يطبعه طبعة ثانية عليه ان يأخذ موافقتي ايضا والا يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

* كم سعر الكتاب الواحد منها؟
- هناك كتب بـ 120 دولارا واخرى بـ 90 دولارا

* ألم تحاول مع مؤسسات اخرى؟
- اذا نأتي للحقيقة.. في العراق لا يوجد تشجيع للادب بشكل كبير بقدر ما في الخارج، فقد سبق لي ان اشتركت في مسابقة عالمية للشعر وقد ارسلت ثلاث قصائد وفازت فسجلوها على اشرطة وهي تذاع دائما من اذاعة صوت امريكا، في العراق ليس هنالك اهتمام.

* اي وقت تستغرق في الكتابة، واي جهد؟
- الجهد الذي ابذله كثيرا جدا فيوميا اكتب نحو 15 ساعة، اعتمدت منذ البداية على اليد، ولانني اجيد الخط العربي فقد اعجبني ذلك، وعلى الرغم من توفر اجهزة الكمبيوتر الا انني لم افكر في كتابتها به وما زلت أؤلف كتبي بيدي.

* من يصمم لك الاغلفة؟
- انا خطاط ورسام في الوقت نفسه وانا اقوم بتصميم الاغلفة لكتبي بنفسي، وترى ان الكتب العائدة لسلسلة المرأة والحياة مميزة ومعبرة.

* ما الامنية التي في نفسك؟
- ان تطبع هذه الكتب وتنشر، اي ان اجد دور النشر تتبناها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عليك بالحاكمين
عراقي متشرد -

عندما يسمع الحاكمون سيسرعون الى شراءها والتبرع بها للمتحف العراقي بالرغم من أنهم جهلة .واذا كانوا يحملون شهادات فهي أما من جامعة مريدي أو من جامعة تمنح شهادات لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه.اذا كان الجهلة يحكمون فكيف يكون مصير العلم والأدب؟سؤال موجه الى القابعين في المنطقة السوداء.

نشاط شخصي
أبو رامي -

أعتقد أن التأليف والنشر شيء شخصي ويتوقف على نشاط وفعالة الشخص المؤلف ولا أظن أن للدولة شأن في ذلك لكي نحملها مليس من مسؤوليتها فتضيع الحسابات ثم أن نشاط الكاتب هذا ليس اليوم أو في هذا العهد فهو يكتب ويؤلف منذ العهد الملكي .. المهم هذا شأن الكاتب وهو حر التصرف بما ملكت يمينه من علم أو أدب أو مال.

عراقي مشرد
عبد الله ابو هيثم -

لا عاب فمك, لكن زمرة المنطقة السوداء الحاكمة لن تسمع و لو سمعت لما فعلت شيئا (لا شراء و لا تبرع للمتحف و لا هم يحزنون). دعهم مع سرقاتهم و لعبهم بعقول الغافلين.

نشر كتب
اسلم -

انا مستعد لشراء بعض الكتب وطبعها هنا في السويد ولكن بعد الاطلاع على مضمونها ..امل من الكاتب ان يراسلني على العنوان الالكتروني الاتيaslam_326@hotmail.com

Diplorable
Abdul Latif M. Jabara -

I can''t find words to describe this tragic situation other than expressing my deepest sadness and sorrow for the state and position this stuggling author ended up in after decades of hard creative work.Please be kind enough to forward my e-mail address to the author. albert@simoffice.ca The author may also google my Pen Name: Albert M. Jabara for more info. Abdul Latif M. Jabara, Ottawa - Canada

تحية اجلال واحترام
د.درويش الخالدي -

لقد دمعت عيناي عندما قرأت هذه السطور المؤلمه في عصر نفتقر فيه لهذه العفه والادب والاخلاق. فتحية لك ايها الاستاذ عبد الجبار العتابي وتحية تقدير واحترام كبيرين للاستاذ العظيم الصابر كمال خليل صبري الذي ابى ان يمد يديه الطاهرتين لهؤلاء (الحراميه) الذين يقبعون وراء المنطقة السوداء!

شهادات
سالم -

في الدول النبيله والحضاريه, الزاهدون هم من يصنعون الحياه كغاندي وغيره, فجهدهم النبيل يخجل الحجر فتكرس لهم كل الطاقات لتستفيد البشريه من انجازاتهم, فهو منجز بشري, اما في بلدان اللطم والبعرور وبلدان خريجي كوجه مروي ومتسكعي بدر الذين يقودون العراق, فان الزاهدين مهمشين ومتهمين ولا مكان لهم. بل اصبح رعاع الفيالق الدينيه يملكون الشهادات في حب الحسين وحب الزعرور مقياس العلم والمعرفه.