حوار مودة بين الفن الألماني القديم والمعاصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف يلدا - سيدني: تلتقي عشرة أعمال فنية ألمانية تعود الى عصر النهضة والقرن الماضي، في حوار مودة، بمناسبة الذكرى العشرين على تأسيس متحف ثايسن - بورنيميزا في إسبانيا. ويحتضن المتحف أعمال كبار الفنانين الألمان في معرض يحمل عنوان "وجوه وأيادٍ، رسومات ألمانية قديمة ومعاصرة"، إبتداءاً من 22 مايو/ آيار الحالي وحتى 2 سبتمبر/ أيلول 2012.
ويأتي إفتتاح هذا المعرض إمتداداً لسابقه الذي كان بعنوان "عيون عابرة" عن الفنانين الهولنديين، وإحتفالاً بمرور 20 عاماً على تأسيسه، حيث يعرض للزوار أواصر العلاقة بين أنماطٍ فنية متباينة، تم إختيارها من بين الأعمال العديدة التي يحتويها المتحف.
وتلتقي في المعرض أعمال ألمانية من عصر النهضة والمدرسة التعبيرية والموضوعية الجديدة التي لم تنشأ في ألمانيا فقط، بل في النمسا وسويسرا أيضاً، بعد الحرب العالمية الأولى، أعمال لألبرتو دوريرو، ولوكاس كراناتش، وأوتو ديكس، وماكس بيكمان، من بين أسماءٍ أخرى.
وعبر عشرة رسوماتٍ فنية، لا غير، يمكن تقدير مدى التأثير الذي تركه كبار الفنانين الألمان القدامى على الذين أتوا من بعدهم، كما تشير مديرة متحف ثايسن - بورنيميزا، والتي تؤكد على بروز "الشدّة في التعبير" على الوجوه والأيادي، والمتجسّدة في الصور الشخصية.
ومن الجوانب التي تربط بين كلا الجيلين، رغم الفاصل الزمني الذي يفصل فيما بينهما، التشابه في التخطيطات التي تمثل كل عمل فني بذاته، بالإضافة الى الإهتمام بالتفاصيل والواقعية والهوس بتصوير الشخصيات وحالاتها النفسية، من خلال الوجوه والأيدي.
ومن السهولة بمكان تلمّس هذه المزايا في أعمال مثل لوحة "صورة روبريتش ستوبف" 1528 لبارثيل بيهام، و"هوغو إيرفورث مع كلب" 1926 لأوتو ديكس، والمعروضة في "صالة الميرادور"، في الطابق الأول من المتحف. وفي العمل الفني الأخير، يعكس أوتو ديكس، الفنان الأبرز في جماعة "الموضوعية الجديدة"، التأثير الجلي للفن الألماني، حينما يلجأ الى تقنية الرسم على الخشب أو إسلوب الطبقات الذي إرتبط بإسم كبار الفنانين من عصر النهضة. وفي الجناح الأيسر من نفس الصالة، تعيش في وئام أعمال فنية مثل اللوحة المجهولة الهوية " صورة سيدة مع نظام البجعة" 1490، و"صورة إمرأة" 1539، للوكاس كراناتش، و"صورة ماثيوس شفارتز" 1542، لكريستوف آمبرغير، و"صورة الدكتور هوستن" 1928 لكريسيان تشاد.
وعلى يمين الصالة توجد هناك ثلاث لوحات شخصية تطغي الأيدي على الوجه في فيها، مثل "صورة ماكس شميدت" 1914، و"كارل ليو شميدت" 1911، وهما من أعمال أوسكار كوكوتشكا، و"صورة شخصية بيد مرفوعة" 1908، لماكس بيكمان، وفي الجهة المقابلة من نفس الجدار، توجد لوحة "يسوع بين الأطباء" 1506، لألبرتو دوريرو، فنان عصر النهضة، بلا منازع. ويبرز دوريرو في لوحة "يسوع بين أطباء" التي تعد من بين أهم الأعمال الفنية التي يضمّها متحف ثايسن، الإسلوب التعبيري من خلال الإيماءة، حتى البشعة منها.
ويؤكد غيليييرمو سولانا، مدير المتحف الفني، على أن شخصية الإنسان وتعابيره، تشكل محور المعرض، الى جانب التعبيرية في الفن الألماني.