مارك ستراند:عين ترى نفسها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة: تحسين الخطيب: مارك ستراند Mark Strand شاعر ومترجم وكاتب مقالات أميركي. ولد بصمرصايد، في كندا، سنة 1934. شغل منصب شاعر أميركا الرسمي في العام 1990. نال كتابه "Blizzard of One" جائزة بوليتز المرموقة في الشعر للعام 1999. من كتبه الشعرية: النوم بعين مفتوحة (1964)؛ قصّة حيواتنا (1973)؛ ميناء معتم (1993)؛ الإنسان والجمل (2006)؛ مُتحجِب على نحو ما (2012). من كتبه النثرية: النُّصب (1978)؛ كوكب الأشياء الضائعة (1982)؛ كتاب الليل (1985)؛ طقس الكلمات (2002). ومن ترجماته: أرق البوم لرفائيل ألبيرتي (1973)؛ تذكار العالم القديم، قصائد لكارلوس دراموند دي آندرادي (1976)؛ البحث عن الشعر، قصائد لرفائيل ألبيرتي وكارلوس دي آندرادي (2002). يعمل الآن أستاذاً للغة الإنكليزيّة والأدب المقارن بجامعة كولومبيا في نيويورك.
السّاعة
الساعة الإضافيّة المعادة إلى الأبديّة
الساعة المحوزة بالرّحيل غرباً
الساعة الأعمق للبحر الأكثر عتمة
ساعة الذّنب التي تسبق الكارثة
الساعة المبذولة للذّهاب من هنا إلى هناك
الساعة المسكونة بمعرفة الموت
الساعة التي يعتم فيها القمر
الساعة التي تتحرّك في الفكر كغيمة الظلّ
الساعة الزرقاء التي تستريح على سطح البيت
الساعة التي هي أمّ الدقائق وجدّة الثواني
ساعة الألم المتورّمة. كفى. كفى.
الساعة، حين تركض الفئران في الحوائط
الساعة البرونزيّة للطّقس الكهربائي
الساعة المتوحّدة للحظة المديدة للرّاهبة
قلادة الساعات التي ترتديها الأرملة
ساعة الخدر لليلة في "نُوْم"
صوت الساعات في تنفُّس الزّرع
الساعة المهمّة التي تولد بدونكِ
الساعة التي يموت فيها الكون
ساعة الهذيان الباقية أبد الدّهر
ساعة الولوج التي تعدل ساعتين من امتحان الذّات
الساعة التي تومض فوق البدن العاري
ساعة آخر الموسيقى
ساعة العزلة التي بلا ألم
ساعة ضوء القمر فوق جسدها.
البقايا
أُفرغُنِي من أسماء الآخرين. أُفرغ جيوبي.
أُفرغ حذائي، وأتركه قرب الطّريقِ.
وحين يهبط الليلُ، أُرجع ساعات الحوائطِ؛
أفتحُ ألبوم العائلةِ، وأنظرُنِي صبيّا.
ما جدوى ذلكَ؟ لقد أكملتِ السّاعاتُ دورتها.
ألفظُ اسمي، وأقولُ وداعاً.
الكلماتُ تطارد نفسها باتّجاهِ الرّيحِ.
أعشقُ زوجتي، وأرسلها بعيداً.
ينهض والداي من عرشهما،
ويدخلا في الغرف الحليبيّة التي من غيومٍ. أنّى أغنّي؟
يدلّني الوقتُ عليَّ. أُغيّرُنِي وأظلُّنِي.
أُفرغُنِي من حياتي. وتبقى حياتي.
قصيدة الكلب العظيم 1
(على شاكلة بيت من الشّعر لجون آشبيري)
الآنَ، وقبلَ إطلاقِ الكلابِ الهائلةِ من قيودها
هيّا نُدخلَ صغارها إلى الدّاخلِ، هيّا نجرَّ
العظامَ فوقَ المرجةِ، ونُنظّفَ فندقَ "الرّويال دوغ"
كذبتَ، حينَ قُلتَ إنّ العالمَ كان مسروراً في الخفاءِ
قدْ يحدثُ هذا؛ لأنّ نهايةَ القرنِ
لا تقتضي أقلَّ من ذلكَ. حتّى الآنَ، موسيقى الكلابِ
تملأُ الهواءَ. هيّا انظرِ الرّجلَ الذي على أربعٍ
يرقصُ تحتَ نظرةِ القمرِ المشدوهةِ المُحدّقةِ،
وإلى المرأةِ التي تفعلُ الشيءَ ذاتَهُ. ها قد جاءتهما
موجةُ المستقبلِ، فاستجابا بكلّ شيءٍ إليها
آهٍ، أيّتها الأجسادُ السماويّةُ التي تتأرجحُ في العتمةِ.
يا أجسادَ الزّمنِ المتفتّحةَ، يا أجساداً من نارٍ أبديّة.
قصيدة الكلب العظيم 2
الانَ، والكلبُ العظيمُ الذي عبدتهُ لسنينَ
صارَ لا أحدَ سِوايْ. أستطيعُ النّظرَ فيَّ
وأنبحُ، أستطيعُ النّظرَ إلى الجبالِ أسفلَ الشّارعِ،
وأنبحُ عليها أيضاً. أنا عينٌ ترى نفْسها
تنظرُ إلى الوراءِ، أنفٌ يتعقّبُ رائحةَ الظّلالِ
حينَ تسقطُ، أُذنٌ تلتقطُ الأصواتَ
قبلَ ولادتها. أنا آخرُ كلابِ الصّيدِ
البلاتينيّين، ما تبقّى من بيتِ شِعرٍ بهيّ.
ولكنْ، لا عزاءَ فيما أنا عليهِ. أطوفُ هُنا وهُناكَ،
أفكّر في تلاشياتِ القدَرِ حتّى تطفح بالدّمعِ
عينايَ، فأحدّثُ نفسي: "آهِ، يا رِكْسْ،
اِنْسَ. اِنْسَ. فالنجومُ منتشرةٌ، والقمرُ المرمرُ يتلاشى".
سبع قصائد
1-
على حافّةِ
ليلِ الجسدِ
عشرةُ أقمارٍ تصعدُ
2-
تذكرُ النّدبةُ الجرحَ.
ويذكرُ الجرحُ الألمَ.
ها أنتِ تبكينَ، مرّةً أخرى.
3-
حينَ نمشي في الشّمسِ
كسفائنِ الشمسِ ظلالنا.
4-
يستلقى جسدي
فأسمعُ
صوتي مستلقياً قربي.
5-
الحجرُ مسرّةٌ
وينفتحُ
فندخلُ فيهِ
كما ندخل في نفسَيْنا
كلّ ليلةٍ.
6-
حينَ أُكلّمُ الشُبّاكَ
أقولُ كلّ شيءٍ
هوَ أيّ شيء.
7-
لديّ مفتاحٌ
لذا أفتحُ البابَ وأخطو إلى الدّاخلِ.
إنّها معتمةٌ وأخطو إلى الدّاخلِ.
إنّها أشدُّ عتمةً وأخطو إلى الدّاخلِ.