دورةُ تقطيرِ العِطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شعر: صباح رنجدر
ترجمة عن الكوردية: مكرم رشيد الطالباني
يجعل الملاك نفسه من المعارف
بإهداء إبتساماته
واضعاً الجنة على خوان نحاسي
وعمر الـ(هالكوك) يكفي لمعركة البقاء مع الحياة
يزيل الضباب من على التخطيطات البدائية
ويمنحني تصور أسبوع حافل بالحركة والنشاط والمسودات
كي أصنع فيه البداية
إنني تبرعمٌ أرضي
مصغياً إلى إيقاع وألحان وإحتفال الموهبة والإلهام
إحتفال الموهبة والإلهام في منزل القلب
منحت جدران و كواوي ونوافذَ منزلِ القلبِ
الهيئة والفخامة لكتاب الأسرار
تكفي نسمة وحيدة لإستيضاء النبراس
وإقامة المأدبة
ماذا بوسعي أن أجد
يا أيتها الطاقيةُ والصولجانُ وأمانيَ الصّقر؟
كانت الشجرة ترقص رقصتها الأخيرة من أعماق القلب
كانت أفرعها وأوراقها منهمكة بمذكرات أسرتها
ويكون لونها أخضراً نقياً
ساكبةً العطر والعصيد والرحيق على الأرض
لتكتمل بعد ذلك دورة بقائها في شرنقة دودة القز
لتسقط على أجسادنا
وتجعل من حظوظنا ومشاهداتنا قرون الوعول
لنعلق بها جبين الحجر
أقلبوا صفحات مناغاة الشعاع والشفق النائمة
الحجرُ عظامُ الأرض
ضربتْ علامة تعجب جبينَ البريق
بستانٌ ذات جسدٍ متأورقٍ
وقد زالَ يده عن قلبه
البراعم لم تألف كثيراً أوراقها
وتخصيب الأوراق فيها غير فاعل
لقد نسيت حتى أسماء فواكهه
لكن النمو تحرك شفاهه خيراً
يستذكرون أنفسهم دوماً
ويشرعون في التفكير والإستذكار
إن كنتُ أرغبُ في الغناء
يمكنني أن أغني
سآتي بالألوان من أعماق النفس
وأرفعها لمستوى الرأس
ستظهر مدينة الرّب عند مستوى رأسي
وتغدو موقعاً بُنيَتْ فيه منازل موهوبيهم
من دفاتر الذكريات والأصداف
دقت ساعة مركز المدينة
فتحَ السنجابُ
والطيورُ
والإنسانُ
أقدامهم وأجنحتهم وأعينهم
في هذا الإتجاه
فغمرهم العجاج
ترى هل يُفقدونَ في هذا الوضع
أم أغلقت رؤوسهم في ظرف رسالةٍ بشفةِ طفلٍ
تمص زجاجة الحليب
كتابة الطريق بَعدُ
تسير الطرق الأخرى بإتجاههما
بشفاه طرية وبديعة
وتغدو جل كتاباتهم
عشقاً إلهياً
تدلف قلوبنا وعيوننا
لن تكفي كلمات القاموس
لكتابة الطريق
الفراشات تحط على الجثامين
وعرق إبطها
هدوء ما بعد الرحلة وعبق عدم التعقج
العشق حاضرٌ في كل مكان
أستطيع الوقوف على قارعة الطرق
كما أستطيعُ إهمالها
غير إنني أشعر بالبرد
لقد عزز عيناً أبدية في جبيني
العشق
مذكراتنا جميعاً
ضياءٌ في الجبين المبتل لمنازلنا
لا يقر له قرار
قريبٌ منّا دوماً
باحثاً عن صوت الأوز الرخيم
ليدلف عن طريقه إلى قلوبنا
سينقى ألوانهم
بوصول أشجار شوارع المدينة
يا ترى لماذا يعرف الرّب وحده أين تقع الجنة
الرّب ملأ كأسي
ترك والداي ووالداهم
السراجَ والجرارَ لي عند ظلالِ القلعةِ
فأمتدّتْ الظلالُ
جالبة السعادة إليها مفشيةً بالأسرار والنجوى
فكّر في الضحايا بهدوء حمامةٍ
رمتِ القلعة بتاج رأسها
على زجاج نظارتي الشفافة
على أمل الحصولِ على موضع النبراس
تصهِرُ فيها الشمس وحدتها
عوضاً عن الأفق ذي الخدود المليئة بالأوردة النشيطة
تردُّ ذكريات مدينة
على تحيات النجوم الهاربة
كُتِبَ مع حياتها
تحاور أنواط الجمال المعلقة على صدرها
لدى أربيل الحبوب والفواكه والماء للجميع
نستعرض لها قميص بابا نوئيل كي تختارها
بتأنّ ٍ
لتُلبسنا إياها جميعاً
التحليق بالأجنحة والاقدام والقلوب
شمس ذي مزة تستريح مليء الفضاء
يدلف إلى إحساسنا
جل الجمال والحب الكامن في السماء
محلقٌ يسعدُ ويسكرُ في أصوات وأنوار عرس الملائكة
يهبط مع القمر
ويدلف إلى منزل الهدوء
يا ترى هل ان بوابة منزل الهدوء مفتاح
فرشاة الفنان أم قشة بين منقار الطير
الطاووس يقيم ندوةً حول عيدٍ مدينة
يرتدي الجميع ثوبها
في مكتبتي ذي الدماء الة
يترك الرجال الحكماء الأشياء على حالها
وقد فتحوا أزرار قمصانهم
خارجين من قصورهم
حاملين السكاكين في إيديهم مدندنين
عمدتِ الألوانُ إلى لملمة البريق
جاعلة هذه المنطقة أسطورة مندهشة بعجالة وسرعة
لن تظهر منها شيء
أنا الجماهيرُ والحكمُ لوحدي
أجلسُ مَلولاً مقهوراً
على حجرٍ مُنَقّطٍ
كثيراً ما كان النبي يُحدِّقُ منه سابقاً
إلى هامة الأفق
أستغيث منادياً إسم الرّب
سيساعدني المنقار الأحمر للطير
ويقلب لي الصفحات النائمة
تسلمتُ إمرأةٌ جميلةٌ وحكيمُ القافلةِ
كوبَ حليبٍ
هديةً
من أيدي القَدَرِ العارية
وهي تسير ذهاباً وإياباً
بإطمئنان
ستغدو حروف الطريق ولهفة اللقاء
كلماتاً وجملاً ذات إيقاع
ويصغي البستان إلى أصوات وألحان الحواري
عندها تعشق الحورية وتسكب العطر والرحيق
لقد أشرقت مياهي وبساتيني
سقطت قطرة دم من منقار الصقر
فأنفلقتْ منها غرفةٌ وممرٌّ
من البلور والعيون
فاشعلَ دلال فتح الأبواب ودقات الساعة وعدم الكف عن الدلال
تنوراً لسيدات المدينة
جاعلاً الكلمات دقيق الذرة
لقد شَبِعتَ من صدى أصواتِ منازلَ بستانية الأديم
من العضلات المرهفة الإحساس لنهد الفاتنة
وحكيم القافلة
حليباً وعسلاً
وحدقتَ بعينيَك نحو العلى
وتعرفتَ على شجرة عائلة الأنبياء
واحداً إثر آخر
يعتبر مانح التيجان شجاعاً
من يعرف شجرة عائلة الأنبياء
أزلْ جل الأغشية الشفافة والسميكة
من لسانك
ضعْ حنفية الماء
باللسان ببراعة في الجدولِ
يجذب الإنتباه
أنا من يمنح التيجان ويعشق الريح
والنار
والتراب
والعشق
أهداني الرّب علامة نفسية من علاماته
أن أولي الإهتمام بنجومي الهاربة والتحدث عنها
سقطت قطرة دم من منقار صقرٍ
أهدتني تلك القطرة
غرفةً وممراً في منزل الأمان
وقَدِمَ الشعراءُ من بين مدخنتها
كانوا يحملون سلةً من أزاهير الروح والقوافي والبحور
قسمتُ الخبزَ والماءَ معهم
ومن ثم الموهبة والإلهام
تشرين الثاني 2006، أربيل