ثقافات

كركوكي: نجاح اي عمل سينمائي يعتمد على حرفية فريق العمل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

روشن قاسم: يطرح المخرج الكوردي ازاد كركوكي في فيلمه الذي انتهى مؤخرا من تصوير مشاهده، رؤية مختلفة لمآسي الاكراد والجرائم الممارسة بحقهم، من خلال عرض حالات انسانية معاصرة، ظلت اسيرة النكبات النفسية التي تعود لحقبة النضال التحرري و الاقتتال الداخلي.سيناريو الفيلم اعتمد اسلوبا مختلفا في السرد يعتمد على التداخل والمزج بين الأزمنة، من خلال تفكيك الاحداث في الزمن الحاضر وربطها من جديد باحداث من الماضي، في اسلوب شيق يخاطب حدس المشاهد.
ويقول كركوكي ان "فكرة الفيلم وشخصيته الرئيسية تبلورت لدي منذ 2008، الا ان انشغالي في انجاز عمل وثائقي حول تاريخ الحركة التحررية الكردية، استمر اكثر من عامين، حال دون شروعي بتنفيذه، لكنه حلم انجاز هذا العمل بقي يلازمني وفي منتصف 2010، بدات العمل على الورق و كتابة السيناريو، وفيما الا انني ارتأيت ان استعين بسيناريست متمكن بهدف اغناء اسلوب كتابة السيناريو".
ويكشف قائلا ان "قصة الفيلم، تدور حول شخصية رجل في عقده السادس يعايش اسلوب حياة غير مألفوة، وحيدا في احدى الجبال كوردستان، نمط حياته تنعكس على سلوكياته، ما يثير تساؤلات ابطال القصة، وفي مسار متواز تتداخل الخطوط الدرامية للقصة من خلال شخصيات عديدة وبمختلف طبقاتها الاجتماعية، مع (الفلاش باك) للشخصيات، وتجعل التركيبات النفسية للشخوص امام اختبار تجرع مرارة الماضي".
ويستدرك كركوكي بان المعالجة الدرامية للفليم لن تقتصر على نكبات الماضي"، موضحا ان هناك "مساحة للتوازن، لطرح قضايا ومشاكل معاصرة، كهجرة الشباب وقضايا الشرف، عبر أبطال يمثلون شريحة الشباب في المجتمع الكوردي"، مضيفا "الا ان بطل الفيلم نجده حاضرا بقوة في احداث هذا التوزان وحضوره في لعبة الازمنة من خلال اختباره نوازع الذات البشرية بين الماضي والحاضر".
اما عن الرسالة التي يريد ان يوجهها من خلال عمله، يقول " الرسالة تتمحور حول شخصية الفيلم الرئيسية، " لالو" العجوز الغريب الطباع، يرشدنا الى ماهو أرقى واسمى في مواجهة العنف، فهو شخصية متمكنة من اخذ العبر من الماضي، وقيمة نبيلة لمفهوم بقاء الروح رغم الموت، فالصراع من اجل انهاء حياة انسان، صراع خاسر بالنسبة ل"لالو"، فهو لمحاربة القتل، يعيد الضحايا الى الحياة، من خلال نحت تمثال لكل ضحية، قد تؤرق القاتل يوما ما، وتتحداه في طمس واخفاء الجريمة".
واستغرقت المرحلة الاولى من العمل على الفكرة وكتابة السيناريو عامين، فالبناء الدرامي لدى كركوكي هو اساس اي عمل سينمائي مادام الغاية منه هي رسالة يجب ان تصل الى المشاهد بدون شوائب، ويقول بهذا الصدد " من اجل انجاز عمل جيد، عليه ان ياخذ وقته، فهو في النهاية لصالح الفيلم، فاني الى ان وصلت الى مرحلة التصوير، كان لدي شعور اني بحاجة الى العمل على السيناريو، وبالفعل اجرينا العديد من التعديلات في المشاهد قبيل البدء بالتصوير بايام حتى توصلت مع فريق الاخراج الى قناعة اننا بالفعل نستطيع البدء بالتصوير".
وحول اختياره الخروج عن نسق المتبع في سرد الاحداث ومايشكله من تحد بالنسبة له، يرى كركوكي ان "كسر الزمن في سرد القصة وتسلسل المشاهد، منسجم مع فكرة الفليم وبناءه الدرامي"، ويضيف قائلا "كنت اشعر ان فكرة العمل ان تم نتفيذه باسلوب كلاسيكي لن يعطي نتيجة المرجوة، وهناك حاليا اسلوب متبع عالميا وهي تجربة جديدة بالنسبة الي والى كردستان"، مستدركا "هناك مخاوف من اتباع هذا الاسلوب، لكن على الفنان ان يكون جريئا، كنت متخوفا في البداية وخلال مراحل التصوير زالت جميع المخاوف والهواجس".
ويتابع قائلا "حاليا يجري التحضير للبدء بمرحلة المونتاج وسيتم اختيار مونتير معروف وذو خبرة على امل ان تنجز مرحلة المونتاج بنجاح".مضيفا " عملية المونتاج مرحلة صعبة خاصة خاصة في الافلام التي تتبع كسر الزمن في الاحداث، واساس هذا العمل يتوقف على المونتاج ويمكن ان ننتبع عدة فيرجنات في المونتاج ومع المونتير الجيد يستطيع المخرج ان يتوصل الاسلوب الامثل، وميخائل روم يقول ان المونتاج يعني غرفة عملية بالنسبة للمريض اما ان يخرج منها معافى او معلولا".
كما ولفت الى ان "الفيلم من انتاج وزارة الثقافة في حكومة الإقليم وتم تصوير جميع مشاهده في الاقليم"، مشيرا الى انه "سوف يتم الانتهاء من "انجاز الفيلم كاملا في نوفمبر تشرين الثاني".
طمئنة الروح الشاردة نتيجة العنف السياسي اوالاجتماعي مع اختلاف دوافعه ومعضلاته وصراعاته، يطرحه مخرج الفيلم من خلال بطل فيلمه الذي يجسده الممثل الكوردي

المعروف "جهاد دل باك"، والذي لم يخفي تأثره الكبير بشخصية "لالو"، معتبرا ان "اداءه لهذه الشخصية يمثل محطة هامة ومفصلية في مشواره الفني، مشيدا بالمهنية المتبعة في انجاز العمل"، منوها الى ان "الفيلم سيخطوا بالسينما الكوردية خطوات كبيرة الى الامام".
معظم المشاهد هي خارجية مايجعلها اقرب الى الواقعية من خلال خلق ألفة في كل مشهد بين (الوكشن) والزمن، بتركيزه على أدق التفاصيل، ففي سياق الفيلم، وعلى رغم كثرة التنقلات بين الامكنة، تظل هناك لمحات خاصة من خلال المهنية المتبعة بالتصوير والاضاءة، لتضفي أيضا إحساسا اكبر بالشخصيات وتخلق تفاعلا اقوى مع الاحداث.
ويعتبر مدير التصوير شهريار اسدي انه من خلال السيناريو المميز للفليم في الأسلوب وسرد الاحداث، اضافة الى انها المرة الاولى في كوردستان تستخدم كاميرا ديجيتال نوع "ريد " في التصوير، كل ذلك يجعله تجربة فنية ممتازة في كوردستان.
شهريار اسدي الحائز على جوائز عدة في مهرجانات عالمية، وقام بتصوير اكثر من 60 فيلم سينمائي، يأمل ان يكون قد ساهم مع الفنانيين الكورد في انجاح مرحلة التصوير، وفي تطور الحركة السينمائية في كوردستان و ايصال الثقافة والفن الكوردي الى العالم"، ويقول " اريد ان اكون جزءا من هذه الحركة وان يكون لي دور في رسالة السينما الكوردية"، معتبرا ان "تجربته مع مخرج الفيلم، ازاد كركوكي كانت فرصة ليتعلم العديد من الامور منها الاخلاق الفنية، و قوة الصبر، ازاد كركوكي فنان ممتاز ويدرك عمله"، مؤكدا بان "الفيلم سيكون عملا سينماءا متميزا".
يذكر ان ازاد كركوك من مواليد(1964 - كركوك)،، حاصل على ماجستير في الإخراج السينمائي من معهد السينما العالي/ موسكو (فغيك)، شارك في العديد من المسرحيات في عدة دول عربية واوربية، اخرج فيلما طويلا تحت عنوان "زام"، وفي عام 2010 قام باعداد واخراج اضخم فيلم وثائقي عن تاريخ الحركة التحريرية الكورية وهو في جزأين، كان استاذ في كلية الفنون الجميلة قسم السينما في اربيل، فضلاً عن ترجمة كتاب ميخائيل روم "أحاديث في الإخراج السينمائي" الى اللغة الكوردية، وكتاب اخر "كيف تكتب السيناريو"، له العديد من المقالات حول السينما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عجباً
تحسين حسين -

أنا استغرب لماذا يتحول الضحية إلى جلاد عندما يمسك بزمام السلطة.

عجباً
تحسين حسين -

أنا استغرب لماذا يتحول الضحية إلى جلاد عندما يمسك بزمام السلطة.