ثقافات

قرطبة، مدينة الأوتار الستة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يوسف يلدا - سيدني: تنطلق من عمق "مهرجان القيثارة" في قرطبة سلسلة من أنماطٍ مختلفةٍ من الموسيقى الكلاسيكية، بقيادة ألمع نجومها العالميين من أمثال جون سكوفيلد، وسيرّات وسابينا، وميغيل بوفيدا، وجيثرو تال. مع حلول شهر يوليو/ تموز وموجة الحر الشديدة التي يحملها معه، تنثر الموسيقى في سماء قرطبة الإسبانية، وطوال مدة إحتضانها لفعاليات "مهرجان القيثارة"، ألواناً من المقطوعات الكلاسيكية، مثل ألوان قوس القزح، وبأنامل رقيقة تداعب أوتار القيثارة الستة بنعومة شديدة تارةً، وبإنفعالٍ حاد تارةً أخرى.
ومنذ يوم الثلاثاء الماضي (2012/07/03) إنطلقت الظاهرة الأبرز للثقافة في قرطبة، وبقيادة مجموعة من أشهر الأسماء في مجال العزف على آلة القيثارة، التي أحالت المدينة الى كرنفال من طرازٍ خاص، مفعم بالحرارة التي لا تربطها أدنى علاقة بموجة الحر التي تعصف بهذه المدينة، في مثل هذه الأيام.

جون سكوفيلد أثناء مداعبته للأوتار في "مهرجان القيثارة" في قرطبة

وإفتتحت "أوركسترا قرطبة" التي قادها خوسيه لويس تيميس، وعازف القيثارة المعروف بابلو ساينث فيليغاس فعاليات المهرجان بمقطوعة موسيقية، لم تقدّم من قبل، ومستوحاة من غونغورا، قام بتأليفها الموسيقي الإسباني المعروف توماس ماركو.
وفي اليوم التالي من المهرجان كان دور جون سكوفيلد، عازف موسيقى الجاز على آلة القيثارة، قد حان، حيث داعبت أنامله أوتار قيثارته التي منحت الدفء والمتعة لكل من عشق ويعشق الموسيقى من الجمهور الذي حضر المهرجان. وستقدّم خلال"مهرجان القيثارة" المعروف بتميّزه في إنتقاء الأفضل، وبوفائه، أيضاً، لعالم يتحدث بلغة الآلة ذات الستة أوتار، مجموعة متباينة من الأنماط الموسيقية المعروفة بجذورها الكلاسيكية، تقوم بعزفها أسماء بارزة ومهمة في مجال العزف على آلة القيثارة.
وفي ليلة يوم الجمعة 2012 / 07 / 05 كانت الأغنية قد حلّت ضيفة على المهرجان، متمثلة بالثنائي خوان مانويل سيرّات وخواكين سابينا، حيث قدما على مسرح "أسيركيّا"، وضمن جولتهما الغنائية التي تحمل عنوان "طائران مهاجمان"، مجموعة مختارة من أغانيهما التي تحمل بين ثناياها هموم الإنسان المعاصر وهواجسه.
وكما كان للأغنية حصتها ضمن فعاليات "مهرجان القيثارة" في قرطبة، فقد كان فن الفلامنكو حاضراً هو الآخر، حيث سيستقبل مسرح "أسيركيّا" في يوم 11 يوليو/ تموز الحالي مغني الفلامنكو الشاب ميغيل بوييدا، الذي يلاقي نجاحاً منقطع النظير هذه الأيام. وسيرتقي "المسرح الكبير" أيضاً عازف القيثارة القرطبي خوسيه أنتونيو رودريغيز.


الموسيقى الحديثة

وتتعرّج فعاليات "مهرجان القيثارة" الموزائيكية على الموسيقى الحديثة والمعاصرة، لتقدم للجمهور أحدث الأعمال الغنائية والموسيقية لنجوم اليوم، والذين لهم الباع الطويل في هذا المجال. ففي يوم 13 من الشهر الحالي سيستمتع الجمهور الحاضر، وعلى مسرح الهواء الطلق بأغنيات الفريق الغنائي الإسباني "آمارال"، الذي حقق، هو الآخر، شهرة واسعة خلال الأعوام الأخيرة. والألبوم الغنائي الأخير لهذا الفريق"بإتجاه الوحشية"، يتميّز بطابع العزف الثقيل، وبصورة خاصة، على الآلة ذات الأوتار الستة.
ومن بين أبرز رموز موسيقى الروك التي ستشترك في فعاليات المهرجان الموسيقي القرطبي "جيثرو تال"، الكلاسيكي الذي يتحرك داخل مشهد الروك، حيث سيقدم موسيقاه من على خشبة مسرح "أسيركيّا" ايضاً. وهناك أيضاً "بيتينغو"، و"روبين فورد"، من بين أسماء أخرى، حيث يكملان برنامج "مهرجان القيثارة" الحافلة أيامه بالموسيقى التي ستتداخل مع أحلام أهالي قرطبة، لتنتزع عنهم النوم، ولتأخذهم في رحلة البحث عن لغة أخرى، تلك هي لغة الموسيقى والنوتات.

ibrahimyousif@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف