تاريخ الصحافة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري (1932-1967)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عرض سيف الدين الدوري: صدر عن الدار العربية للموسوعات في بيروت للزميل مليح إبراهيم شكر المقيم حاليا في الولايات المتحدة بعنوان( تاريخ الصحافة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري . 1932 - 1967 )ومليح ابراهيم شكر نجل الصحفي الكبير ابراهيم صالح شكر حائز على شهادة الباكالوريوس في الصحافة - كلية الاداب- جامعة بغداد وعمل في مكتب وكالة الانباء السورية - سانا - ببغداد ثم إنتقل الى وكالة الانباء العراقية وعمل فيها مندوباً ومحرراً ومراسلاً في الخارج ثم حصل على شهادة الدكتوراه بالصحافة ببريطانيا بعدها عاد الى بغداد وعمل مراسلا لوكالة الانباء العراقية في نيويورك حتى احتلال بغداد عام 2003.
ويتضمن الكتاب الذي يحتوي على 544 صفحة من الحجم العادي ثلاثة أبواب وكل باب يتضمن عدة فصول.
. تناول المؤلف فيها مرحلة الحكم العثماني وصدور أول صحيفة ببغداد باسم " الزوراء" اصدرها الوالي العثماني مدحت باشا في 15/6/1869 باللغتين العربية والتركية والتي حررها الصحفي التركي أحمد عزت. فيما تناوب على تحرير القسم العربي مع محمود الفاروقي واخاه علي وعبد الحميد الشاوي وعبد المجيد الشاوي ومحمود شكري الالوسي وفهمي المدرس وجميل صدقي الزهاوي. وجميعهم من أعلام العراق في الفقه والادب واللغة والشعر . واصدرت طيلة 48 عاماً من حياتها 2607 عدد حتى توقفت نهائياً عندما إحتلت القوات البريطانية بغداد عام 1917.
ويتحدث المؤلف عن أول صحيفة صدرت قبل الزوراء وهي( جورنال العراق) عام 1816 التي أصدرها الوالي داوود باشا فيقول انها إختصت بنشر أخبار الدولة العثمانية.
ثم الصحافة في عهد الاحتلال البريطاني للعراق حيث أصدر المحتلون عدة مطبوعات مثل" صدى الحقيقة" و" دار السلام" و" العرب" التي صدر العدد الاول منها في 4 تموز 1917 يدير شؤونها " المس بيل" سكرتيرة الشؤون الشرقية بمقر المندوب السامي البريطاني ورزوق غنام محرراً والأب " أنستاس ماري الكرملي" مساعداً للمحرر. وإستمرت العرب بالصدور حتى الأول من أيار عام 1921 حي0ث إستبدلت بأخرى بإسم" العراق" أصدرها رزوق غنام.
كما تناول المؤلف الصحافة وعلاقتها بثورة العشرين.حيث أصدر الشاعر الشيخ محمد رضا الشبيبي في أيلول 1920 صحيفة" الفرات" الاسبوعية في النجف الأشرف. وعرض على صفحاتها مقالات وتعليقات تشرح التعليمات التي تصدر عن قادة الثورة ونشر خطبهم وأخبار العمليات العسكرية ضد الاحتلال.
كما يتناول الفصل الثاني مسيرة الصحافة منذ عام 1932 حينما أصبح العراق عضواً في عصبة الامم وما تبع ذلك من أحداث وتطورات في ظل الصراع السياسي عقب توقيع المعاهدة العراقية البريطانية عام 1930ودور الصحافة في الترويج لهذا الطرف المؤيد لها أو ذاك الطرف المعارض لها، حتى إندلاع الحرب العالمية الثانية
في 1/9/1939. كما يستعرض المؤلف الحياة الصحفية في ظل أول وزارة يشكلها نوري السعيد وممارساتها للسيطرة على الصحافة.
في 2/1/1932 أصدر حسين جميل صحيفة الاهالي التي عطلتها حكومة ياسين الهاشمي عام 1935 لمدة عام كما. أصدر حكمت سليمان صحيفة البيان، فيما أصدر كامل الجادرجي عام 1934 صحيفة" صوت الاهالي" وأصدر جعفر أبو التمن عام 1934 صحيفة" المبدأ" لتأييد جماعة الاهالي. وفي عام 1936 عقب إنقلاب بكر صدقي اصدر الشاعر الجواهري صحيفة بإسم" الانقلاب" تيمناً بالانقلاب العسكري. إلا أنه إستبدل إسم صحيفته الى " الراي العام" عقب إغتيال بكر صدقي عام 1937 وسقوط حكومة حكمت سليمان. فيما إغتنم قادة نادي المثنى بن
أما في الفصل الثالث فيتناول الدكتور مليح علاقة الصحافة بأحداث مايس 1941وما نشرته الصحافة خلال هذه الحركة.
في الفصل الرابع من الكتاب تناول فيه المؤلف الصحافة والاحزاب السياسية وخاصة عام 1946 الذي سمحت الحكومة لها بالعمل الرسمي، وهي حزب الاستقلال الذي أصدر صحيفته" لواء الاستقلال" والحزب الوطني الديمقراطي الذي أصدر صحيفة " صوت الاهالي" وحزب الشعب الذي أصدر صحيفة " المواطن" وحزب الاتحاد الوطني الذي أصدر صحيفة " السياسة" وحزب الاحرار الذي اصدر صحيفة" صوت الأحرار".
كما يتناول المؤلف الاجراءات التي إتخذتها حكومة نوري السعيد ضد الصحافة والتي عرفت بـ " مذبحة الصحافة".1949 والحملة الظالمة التي تعرضت لها على يد حكومة الفريق نور الدين محمود عام 1952 .حين عطلت الحياة الحزبية والصحف.
ويتضمن الفصل الرابع عن علاقة الحكومتين التي شكلهما محمد فاضل الجمالي 1953 - 1954 والتي ضمت في صفوفها لأول مرة الصحافي روفائيل بطي صاحب صحيفة البلاد.حيث رفعت حكومة الجمالي الحظر الذي فرضته حكومة نور الدين محمود على النشاطات الحزبية وسمحت للصحف المعطلة بإستئناف الصدور.
أما في الفصل الخامس فقد تضمن محنة الصحافة حينما عاد نوري السعيد الى رئاسة الحكومة أواخر عام 1954 وإصداره أسوأ مرسوم تجاه الصحافة ظلّ معمولاً به حتى قيام النظام الجمهوري عام 1958. من خلال مرسوم المطبوعات رقم 24 لسنة 1954 الذي وجه بموجبه للصحافة العراقية ضربة هي الاقسى من نوعها. شملت حتى الصحافة المعطلة. ولم يشمل المرسوم الصحافة فقط بل الجمعيات والنوادي والنقابات.
كما يتناول المؤلف موقف الصحافة والحركات السياسية من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.بعد أن فرضت الحكومة حصاراً إعلامياً على الأنباء الواردة من مصر ومقاومة العدوان لكن إنتفاضة الشعب العراقي لم تتوقف فإندلعت المظاهرات في عموم المحافظات العراقية مما دفع عدد من الشخصيات السياسية الى تقديم شكوى الى الملك فيصل الثاني وطالبوه في مذكرة رسمية بجعل الاذاعة والدعاية متجاوبة مع مشاعر الشعب ومنسجمة مع مطاليبه.
الباب الثاني ويتضمن ثلاثة فصول هي السادس والسابع والثامن التي تتناول علاقة الصحافة مع الانظمة السياسية ودور الصحافة والصحفيين في الأحداث التي شهدها العراق بعد إعلان النظام الجمهوري.حيث صدرت صباح يوم 17 تموز 1958 صحيفة الجمهورية تولت كوادر بعثية الإشراف عليها منها الدكتور سعدون حمادي وعبد الستار الدوري ومعاذ عبد الرحيم. إلا أنها أغلقت يوم 5/11/1958 وكذلك صحيفة الاهالي وصحيفة اتحاد الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي العراقي واصبحت الصحافة العراقية آنذاك تحت النفوذ الشيوعي مما دفع الزعيم عبد الكريم قاسم الى توجيه ضربة لها وللحزب الشيوعي وذلك عقب الخطاب الذي القاه في كنيسة مار يوسف دان فيه الاعمال التي قام بها الشيوعيين ووصفها بالفوضوية وبأن لديه القوة لسحقها. وسمح لعدد من الصحف غير الشيوعية بالصدور ومنها الفجر الجديد وبغداد والحرية.
كما تأسست لاول مرة وكالة أنباء رسمية هي وكالة الانباء العراقية ( واع) في 9/11/1959 وأصبح أحمد قطان أول مدير عام لها.
كما يتناول المؤلف خلال الفصول الثلاثة حال الصحافة خلال حكم سلطة البعث الاولى عام 1963 التي حجزت أموال عدد من أصحاب الصحف في عهد قاسم وإعتقال بعضهم بالمقابل حصل عدد آخر من الصحفيين على موافقة وزارة الاعلام لاصدار الصحف منها صحيفة الوحدة لصاحبها الشهيد باسل الكبيسي أحد قادة حركة القوميين العرب وحامد الجبوري باسم العروة الوثقى والمحامي مظهر العزاوي باسم الرسالة. وحالها عقب الانقلاب الذي قاده الرئيس عبد السلام عارف ضد سلطة البعث في 18/11/1963 وكيف تعامل الرئيس عارف مع الصحافة . كما يتناول المؤلف عن صدور قانون المؤسسة العامة للصحافة عام 1967 الذي أصبحت الصحافة بموجبه من أملاك الدولة.
أما الباب الثالث والاخير من هذا الكتاب فيتناول ثلاث موضوعات منها العمل النقابي وإنشاء نقابة الصحفيين العراقيين والقوى السياسية التي هيمنت عليها.
كما يتضمن هذا الباب التشريعات الصحفية التي حكمت الصحافة العراقية منذ الحكم العثماني ويكاد يكون دراسة منفصلة تعني بالتاريخ القانوني للصحافة .
وفي الفصل الثامن من الباب الثالث يتحدث الدكتور مليح في كتابه هذا عن وضع الصحافة العراقية في عهد الرئيسين عارف فيقول لقد عادت الصحافة من جديد تحت سلطة العسكر المباشرة والمتمثلة بإثنين من كبار الضباط ، الأول الزعيم رشيد مصلح وزير الداخلية والحاكم العسكري العام والزعيم الركن عبد الكريم فرحان وزير الارشاد الذي إصطدم مع الرئيس عبد السلام عارف لتدخله في شؤون الصحافة والاعلام وقدم إستقالته من الوزارة. لكن في تلك الفترة عادت صحيفة الجمهورية للصدور مجدداً وتولى إدارة تحريرها معاذ عبد الرحيم بعد أن عطلتها سلطات عبد الكريم قاسم في تشرين الثاني 1958 ، كما صدرت صحيفة " الثورة العربية" الناطقة بلسان الاتحاد الاشتراكي في العراق. كما صدرت صحيفة "العرب" لنعمان العاني و"صوت العرب" لصاحبها فوزي عبد الواحد و "البلد" لعبد القادر البراك و"المنار" لعبد العزيز بركات. كما شغل الصحافي سلمان الصفواني صاحب جريدة اليقظة وزارة الارشاد في حكومة عبد الرحمن البزاز . فيما شغل العميد دريد الدملوجي مدير عام وكالة الانباء العراقي وزارة الارشاد في حكومة ناجي طالب التي خلفت حكومة البزاز في آب 1966 أي في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف.
والحقيقة أن عهد الرئيس عبد الرحمن عارف كان أخصب فترة عاشتها الصحافة والاحزاب السياسية على السواء.
كما إتسمت هذه الفترة من حكم الرئيس عبد الرحمن عارف صدور قانون تنظيم الصحافة حيث صدرت عقب ذلك خمس صحف اربع منها باللغة العربية والخامسة باللغة الانكليزية وهي "الجمهورية" ورئيس تحريرها احمد فوزي عبد الجبار "والثورة" البديل "للثورة العربية" ورئيس تحريرها حازم مشتاق و"المواطن" ورئيس تحريرها عبد الله الملاح و"المساء" ورئيس تحريرها محمد الحديثي التي تمّ إستبدالها بالـ " الشعب". ثم "بغداد أوبزيرفر" ورئيس تحريرها خالص عزمي.
كما أصدرت المؤسسة العامة للصحافة الحكومية التي تولى رئاستها غربي الحاج أحمد، مجلة إسبوعية بإسم" ألف باء" وذلك في 22/5/1968.
كما عادت الى الصدور صحيفة" التآخي" الناطقة باسم الجهة السياسية الكردية التي إستوجبت الظروف السياسية أن تكون لها صحيفتها الخاصة.
التعليقات
النظر بعين واحدة
خالد -اية دراسة تكون ناقصة وهزيلة حين تنظر بعين واحدة، اين صحيفة (الصحيفة) التي اصدرها حسين الرحال، وهي الرائدة في الفكر المتحرر. اين عشرات الصحف السرية التي صدرت خلال العهد الملكي، اين صحيفة الراصد، وغيرها العشرات. يبدو ان الكاتب ينظر بعين واحدة الى التاريخ وهذا لا يجوز لدراسة توثيقية. مع الشكر
النظر بعين واحدة
خالد -اية دراسة تكون ناقصة وهزيلة حين تنظر بعين واحدة، اين صحيفة (الصحيفة) التي اصدرها حسين الرحال، وهي الرائدة في الفكر المتحرر. اين عشرات الصحف السرية التي صدرت خلال العهد الملكي، اين صحيفة الراصد، وغيرها العشرات. يبدو ان الكاتب ينظر بعين واحدة الى التاريخ وهذا لا يجوز لدراسة توثيقية. مع الشكر