ثقافات

بلاسيدو دومينغو يجسّد نيرودا في أوبرا "ساعي البريد"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف يلدا - سيدني: افتتح الإسبوع الماضي على خشبة المسرح المحلي في العاصمة التشيلية، العرض الأول من العمل الأوبرالي "ساعي البريد"، المستوحى من رواية الكاتب التشيلي أنتونيو سكارميتا، والذي يجسّد فيه التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو شخصية بابلو نيرودا. وقد كان الجمهور التشيلي على موعد في التاسع من الشهر الحالي مع افتتاح العروض الأولى للعمل الأوبرالي "البوستينو" أو "ساعي البريد"، وكله رغبة واشتياق لملاقاة مغني الأوبرا المعروف بلاسيدو دومينغو متقمصاً شخصية الشاعر التشيلي بابلو نيرودا.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الرغبة الجامحة لمشاهدة التينور الإسباني وبقية الممثلين، فقد أبدى الجمهور تحمساً كبيراً للعمل الأوبرالي ذاته ولمؤلفه المكسيكي الراحل دانييل كاتان. في نهاية المطاف، كانت النتيجة استقبال الجمهور للعرض الأوبرالي وسط حفاوة بالغة.
وكما يبدو، فقد كان العرض الأول لأوبرا "ساعي البريد" متميّزاً من جميع النواحي، بدءاً من حيثيّات أحداثه، وإنتهاءً بهذا الحشد الهائل من الجمهور والشخصيات البارزة التي حضرت العرض، وفي مقدمتهم الرئيس سيباستيان بينييرا وحرمه سيدة التشيلي الأولى سيسيليا موريل.
ومنذ اللحظات الأولى كان جليّاً ملاحظة أن الجمهور العريض الذي حضر الى المسرح لم يكن فقط من النوع الذي يعشق فن الأوبرا، بل من النوع الذي يعشق فن الغناء الأوبرالي الذي يؤديه بلاسيدو دومينغو، الأمر الذي يبرر إمتلاء الصالة بالجمهور، ونفاذ تذاكر جميع العروض اللاحقة.
ورغم جهل القسم الأكبر من الجمهور للعمل الأوبرالي "ساعي البريد"، إلاّ أنه إستسلم كليّاً للعرض المبهر أمامه، ولحضور بلاسيدو دومينغو القوي والمتميّز على المسرح، وهو الذي يعد أحد أبرز رموز الأوبرا في أيّامنا هذه. ويعود تأثيره الواضح على الجمهور، في كل مرّةٍ يرتقي المسرح، الى بساطة شخصيته، وخفة حركاته، وسهولة تنقله من مشهد الى آخر، ولتمتعه أيضاً بلحظات في غاية الجمال، تمنح المناخ في عمق المسرح، لمسات سينمائية رقيقة ورائعة، الى جانب الصور الفوتوغرافية الجميلة.
وموسيقيّاً، يتحلّى العمل الأوبرالي "ساعي البريد"، بإسلوبٍ رومانسي وشاعري، مع لمساتٍ من فايا، ورافيل، وديبوسي، وجوردانو، وبصورة خاصة، لمساتٍ من بوسيني، بالإضافة الى إيقاعات التانغو والأغنيات الوفيرة والمتناثرة داخل النص الأوبرالي.
ومما لا شك فيه أن بلاسيدو دومينغو يفرُض نفسه على الجمهور عبر إمكاناته الأوبرالية العالية، وقوة الشخصية التي يؤديها. ومن المؤكّد أن الدور قد تم تفصيله على مقاساته، ويتماشى مع مؤهلاته الصوتية، مما يمنح التينور الإسباني القدرة على بعث نيرودا على المسرح.
وبلاسيدو دومينغو الذي يجسّد شخصية الشاعر التشيلي بابلو نيرودا في العمل الأوبرالي "ساعي البريد"، كان أعرب عن أسفه لعدم إجتماعه شخصيّاً بالشاعر يوم زار تشيلي في عام 1967. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في المسرح البلدي في العاصمة التشيلية سانتياغو: "بابلو نيرودا ذو شخصية عميقة، وأفكار متطرفة، لكنه دائم التفكير بالمساواة، وحقوق الإنسان، وهناك قلّة من الكتّاب والفنانين على شاكلته".
ويأتي تقديم العروض الخمسة لهذا العمل الأوبرالي في العاصمة التشيلية، بعد أن حقق نجاحاتٍ كبيرة في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية عام 2010، وفيينا وباريس. ويتناول "ساعي البريد" الذي كتبه المكسيكي الراحل دانييل كاتان عن رواية "صبر شاق" 1985، للتشيلي أنتونيو سكارميتا، محاولات بابلو نيرودا من أجل زرع حب الشعر في أعماق ساعي بريد من جزيرة إيطالية يعمل جاهداً لغزو قلب حبيبته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتونيو
فيحان بن مروح -

انتونيو سكارميتا اصوله عربية من العرب المستعربة (يعني بدون اصل) يدعي انه من بني اسماعيل عليه السلام رغم اختلاف بطون بني اسماعيل بين التوراة والحديث

انتونيو
فيحان بن مروح -

انتونيو سكارميتا اصوله عربية من العرب المستعربة (يعني بدون اصل) يدعي انه من بني اسماعيل عليه السلام رغم اختلاف بطون بني اسماعيل بين التوراة والحديث

بابلو نيرودا
عراقي -

اول من قرأت لهم من الشعراء الناطقين بالاسبانية , كم كان رائعا وكم اضاف لي من افكار وفتح عيني على معاناة العالم وشعرت بأننا مهما شعرنا بالمعاناة فهناك اناس بعيدين عنا يحسون بنا ويشاركونا الالم ليس لانهم مجبرون ولكن لانهم بشر حقيقيون , اتذكر هولاء الناس كلما قرات تعليقا يطالب بقتل الاخرين لانهم يختلفون عنهم مذهبيا فقط.

بابلو نيرودا
عراقي -

اول من قرأت لهم من الشعراء الناطقين بالاسبانية , كم كان رائعا وكم اضاف لي من افكار وفتح عيني على معاناة العالم وشعرت بأننا مهما شعرنا بالمعاناة فهناك اناس بعيدين عنا يحسون بنا ويشاركونا الالم ليس لانهم مجبرون ولكن لانهم بشر حقيقيون , اتذكر هولاء الناس كلما قرات تعليقا يطالب بقتل الاخرين لانهم يختلفون عنهم مذهبيا فقط.