ثقافات

مهرجان الفيلم العربي في روتردام يستعيد نهوضه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من روتردام: خلال عقد من الزمان تمكن مهرجان الفيلم العربي في روتردام من ترسيخ وجوده كاحد الفعاليات الثقافية في مدينة روتردام الهولندية. لكن في السنتين الاخيرتين طرأ تلكؤ على انسيابية المهرجان له علاقة بامور تنظيمية وبعض الخلافات في الادارة السابقة له.
ومن أجل عدم تفويت فرصة بقاء فعالية عربية ثقافية في هولندا وفي مدينة كبرى مثل روتردام، بادر عدد من محبي السينما للنهوض بمهرجان الفيلم العربي في روتردام من جديد، وان كان بميزانية ودعوات أقل من الدورات السابقة ريثما يتمكن من اجتياز العقبات التمويلية للمهرجان الذي ستنعقد الدورة الثانية عشر منه في مدينة روتردام بين الثامن والعشرين من نوفمبر وحتى الثاني من شهر ديسمبر 2012 وسيقدم المهرجان الجديد في السينما العربية من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.
وقد تولى إدارته الفنية السينمائي روج عبد الفتاح الذي كان قد عمل في المهرجان منذ بداياته في مجالات مختلفة في مجالات مختلفة مثل تقنية الصوت و الصورة وعرض الافلام و مرافقة الضيوف و تولى الادارة الفنية منذ 2011.
درس روج عبد الفتاح السينما في اكاديمية "سنت يوست" في هولندا عام2002. وتخرج فيها عام 2006. وهو مصور ومونتير. وأخرج العديد الأفلام الوثائقية والقصيرة. يرى في إدارته الفنية للمهرجان والمشاركة والتنظيم من منظور سينمائي وليس من منظور إداري فحسب.
إيلاف طرحت مجموعة من الأسئلة على المدير الفني روج عبد الفتاح بصدد المهرجان ومستقبله والمشاركين فيه وعن خطة العمل المستقبلية لهذا المهرجان العربي.

المهرجان تلكأ في مساره الثقافي والتنظيمي .. ما هي أسباب ذلك؟
مهرجانات الأفلام العربية في بلدان أوربا هي تجربة جديدة ولذا فهي بالضرورة دائما في حالة تجريب. وهذا التجريب يحتمل الخطأ والصواب. لقد تمكن مهرجان روتردام من تحقيق نجاحات لا يمكن تجاهلها، ولكن ثمة ملاحظات كان يبديها عدد من السينمائيين الذين يريدون لهذه التجربة الخير والنجاح لما يخدم الفيلم العربي والسينمائيين العرب. تتمثل أهم ملاحظة في أن هذا المهرجان ومثل غيره من كثير من المهرجانات السينمائية العربية سواء المتمكنة منها أو المحدودة الأمكانية أن المهرجان السينمائي عندهم هو "شو" أكثر منه ثقافة. ولذلك نرى أن المهرجان يعتمد فقط في جمهوره على ليلة الإفتتاح حيث الدعوات والإستقبال وحضور بعض نجوم السينما العرب، وفي اليوم التالي تكاد صالات العرض أن تكون خالية من المشاهدين.

المهرجان في تصوري هو ليس فقط لجمهور عربي. في هذه الحالة نحن مثل الذي يتطلع إلى نفسه في المرآة فسوف لا يرى سوى صورته. المهرجان هو ثقافة ينبغي أن نعرف من خلالها وعبر القراءة الواعية والمنتبهة تأثير الفيلم العربي على المتلقي غير العربي مع أهمية المتلقي العربي. من خلال إنطباع الجمهور الهولندي يمكننا إكتشاف دقة لغة التعبير السينمائية فيما إذا كانت ضمن القياسية أو أنها محدودة الفهم والتعبير ما يحول ذلك دون خلق التأثير المطلوب للفيلم السينمائي على المتلقي وبشكل خاص المتلقي الأوربي الذي يعتاد على مشاهدة أفلام متطورة في لغة تعبيرها السينمائية. وهنا تأتي أهمية المهرجان السينمائي للفيلم العربي في أوربا.

هل تعتقد أن المهرجان القادم في نوفمبر سيكون خطوة متقدمة في تاريخ المهرجان؟
كل دورة يمر بها المهرجان هي خطوة متقدمة. المهرجان هو في حالة نمو منذ بداية تاسيسه و هذا لم يأت من فراغ بل كان نتيجة جهود كبيرة من طاقم المهرجان السابق.
وكان الجو الثقافي في هولندا وخصوصا مدينة روتردام يساعد على تبني و تطوير هذا المشروع الثقافي، واصبح المهرجان ركناً من اركان الثقافة في مدينة روتردام. والمشروع الثقافي في هذا المجتمع يؤثر فينا مثل ما نتأثر به، حيث في السنوات الاخير كانت نتائج الازمة الاقتصادية وآثارها كبيرة على الجو الثقافي في هولندا وخصوصا في مجال السينما و بالتالي على المهرجان. في هذه الايام تعتبراستمرارية هذا المهرجان نجاحاً و تحدياً بحد ذاته.
هذا يأتي بفضل إ يماننا برسالة المهرجان و خصوصا في هذه الايام الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم.

لماذا؟
من جهة هو إنخفاض الدعم المالي من الجهات الهولندية الداعمة و من جهة اخرة هو نمو الفكر اليميني و اليمين المتطرف في هولندا الذي يقوده السياسي "خيرت فلدرز" الذي هاجم الاسلام (العرب) و الثقافة و الفن حيث يسمي الفنانين بهواة اليسار و هذا يشملنا من الجهتين كفنانين وكعرب.
ولكن حسب ما تلقيناه من وعود فنحن نظن بأن الخطوة المتقدمة التالية تتمثل في مهرجان الفيلم العربي للسنة القادمة. وهذا لا يعني هبوط في مستوى الأفلام وحجم المشاركة. لكننا على سبيل المثال غير قادرين على توجيه دعوات كما السابق لعدد من السينمائيين. نحن طبعا والمهرجان أيضا، يهمنا ويهمه أن يلتقي السينمائي العربي بجمهور غير عربي وأيضا بجمهور عربي يعيش في أوربا ويتلقى ثقافة سينمائية أوربية. لكن إنخفاض مستوى الدعم "لهذا العام" قد يؤثر نسبيا على نوع المهرجان. لكن ما يهمنا أن المهرجان متواصل ولا يتوقف عبوراً نحو مهرجان السنة القادمة. هذه نقطة هامة تساعدنا على النهوض من جديد ويقوي ثقة الجهات الداعمة لنا.

ذلك يعني عدم وجود دعوات لهذا العام؟
ستكون هناك دعوات لسينمائيين وصحفيين ولكن ليس بالحجم الذي نتمناه. سوف نعمل جاهدين على تقديم أفضل صيغة ممكنة للمهرجان ضمن المتاح.

ما هو تقييمك لمستوى المهرجان سابقا؟
التقييم أيجابي .. ولقد تمكن المهرجان من تأكيد وجوده وبذلت جهود كبيرة في إنجاحه وكان يمكن أن يتطور كثيرا ً لو كانت الجهات الثقافية العربية تساهم بما يملأ الفراغ الذي حصل في السنوات الاخيرة خصوصا في هذه الاوقات التي يمر بها العالم العربي، والدور الذي يقوم به الاعلام الغربي معتمداً على الاثارة واستقطاب المشاهد على حساب الدور المهني و الصورة الحقيقية، وبهذا تاتي اهمية المهرجان ودوره في اعطاء الصورة الواقعية عن المجتمع العربي بعيدا عن الترويج الاعلامي الغربي. و نأمل بدور اكبر من المؤسسات الثقافية العربية دعم هذه الرسالة وبناء هذا الجسر الثقافي بين المجتمع العربي و الغرب.

ما هو حجم العلاقة بين مهرجانكم والمهرجانات السينمائية العربية؟
بالنسبة لنا من المهم إنجاح هذه الدورة كي تشكل جسراً نحو الخطوة القادمة .. خطوة تأسيس المهرجان وبعد أن يتأكد لنا الوعد بزيادة الدعم فإننا وضمن برنامج واضح سوف نبني علاقات ثقافية مع كافة المهرجانات العربية وأظن أن إقامة مهرجان سينمائي عربي في أوربا هو خطوة هامة أكثر من أي وقت مضى بسبب التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة حيث في تصوري سيكون ثمة إنحسار نسبي في الإنتاج السينمائي وبشكل خاص على مستوى الكم. ربما ستظهر أفلام هامة نوعياً بسبب طبيعة التحولات والخروج من التقليدية وشباك التذاكر حيث يعمد المخرجون إلى تقديم أعمال ذات قيمة فكرية وفنية أهم من الخضوع لشباك التذاكر في الحياة السياسية الرتيبة والمقننة. حينها ربما تنهض سينما جديدة. هنا يشكل المهرجان فرصة غير عادية وغير تقليدية للسينما العربية الجديدة. فقد تتاح للسينمائيين العرب فرصة الإنتاج وتتعذر عليهم فرصة التوزيع .. يأتي المهرجان السينمائي العربي في الغرب ليشكل ربما بوابة للعلاقة الثقافية والإقتصادية السينمائية للفيلم العربي. وبهذا الصدد فإني أتوجه بالدعوة لكل من تعنيه السينما في المنطقة العربية وكل من يسهم في إنعاش الثقافة السينمائية أن ينظر بعين الإنتباه لدعم هذه التجارب المهرجانية والإحتفالية بالثقافة السينمائية. من جهة اخرى نحن جزء من هذا النسيج السينمائي فتطور السينما العربية هو تطور لنا و لدينا مصالح مشتركة كثيرة و سوف نسعى الى دعمها و تطويرها.

ما هي أهم مخططاتكم التي تعتقدون أنها تدفع بالمهرجان نحو مواقع أكثر تأثيراً؟
البرنامج الذي رسمناه مكتوباً وسنقدمه لعدد من الشخصيات السينمائية لكي نسمع الرأي منهم يعتمد على فكرة الثقافة السينمائية كما أسلفت ولهذا التصور مفردات منهجية للعمل منها البحث عن أفلام غير تقليدية حتى في بلدان غير معروفة بإنتاجها للأفلام السينمائية. فعلى سبيل المثال تعرفنا على مخرج من الأهواز في إيران وقدمنا فيلمه في الدورة السابقة. هناك أفلام كثيرة تنتج في اليمن لا أحد يعرف عنها شيئا ومن داخل سوريا في هذه الاجواء حيث الدمار و العنف الذي يسود البلاد هناك سينمائيين مازالو يمارسون عملهم الفني وهي أفلام مهمة، وقد نجد فيلما لسينمائي من السودان. صحيح أن نجوم السينما بالمعنى المتداول للنجم هم أشخاص مهمون لإضفاء رومانسية على المهرجان ومسحة خاصة فيها شيئ من الإثارة ولكن نوعية الفيلم والبحث عن الجواهر في خضم ركام الأحداث العربية هو أيضا شيء مهم ومخطط له في دورة العام القادم. كما أننا سوف نعطي للندوات السينمائية أهمية أساسية ولا نجعل منها مفردة هامشية في المهرجان. وأيضا مناقشة الفيلم بعد العرض من قبل الجمهور العربي وغير العربي، وبهذا الجانب تأتي أهمية دعوة صانعي الأفلام - المخرجين كي تتم محاورتهم. وسوف نولي العلاقة مع المهرجانات العربية أهمية خاصة ونستفيد من خبراتها ومن برامجها لنقل الأفلام السينمائية منها إلى مهرجاننا لأننا نقدمها إلى جمهور مختلف. التصورات كثيرة ومكتوبة وسوف تكون موضع نقاش مع عدد من المهتمين بشؤون السينما. وسوف يأخذ البعد الإعلامي حيزاً أكبر لأنه وسيلتنا في العلاقة مع الجمهور، المستهدف الأول من إقامة المهرجان ونشر الثقافة السينمائية المعبرة عن الواقع العربي لجمهور غير عربي وأيضا لجمهور عربي تشكل الثقافة السينمائية الغربية حيزاً من تكوينه الثقافي والإجتماعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف