ثقافات

مسرحية "أجاكس" تختتم مهرجان المسرح الكلاسيكي الدولي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف يلدا - سيدني: يبعث الإيرلندي دينيس رافتر عبر مسرحية "أجاكس"، برسالة للعالم أجمع يندد فيها بالعنف والحرب، والتي بدا فيها أميناً على النص الشعري والتراجيدي لسوفوكليس.

أسدلت الستارة، قبل أيام، على الدورة 58 لمهرجان المسرح الدولي في "ميريدا" الإسبانية لعام 2012، على يد المخرج الإيرلندي المخضرم دينيس رافتر، حاملاً رسالة الى العالم يندد فيها بالحروب. وقد تجسّدت الرسالة التي بعثها رافتر، الذي ساهم أيضاً بدور فيها، في اللحظة التي تبلغ المسرحية ذروتها، وذلك ضمن المشهد الأخير، والذي يصوّر تكويناً لموكب جنازة، ولهيباً ينتشر شيئاً فشيئاً بين أعمدة المسرح الروماني القديم. عبر هذه المشاهد الرمزية تنتهي صورة الأبطال المهانين التي تأكلهم النيران، الآلهة الشريرة أو الجيوش التي كانت تحت أمرة سالامينا، وكذلك الأبطال الكبار برماحهم وأرديتهم الحمراء. ولا بد هنا من التأكيد على إمكانات توزيع الإنارة الجيدة، والمتمثلة بالمؤثرات الخاصة بقيادة ريس أباديس، الذي يضطلع بالمسؤولية الكاملة على المسرح، بعد أن يترك المخرج خشبة المسرح خالية من الديكور، قبالة الأعمدة الرومانية الضخمة. من هنا يبرز الدور المهم للإنارة التي تشكل جزءاً لا يتجزّأ من العمل الذي قامت بتنفيذه فرقة "تياترو نوكتامبولو".و"أجاكس" الذي يتقمص شخصيته الممثل خوسيه فيسنتي مويرون، هو البطل الهوميروسي الوحيد الذي لا يتلقى مساعدة من الآلهة، والذي لم يصب في أية معركة من المعارك التي خاضها. ومع ذلك، يشعر بالمهانة عندما يتم تجريده من كأس أسلحة أخيل بسبب مناورات أوديسيوس.ويكتمل جوهر الحكاية، الذي يصل الى الجمهور بصورة مباشرة، عبر حركات وأصوات الجوقة، مما يتيح تحليل الصراع التأريخي الذي يعد المحرك الرئيسي لها، بحيث يفضل البطل الموت إنتحاراً أمام أسوار طروادة، بدلاً من العيش مهدور الكرامة.وفي "أجاكس"، المسرحية الكلاسيكية التي كتبها سوفوكليس في سن مبكرة من عمره (451-444 قبل الميلاد)، والتي كانت خاتمة فعاليات مهرجان المسرح الكلاسيكي الدولي في دورته الثامنة والخمسين الذي أقيم في مدينة "ميريدا - ماردة بالعربية" الواقعة شمال إسبانيا، من 5 يوليو/ تموز وحتى 26 أغسطس/ آب الحالي، تبدو العلاقة جلية بين السياسة والتراجيديا، والتي تبرز من خلال بطل يكاد يكون مأخوذاً من عصرنا.والمسرحية التي تقف ضد الحرب، داخل إطارٍ كلاسيكي وأجواء مفعمة بالبطولة والخيانة والإهانة والإنتقام، التي بدأ عرضها يوم الأربعاء 22 أغسطس/ آب الحالي وإستمر حتى 26 منه، يوم إختتام المهرجان، قوبلت بترحاب كبير من الجمهور، وتم إعتبارها الأفضل من بين الأعمال المسرحية التي عرضت طوال الأيام التي إستغرقها المهرجان، وصفق أكثر من 2.000 من الحضور للمخرج دينيس رافتر، وللممثل خوسيه فيسنتي مويرون، الذي جسّد "أجاكس" في قوته وبطولته، ولم يبخل الجمهور في التصفيق أيضاً لبقية الممثلين البالغ عددهم 25 ممثلاً، وللمؤلف الموسيقي روكي بانيوس والمشرف على المؤثرات الخاصة ريس آباديس، وللطاقم الفني بأجمعه، الذي تجرأ وقدّم عملاً مسرحياً كلاسيكياً خضع للعديد من الدراسات، ويعتبر من أكثر أعمال سوفوكليس شهرة، ولكن الأقل عرضاً أيضاً، حيث لم يقدم هذا المهرجان المتخصص في المسرح اليوناني هذه المسرحية سوى مرتين، منذ إنعقاده لأول مرة في عام 1933. وكانت أول مرة قدمت فيها المسرحية عام 1977، من إخراج أنتونيو آمينغال، ونص رائع لدومينغو ميراس، في حين تم تقديمها للمرة الثانية في 2008، وتحت قيادة المخرج اليوناني ثيودوروس تيرزوبولوس، وبمعية فرقته المسرحية "آتيس ثييتر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف