القرش في "الثورة الآن" يعرى تناقضات الكتاب والمثقفين ورجال الدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمامصي من القاهرة: سيظل كتاب سعد القرش "الثورة الآن .. يوميات من ميدان التحرير" شاهدا على العديد من مواقف لعدد من المثقفين والإعلاميين ورجال الدين الذين ساروا في ركب النظام السابق، ثم انقلبوا لتأييد الثورة بعد نجاحها، كاشفا عما تخلل النخب الثقافية والإعلامية من فساد في الرؤية وخراب في الضمائر، وهو خلال ذلك يرصد الثورة بعين يقظة موثقا لما جرى بأقوال وأحاديث ومواقف وتصرفات النظام وأيضا ردود فعل الثوار عليها.
الكتاب الذي صدرت طبعته الثانية في ثوب عن دار "الكتب خان" جاء صادقا ومتوهجا بنفس الحماسة التي شارك بها المؤلف في مظاهرات ثورة 25 يناير، يسجل رؤى الكاتب الثائر لحال مصر قبل الثورة وأثناء الثورة وبعدها، ليفضح مواقف المتاجرين والمنافقين من رجال نظام مبارك وزبانيته داخليا وخارجيا، كما فضحتهم الثورة وأخفت الكثيرين منهم عن المشهد.
عرى القرش كتابا ومفكرين وإعلاميين راهنوا حتى قبل سقوط النظام على مبارك، جاء بأقوالهم وأحاديثهم موثقة باليوم والتاريخ كاشفا عن الجرائم التي ارتكبوها ـ تحديدا ـ أثناء الثورة دفاعا عن بقاء مبارك في الحكم مثل عماد الدين أديب وياسر رزق وأنور الهواري وعمرو أديب، فضلا عن السقطات المرعبة لمثقفين وكتابا كنا نظنهم يوما كبار.
أهدى القرش كتابه لشهداء الثورة "الورد اللى فتح، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم" ولعدد كبير من مثقفي ومفكري مصر الراحلين عبد الوهاب المسيري، جمال حمدان، محمود أمين العالم، عبد العظيم أنيس، محمد عفيفي مطر، أحمد مستجير، أحمد نبيل الهلالي، محيي الدين اللباد، محمد السيد سعيد، فاروق عبد القادر، محمد عودة، وغيرهم ممن انتظروا طويلا هذه الولادة الجديدة لمصر. كما اهداه إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي بدأ مقاتلا وانتهى قاتلا، لولا عنادك، وانتهاجك سياسة الملل، لفقدت الثورة كثيرا من روعتها.
يتناول الكتاب في عشرين فصلا ثورة 25 يناير منذ انطلاقها وحتى 11 فبراير يوم تنحي الرئيس السابق مبارك.ويعرض الكتاب مواقف العديد من الشخصيات في المجالات المختلفة؛ الصحافة والسياسة والأحزاب والتيارات السياسية، يستعرض مواقفهم المعلنة والسرية قبل وأثناء وبعد قيام الثورة
يقول سعد القرش ضمن يومياته عن الثورة "وكان عمرو أديب يستأسد علينا. في برنامج تقاسمت إثمه معه المذيعة رولا خرسا. زوجة عبداللطيف المناوي. مدام رولا التي هي زوجة عبداللطيف المناوي تستبسل في الدفاع عن مبارك الذي "توعد بمحاربة الفساد" وعمرو أديب الذي هو شقيق عماد الدين أديب القريب من آل سعود وآل مبارك يتوعدنا. ثم يبصرنا بأن "حسني مبارك بكل حكمة اختار الدولة.. فعل ما طلبناه في 7 أيام". في خطابه العاطفي مساء الثلاثاء عشية "موقعة الجمل" ثم ينصحنا عمرو شقيق عماد الدين أديب بالتي هي أحسن:" كل مواطن يقول للي جنبه.. مفيش مظاهرات من اللحظة دي". وفي البرنامج نفسه سمعنا شخصاً يتصل. ربما بترتيب خاص مع فريق البرنامج أو أي جهاز في السلطة. ليقول إن هناك جهة أجنبية تمنح كل متظاهر في الميدان 200 دولار وثلاث وجبات ليبيتوا في الميدان".
وبعد خلع مبارك ـ يقول سعد في يومياته ـ لن يتأخر عمرو أديب عن اللحاق بركب الشتامين الشامتين. ولن يتردد في البكاء علي الشاشة قائلاً: "كنا في عصر أسود ومهبب.. نحتفل النهارده بانتهاء الذل.. ليلة ذهاب الذل من مصر.. عماد أديب ذلوا أهله لأنه قال كلمة حق"
"عمرو أديب. زوج لميس الحديدي مسئولة الدعاية لمبارك في الانتخابات الرئاسية 2005. شقيق عماد الدين أديب ذي الحظوة من آل سعود وآل مبارك. هو الذي أطلق مقولة "من أنتم" عقب موقعة الجمل. ثم استلمها منه معمر القذافي الذي حكم شعباً لا يعرف من يكون لمدة أربعين عاماً. ولا أتصور أن القذافي عني بحقوق الملكية الفكرية لكلمتين تلخصان مأزقه. وعمرو أديب نفسه الذي أبدي شجاعة في تمزيق جثث الموتى. وهي جسارة مفتعلة لن ترضي الثوار. أهل التحرير الذين أعلنوا غيرتهم علي شرف الميدان. حين طردوا منه عمرو أديب يوم 8 فبراير. ودفعوه إلي الحدود قائلين: "برة.. برة" أغلقوا عليه صندوقاً. ولم يشغلوا أنفسهم به.. وفي اليوم التالي. وضعوا الصندوق الذي به عمرو أديب في سلة أضافوا إليها المغني تامر حسني. حين حاول اللحاق بقطار الثورة. بعد الهجوم عليه في التليفزيون تبرءوا منه. وطردوه. فإذا به مثل النساء يبكي قلة حيلته أمام الذين خدعوه في تليفزيون مبارك".
وحول موقف رجال الدين يقول سعد القرش "هاجم خالد الجندي صاحب ومدير فضائية أسمها أزهري ثورة 25 يناير واتهم الثوار بالعبث بمصر وسألهم وهو هائج يذود عن مبارك بكفيه وذراعية ماذا تريدون من هذا الوطن ؟ ثم قدم بيديه حركة استعراضية قلد فيها ممثلي الدراما التليفزيونية وهم يعظون كفار قريش وقال لمن ظنهم صصغارا بصوت يجمع الحكمة والسخرية معا أنتم تعبثون بهذا البلد وسأله مذيع ذو اندهاشة بلهاء اسمه محمود سعد عن معارضي حسنى مبارك فصحح الجندي له ولنا المصطلح بسرعة الزعيم حسنى مبارك ثم كررها قائلا زعيمى الوحيد هو حسنى مبارك ثم طاف بقناة أخري وجلس أمام المذيعين رولا خرسا زوجة عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري وعمرو أديب زوج لميس الحديدي مسئولة الدعاية لمبارك في الانتخابات الرئاسية 2005 شقيق عماد الدين أديب ذي الحظوة من آل سعود وآل مبارك، وأنصت المذيعان والشيخ خالد الجندي مساء الأربعاء الدامي "موقعة الجمل" لاتصال من محام اسمه مرتضى منصور شدد على أن مصر تباع في ميدان التحرير وقال الجندي أن ما قاله مرتضى منصور كلام جميل وكلام معقول، وصحيح وإن الذين في ميدان التحرير ليسو جميعا مصريين، وقد أمسكوا أمام منزلي شابا ينتمي إلى إحدى الدول العربية كان معه مواد مخدرة، وسوف يبتليه الله بثقب في الذاكرة، ليعود بعد خلع مبارك متحدثا عن عظمة الثورة.
وأضاف القرش" أما الوعاظ الرسمية الذين نالوا الحظوة السلطانية ويصدر بتعيينهم قرار جمهوري، فلم يقصروا في أداء واجبهم تجاه ولي النعم، قال المفتي علي جمعه في قناة دريم الفضائية"إن الظاهرات فتنة لا يرضى عنها الرب"، وتطوع أحمد الطيب شيخ الأزهر عضو الحزب الوطني الحاكم بقتوى تحرم التظاهر ضد مبارك قائلا "إن طاعة ولي الأمر واجبة" والحجة الشرعية جاهزة وهي الخوف على المصلحة العليا للبلاد، ولكنه سيكون كريما في الشهر التالي مع الثوار في ليبيا إذ منحهم فتوى توجب الخروج على القذافي الغاصب المعتدي الذي فقد شرعيته، وتجلت الوحدة الوطنية في اتفاق شيخ الأزهر والكنيسة على النهي عن المشاركة في المظاهرات، ولم تستجب السماء للتوسلات".