ثقافات

المسرح الشعري المغاربي المعاصر .. إرث عمره 74 عاما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي: يشكّل المسرح الشعري المغاربي المعاصر بمنظور متابعين، إرث نفيس عمره 74 عاما، يرى جمهور المتابعين والكتّاب والنقّاد أنّ إعادة عربة الركح إلى حصان القافية يبدأ عبر الكشف عن ذخائر هذا المسرح المغاربي الشعري الذي لم يحظى بالقدر الكافي من الاهتمام والبحث، سيما وأنّه ركح يجمع كثيرا من التقنيات ويلعب على وتر تنويع الأشكال، كما يحلّل الوضع العام في مناحيه الفكرية، الاجتماعية والسياسية، ويسعى لتصنيع وعي جماهيري.

عزالدين جلاوجي

الجزائر: يذهب المسرحي "عباس محمد إسلام" أنّ تجربة المسرح الشعري المغاربي مغرية على صعيد مسرحة التقاليد الشعبية بشكل عام، خصوصا وأنّ مسرحيي الجزائر كما المغرب، ليبيا وتونس يختزنون رصيدا شعريا متدفقا يمتلك مقومات الفرجة والإمتاع.
بهذا الشأن، يشير الباحث الجزائري "عز الدين جلاوجي" إلى أنّ المسرحية الشعرية المغاربية ظلت تركن إلى زاوية مظلمة، معتبرا أن أول نص مسرحي شعري ظهر في الجزائر سنة 1938 على يد محمد العيد آل خليفة، بعنوان "بلال بن رباح"، على أن المغرب يحظى بوفرة لافتة للانتباه في هذا الجنس، الذي غطى كل مراحل المسرحية الشعرية التي عرفها العالم العربي.
وفي كتابه "المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر" الصادر حديثا، كان جلاوجي السبّاق في استعراض جماليات التصميم في المسرحية الشعرية المغاربية، حيث عرض مسارب البداية والذروة والعقدة والنهاية والحبكة والفعل والصراع، مستعينا بالهرم الذي صممه الناقد الألماني غوستاف فرايتاغ، كما توغّل في سيمياء الشخوص وكذا العلامات والمكان في المسرحية الشعرية المغاربية، وما يتصل بها من سينوغرافيا النص وبلاغة اللغة وشعرية الإيقاع.
ويشدّد د/يوسف وغليسي في المسرحية الشعرية المغاربية، على حتمية النسج على منوال جلاوجي عبر التبحّر في المستويات الشعرية المسرحية المغاربية، والكشف عن النصوص الغائبة ومظانها، والإيقاع على مستوى الوزن والروي، فضلا عن الانخراط في النصوص الموازية في المسرح الشعري المغاربي، وتشريح وظائف الحوار ومباني الدراما وأشكال الاحتفالية التراثية.
بدورها، تلفت د/جميلة مصطفى الزقاي إلى أنّه خلافا لما يعتقده البعض، فإنّ المسرح الشعري المغاربي يستوعب عشرات الأعمال المُمسرحة على مدار السبعة عقود المنقضية، على منوال الولادات لمحمد بودية، التراب والبشير لأبي العيد دودو، الراعي والأميرة لمحمد الأخضر السائحي، مصرع الطغاة لعبد الله الركيبي، صوت الأحرار لعبد القادر بن محمد، الجزائر ملحمة البطولة والحب لأبي القاسم خمار، والشمس والجلاد لعز الدين ميهوبي، وغيرها.
وبحسب "حفناوي بعلي" أستاذ الفنون الدرامية والنقد المسرحي، فإنّ المسرحيات الشعرية المغاربية حافظت على شكلانية الحلقة وكذا الأراجوز، على منوال مسرحية "القراقوز" (1964) للراحل ولد عبد الرحمان كاكي، حيث أتى العمل آنذاك مشبّعا بأشعار كبار قامات الملحون، تماما مثل مسرحية "ابن بعطوش" التي جرى توشيتها بعدة نصوص تراثية مركبة من بخلاء الجاحظ، ومقامات الحريري في باكورة احتفالية متكاملة.

موروث ثري يحتاج إلى تنقيب

الممثل والمخرج عباس محمد اسلام

في سياق متصل، يجدد الناقد المسرحي "محمد العربي دغدوغ" التأكيد على إمكانية تدعيم المسرح الشعري المغاربي بالنهل من تراث الإمزاد الشهير جنوب الجزائر، وهو شعر ملحمي يمتد رصيده إلى ما يزيد عن القرنين ونيف، ويتجلى في منظومة تحمل في كثير من الأحيان بصمات البيئة المحيطة بقبائل الطوارق.
ويؤكد دغدوغ أنّه يمكن للمسرح المغاربي استيعاب ألوان فرجوية تستحضر ''شعر العزلة''، ''شعر الشرود ورونق الصحراء''، ''فن الآياي" وكذا تراث "أشويق" العريق في منطقة القبائل، حيث تشكّل الأنواع المذكورة مشتلة بنظر المتخصص "عيسى بوذراع" لتجريب مسرحي مغاير، سيما إذا ما جرى مزاوجة القصائد الشعرية المبثوثة في عمق المجتمع الأمازيغي المغاربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف