ثقافات

ذئبٌ من خزف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انظر. لهذهِ المرأة التلدُ قبراً بعدَ موتها.
هل هذا حبل وهمٍ أمشي عليه،
أم عماي أُلَمعُ مقبض عصاه
كلما أدنو من الهاوية؟

جدارٌ يتكرشُ،
واجهة لبيتٍ غريبٍ ينمو.
لم يكن قبل الآن غير حصاةٍ
تدحرجها الأقدامْ.
كيف ومن أين أتى هذا الغراب العقيم؟
يحطُ على بابي
ويحتكُ برتاجِها ليقشر السوادْ.

بإناقةِ قتيلٍ ألتقيكَ وأشدُ على يدكَ بحرارةٍ،
أشكرُ رصاصاتكَ،
أشكركَ وأنتَ تتفحص وجهي.
ذاكرتكَ مزدحمة بالضحايا،
لذلك يصعبُ عليكَ أن تتذكرني.
أعتذرُ لأني لم أقصد أن أترك خطوتي
وحيدة هناكَ لتقلقكَ،
لم أقصد أن أكسر شرفتي باستحضار الظلام،
فقط. أردتُ أن أُلمع أساور العتمة،
لأرى الصدأ كيف ينمو
بين أصابعكَ.
وأنظرُ اليكَ بعينِ شمعة تكتشف الخراب.

يمكنُ أن يرتفعَ سقف المفاجأةِ،
حتى يضيقُ الخناق عليكَ،
أن تجدَ صعوبة في السيرِ
وأنت ترتطمُ بجثثِ الضحايا
التي تزدحمُ بها الطريقْ.
أن تمتدَ لكَ يداً من خلال شقوقِ الظلامِ
لتوقفكَ آخر الليلِ،
وتسألكَ عن ساعتها اليدوية.

إذا لم يحن دورها الآن،
ما نفع القصيدة حين تصبحُ رئة عاطلة عن العملِ؟
أيها الموت، سأرتديها وأنا أشيعُ أحبتي إلى المقبرة.
أعلنُ حزني على الذاهبين من غير وداع.
لطفلٍ لم يكمل سنوات موتهِ بعد.
لامرأةٍ خلعتْ أوشام جسدها
لتستحم، فداهمتها نوبة الرصاصْ.
حزني. يشبهُ جملة تبدأُ ولا تنتهي.

يا ذئبَ الخزف.
سأعترضُ طريقكَ بحلمي،
لاسقط الشراسة عن أسنانكَ
وأكسرُ صورتكَ في المرآة.
أمحوكَ من ذاكرة الماء
وأسفار الطريق.
من خطوط يد المكان.
وأقطعُ حبلكَ السريّ المشدود بسرةِ الظلام.

الآنَ،
مع كلِ طرقةِ بابٍ تموتُ كلمة.
مع كلِ ظلٍ يُخطفُ وراءَ ستارة نافذة.
تسقطُ زهرة من حقل البيت.
مع كلِ ظلامٍ يهطلُ،
يصبح صوت الأم أكثر نحافة،
ونواحاً
يملأُ وسائدنا.

شاعرة وفنانة تشكيلية
سيدني/ استرليا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف