هناء محمد: المسرح العراقي بدأ يتعافى لكنه يحتاج الى الدعم!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار العتابي من بغداد: اعربت الفنانة العراقية هناء محمد عن سرورها الكبير بجائزة افضل ممثلة التي حصلت عليها من مهرجان (عشيات طقوس) الدولي في الاردن اختتم مؤخرا، مشيرا الى انها تعرف جيدا ان الجائزة مسؤولية كبيرة وان كانت في الوقت نفسه فرحة، مؤكدة انها لا تشتغل اي عمل ان لم تجد فيها احتراما لنفسها وجمهورها، وأوضحت هناء في حوارنا معها ان المسرح العراقي بدأ يتعافى الان لكنه يحتاج الى الدعم المادي والانتباه والالتفات الى الفنان العراقي لانه يحمل رسالة نبيلة.
* سأسألك اولا.. عن الجائزة التي حصلت عليها في مهرجان اردني، ما الذي تمثله اك؟
- الفوز بحد ذاته طعمه حلو، والنجاح حلو، والجائزة نتيجة جهد وتعب واخلاص وصدق في التعامل مع هذه الخشبة وتبني صحيح للدور ان شاء الله، ونحن لاقينا النجاح، وبالنسبة لي كممثلة بعد انقطاع دام 17 سنة وقد عرضنا المسرحية في بغداد لثلاثة ايام على خشبة المسرح الوطني قبل ان نلقى القبول ومن ثم الحصول على الجائزة في عمان، الحمد لله، وكجائزة دولية هي بحد ذاتها مسؤولية، فقد سبق لي ان حصلت على جوائز دولية كثيرة كان اخرها عن مسرحية (المومياء) في مهرجان ربيع المسرح العربي في المغرب من بين 50 دولة، وكان مابين
* صعدت على خشبة المسرح بعد غياب 17 عاما، اي شعور راودك لحظتها؟
- هو كان تحديا للخشبة، تحديا لنفسي، لشخص هناء محمد الانسانة، تحد.. اننا سنقدم هذا العمل ليبدأ المسرح، وقد بدأ بعض المثقفين والمفكرين قبلنا يفكرون بطريقة جادة ان يتعافى المسرح العراقي، فكان التحدي الكبير ان اكون واحدة من الذين سيعيدون العافية للمسرح العراقي النظيف، الذي يقدم المتعة والفائدة والرسالة النبيلة للجمهور.
* كيف وافقت على العمل في هذه المسرحية؟
- بعد عودتي الى بغداد الحبيبة، قدمت لي ثلاثة او اربعة نصوص مسرحية، كان اقربي شيء لي هو نص مسرحية (مطر صيف) لان فيه اللوعة، وهذه الغربة مع النفس، وفيه اللغة الشعرية الجميلة التي كتبها الكاتب، فيه شجن، فيه كوميديا، فيه غناء ورقص، والممثل الى ماذا يطمح او الممثلة، لتقدم هذا التنوع في الاداء في عمل خصوصا بعد انقطاع دام سنوات طويلة، فقد جذبتني في النص هذه المواصفات مع مخرج شاب مبدع مثل كاظم النصار، سبق له ان عرض عليّ اكثر من تجربة مسرحية، وكانت ظروفي الدراسية هي التي حالت دون ان ارتبط معه، فكان جزء من موافقتي لهذا النص ليست هذه المواصفات فقط، بل وفاء لكاظم النصار.
* ألم تشعري بالرهبة او الخوف حين صعدت لاول مرة على الخشبة؟
- انا كل يوم اشعر بالخوف، كنت اشعر به في عروضي السابقة وفي عرض هذه المسرحية في بغداد وكذلك في عمان، وحتى قبل ايام حين عدنا الى التمارين من اجل المشاركة في مهرجان دولي في مدينة اربيل، فأنا اقرأ النص واشعر بالخوف.
* انا اتحدث عن الجمهور الذي فارفته هناء محمد لسنوات طويلة، الم تخشي منه؟
- كنت واثقة ان العمل سيترك بصمة جميلة وممتعة ومفيدة للمشاهد العراقي، وانا عندما اصعد على الخشبة عودت نفسي ان اقرأ ايات من القرآن الكريم قبل العرض، وهذا يعرفه كل الزملاء والزميلات لاحصن نفسي واتوكل على رب العالمين.
* هل ثلمت الغربة شيئا من خبرتك المسرحية؟
- هناك زمن ضاع من العمر وكانت غربة مؤلمة للغاية،حيث لا مكان، لا وطن، يعني (مجبر اخاك لا بطل)، لكنها قومتني ايضا، جعلتني اكون اكثر صلابة واكثر شموخا واكثر ثقة بالنفس لانني كنت في شبه عزلة، عزلة مع نفسي في دراستي التي اطمح اليها لنيل شهادة الدكتوراه، في عباداتي، وفي النصوص التي تقدم لي، بعيدة عن العالم الا الاهل والاقارب، فيما الزملاء والزميلات لا يجمعني بهم الا العمل في مواقع التصوير في الاعمال التلفزيونية.
* بصراحة.. هل شعرن لحظة بالتردد من المشاركة في هذا المسرحية؟
- ابدا..، وانا لم اوافق على المشاركة مباشرة، بل انني قرأت النص مرات عديدة، قرأته كنص، كلغة، لم اشعر اطلاقا بلحظة تردد، بل انني وجدت التحدي في ان اعمل واثابر واكون تلميذة مجتهدة لاصل وارتقي الى هذا المستوى او اعيد هناء محمد التي تغربت عن المسرح لمدة 17 سنة.
* عملك مع مخرج وممثل لم تعملي معهما سابقا هل اشعرك بشيء من التوجس؟
- انا منجزي في المسرح العراقي معروف، ومسرحية (مطر صيف) تمثل لي المسرحية رقم (70)، فأنا اقدم من فاضل ومن كاظم في التجربة، صحيح ان هذه اول تجربة يمثل معي فيها فاضل، وانت شاهدت المسرحية وشاهدت كم هي كبيرة مساحة المرأة قياسا لمساحة الرجل، حتى ان احد النقاد قال : (تكاد تكون مسرحية مونودراما مع احترامي للشخص الفلاني)، كذلك هذه هي التجربة الاولى لي مع كاظم، وهو لديه منجز رائع فضلا عن كونه انسانا رائعا وعلى درجة عالية من الخلق، انا اعمل حتى مع مخرج مبتديء لكي اتعلم منه، ربما هم شعروا بحالة الخوف ولست انا، ربما هم توجسوا كيف سيتعاملون مع فنانة سبقتهم بالتجربة، انا دائما اعيش وأكوت.. اعمل بروح الهواة، وتراني تلميذة مجتهدة على خشبة المسرح، هذا ليس تواضعا بل كي اتعلم، واضيف الى خبرتي.
* قدمتم المسرحية في بغداد وفي عمان، اي العرضين كان اصعب بالنسبة لك؟
- على خشبة المسرح الوطني ببغداد، فأنا بالاساس قدمتها لبلدي الحبيب لجمهوري العراقي، وهو تحصيل حاصل عندما فاز العمل ونجح وتكرم وكان في مصاف الاعمال التي تعرضها الفرقة القومية للتمثيل ان يرشح للمشاركة في مهرجان عمان، ولكنني في اصل اهاب واخشى واحسب مليون حساب لجمهوري العراقي.
* كيف تنظرين الى واقع المسرح العراقي؟
- لنقل ان الواقع هو كان، وكان فعل ماضي، ونحن ابناء اليوم، فقد بدأ المسرح العراقي الان يتعافى، وبدأ يرجّع سمعة المسرح العراقي لتكون في اوائل المسارح العربية، فهو لا يضاهى، وبدأ الان يتعافى، والبركة في الشباب الان.
* اي شيء يحتاج للارتقاء اكثر؟
- الدعم..، الدعم والانتباه والالتفات، نعم.. نحن نريد الدعم المادي، نحن بحاجة الى دعم مادي، واقولها بملء فمي، كذلك نحتاج الالتفات الى الفنان العراقي، لان الفنان عنده رسالة نبيلة، الفنان واحد من ارقى المهن في العالم.
* ما مشاريعك المسرحية المستقبلية؟
- مسرحية (عزف نسائي) تأليف مثال غازي واخراج سنان العزاوي، وان شاء الله ابدأ بأعادة التمارين بعد عودتي من اربيل، فيها شخصيتان نسائيتان، مبدئيا انا وآسيا كمال، ولديّ ايضا مسرحية ما زالت اقرأ نصها للكاتب المبدع عباس الحربي، مسرحية مونودراما، كذلك.. بعد اعلان فوزي بجائزة افضل ممثلة في مهرجان عمان، قابلني المخرج الاستاذ صلاح ابو هنود، وقال لي لي الشرف ان اختارك لشخصية رئيسية مهمة في مسلسل تلفزيوني يتكون من 30 حلقة، وفقلت له وانا اتشرف ايضا لانك مخرج سبقتك سمعتك وسبقك منجزك ايضا.