ثقافات

الاثاري العراقي بهنام ابو الصوف في ذمة الخلود

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الجبار العتابي من بغداد:اعلن في العاصمة الاردنية عمان اليوم الاربعاء 19 / 9 / 2012 عن رحيل المؤرخ والآثاري العراقي الكبير بهنام ابو الصوف اثر ازمة قلبية عن عمر ناهز الثمانين عاما، امضى اكثر من ستين عاما منها مع الاثار والبحوث والحضارة العراقية التي وجد نفسه منجذبا اليها منذ ان تشكل وعيه الاول وكان يتباهى بها ويفتخر بعمله الذي كان يحرص ان يكون متقنا، وبذلك يكون العراق قد فقد واحدا من ابنائه الكبار المبجلين المخلصين البررة الذين يستحقون ان ينهمر الدمع لهم مدرارا ويشقق القلب ألما على رحيله لانه رمز رافديني حضاري جليل عرف بتواضعه الجم وثراء مكنوناته المعرفية وعلو قامته وجلال وعيه، فقد ارتبطت حياته بالآثار العراقية، وعشقها خلال عقود من العمل والتنقيب،وحتى بعد خروجه من العراق بعد عام 2003 وإقامته في العاصمة الاردنية عمان، ما كان يقدم المحاضرات والندوات عن الاثار والحضارة، ويمكن عدّ نعي الراحل ابو الصوف نعيّ اهل المعرفة والعلوم في بلاد الرافدين والانسانية جمعاء.

والدكتور بهنام أبو الصوف، عالم آثار عراقي مسيحي، من مواليد يوم 15 تموز 1931، في محلة ( سوق الشعارين ) القديمة بالموصل قرب جامع النبي جرجيس، نشأ في كنف أسرة أبو الصوف الموصلية المعروفة، وأسرة ابو الصوف من الأسر الموصلية العراقية التي سكنت محلة القلعة وهي من اقدم محلات الموصل التي تشغل أجزاء واسعة من تل الموصل الأثري القديم داخل أسوار الموصل، وكان والده تاجرا يأتي بالأخشاب من إطراف ديار بكر وجزيرة ابن عمر حيث كان سكن العائلة الأصلي كما كان يتاجر بالأصواف،أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية فيها، وفي عام 1951 التحق بقسم الاثار والحضارة في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1955،وبعد خمسة اعوام أي في عام 1960 سافر الى بريطانيا بمنحة دراسية في جامعة كمبريدج التي حصل منها على درجة الدكتوراه بامتياز في موضوع "جذور الحضارة وعلم الأجناس البشرية"،في خريف 1966، يؤكد الدكتور أبو الصوف انه نشأ في بيئة غنية بآثار الماضي، وقصص الأبطال، ربما كانت لها الأثر الكبير في توجهه إلى عالم الآثار، فيقول كنت في مرحلتي الطفولة والمراهقة مهتما بقراءة الاساطير وكتب التاريخ، كما كنت أمارس رياضة كمال الأجسام، والسباحة، وكنت احلم بوظيفة مليئة بالمخاطر والأسرار والبطولات، وأتطلع الى ان أصبح طياراً أو بحاراً، وهذا ما رفضته اسرتي بشدة.

وعمل الراحل لسنوات عديدة في التنقيب عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية في وسط وشمال العراق، وكان مشرفا علميا على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوضي سدي حمرين (في محافظة ديالى)، وأسكي الموصل على نهر دجلة في أواخر السبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وكشف عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الحديث في وسط العراق في أواسط الستينات، بالتحديد في تل الصوان في سامراء حيث كشف عن بقايا قرية من العصر الحجري الحديث، تعود الى مطلع الألف السادس قبل الميلاد،، كما ادى عمله في موقع قاينج آغا قرب قلعة اربيل الى الكشف عن مستوطن واسع من عصر الوركاء، مع معبدين قائمين وسط حي سكني مقام على مسطبة من اللبن تشكل بدايات الزقورات (الابراج المدرجة) في وادي الرافدين، كما انه حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من جامعات العراق ومعهد التاريخ العربي للدراسات العليا، الذي مقره بغداد، كما أشرف على عدد من الرسائل الجامعية لطلبة عراقيين وعرب، ويؤكد رحمه الله، انه مر بثلاث مراحل، فالخمسينات والستينات كانتا بالنسبة له مرحلة الدرس والتعليم والتدوين، ومرحلة السبعينات كرست للمسح الاثاري والاكتشافات والتوثيق والتأليف، ثم جاءت مرحلتا الثمانينات والتسعينات وهي مرحلة التنظير والتدريس والنضج الفعلي الاكاديمي والقدرة على تقديم المشورة والخبرة في ميدان الاثار، وتبوأ الراحل عددا من المناصب العلمية والإدارية في هيئة الآثار والتراث، وشارك في العديد من مؤتمرات الآثار، وفي حلقات دراسية داخل العراق وخارجه، كما دعي لإلقاء محاضرات في جامعات أميركية وأوربية في موضوع آثار العراق وحضارته وعن نتائج تنقيباته، ونشر بحوثا ودراسات، وتقارير علمية عن نتائج أعماله الميدانية ودراساته المقارنة في مجلات علمية عراقية وأجنبية، وله مؤلفات عدة منها:فخاريات عصر الوركاء...أصوله وانتشاره (بالإنكليزية)، ظلال الوادي العريق (بالعربية)، العراق: وحدة الأرض والحضارة والإنسان (بالعربية)، قراءات في الآثار والحضارة، تاريخ من باطن الأرض. ويضم الكتاب بين دفتية خبراته وتجاربه خلال ثلاثين عاما، وكان الراحل يؤكد أنه حقق الكثير مما كان يطمح اليه، ويعتز ويفتخر بإشرافه المباشر على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوضي سدي حمرين في ديالى، وأسكي موصل في نينوى ابتداء من أواخر سبعينات القرن الماضي وحتى منتصف الثمانينات، مشيرا الى انه ما زال يتمنى تحقيق أمنيته في المساهمة بالعثور على مقبرة حمورابي ومدينة أكد.

وقال الدكتور ابو الصوف، أنه تألم كثيرا للتخريب، الذي لحق بالمتحف العراقي في عام 2003، لكن ما أفرحه هو قيام مجموعة من الشباب العراقيين الغيورين على آثار العراق وتاريخه، بإعادة قطع مهمة ونفيسة كانت تعرضت للنهب، الى المتحف، واشار أبو الصوف الى أن هناك دولا ربما فرحت بما أصاب المتحف العراقي، مشددا على انه حزين لفقد العراق مجموعة من أثاره، لكن أشد ما أحزنه ويحزنه هو قتل الإنسان العراقي، والتشتت والانقسام الذي يعاني منه المجتمع العراقي.

رحم الله بهنام ابو الصوف العراقي النبيل، ونتمنى ان تقوم المؤسسات العلمية والثقافية العراقية بمنحه ما يستحق من التكريم الذي يجعله قدوة للاجيال المقبلة كونه علما عراقيا سيظل مرفرفا في سماء المبدعين والنبلاء والفقراء ايضا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وهوى نجم آخر
الملوية الشامخة -

هاهو النجم العراقي الأصيل الراحل الدكتور بهنام أبو الصوف، قد أفل نجمه في ديار الغربة بعيداً عن بلده الذي نبش أديمه بمعوله منذ عشرات السنين، وهو يبحث في خبايا أرضه عن كنوز أرضالرافدين وحضاراته المتعاقبة، هوى هذا النجم ورحل قبله الفنان العراقي النحات محمّد غني حكمت في عمّان بالأردن أيضاً، هكذا يرحل العراقيون عن حياتنا بعيداً عن ألهل والأصحاب، فالمغتربون كانوا هم الذين عانوا ألم الحصار الأميركي وذاقوا مرارة الحرب، بينما المتسيدين من مرتزقة الدول جاءوا ليحتلوا المناصب ويحاربوا أهل الدار الحقيقيين، ولكن صبراً يلعراقيين فإن ليل الظلم قصير، ورحم الله العراقيين الشهداء والأموات، وأذل الضالمين أصحاب العمائم واللحى والمحابس آيات الشيطان الجدد,,,

الى رحمة الله
ابو العز -

علم من أعلام العراق,ترك شئ حسن لذكراه,ليس مثلما ترك قادة الدول العربيه من تاريخ مضمخ بالدماء من أمثال جرذ الحفره والقذافي والأسد

وهوى نجم آخر
الملوية الشامخة -

هاهو النجم العراقي الأصيل الراحل الدكتور بهنام أبو الصوف، قد أفل نجمه في ديار الغربة بعيداً عن بلده الذي نبش أديمه بمعوله منذ عشرات السنين، وهو يبحث في خبايا أرضه عن كنوز أرضالرافدين وحضاراته المتعاقبة، هوى هذا النجم ورحل قبله الفنان العراقي النحات محمّد غني حكمت في عمّان بالأردن أيضاً، هكذا يرحل العراقيون عن حياتنا بعيداً عن ألهل والأصحاب، فالمغتربون كانوا هم الذين عانوا ألم الحصار الأميركي وذاقوا مرارة الحرب، بينما المتسيدين من مرتزقة الدول جاءوا ليحتلوا المناصب ويحاربوا أهل الدار الحقيقيين، ولكن صبراً يلعراقيين فإن ليل الظلم قصير، ورحم الله العراقيين الشهداء والأموات، وأذل الضالمين أصحاب العمائم واللحى والمحابس آيات الشيطان الجدد,,,

الله يرحمه ويصبر اهله
noorgergees -

الله يرحمه ويصبر اهله

الله يرحمه ويصبر اهله
noorgergees -

الله يرحمه ويصبر اهله

RIP
Salma -

REST IN PEACE

الى متى
محمد -

الى متى يموت عباقرتنا وعلماونا خارج الوطن ولايتم تكريمهم بما يستحقون في اوطانهم

الى متى
محمد -

الى متى يموت عباقرتنا وعلماونا خارج الوطن ولايتم تكريمهم بما يستحقون في اوطانهم

نعي بفقدان عراقي
وليد فرج العوصجي -

نعزي العراق والعراقيين والمثقفين في العالم لفقدان أحد رموز الثقافة والتاريخ العراقي بهنام ابو الصوف الذي كان منبرا يضيء في علم التاريخ والبحث الآثاري ومرجعا من المراجع القليلة العراقية المعتمدة. أنطفأت شمعة أخرى من شمعات المثقفين العراقيين في المهجر، وخسر العراق نبراسا آخر. رحمه الله وتعازي لذويه وللمثقفين العراقيين بهذا الفقدان.

الوداع يا ابن العراق
عمر من البصرة -

انكم تتساقطون ايها الافياء فيما يكثر لصوص السلطة ويتناسلون كالجرذان لينهشوا لحم العراق . اه يا بلدي

الوداع يا ابن العراق
عمر من البصرة -

انكم تتساقطون ايها الافياء فيما يكثر لصوص السلطة ويتناسلون كالجرذان لينهشوا لحم العراق . اه يا بلدي

علم العراق الشامخ
كـــامــل -

رحم الله الـراحل الكبيـر بهنــام ابو الصـوف واسـكنه فســيح جنتـه.. ولك كـل الشــكر والتقديـر ايها الكاتب العزيز القدير عبـد الجبار العتـابي.. فاْنا من متابعي موقع ايلاف ومتابعي مواضيعك ومقابلاتك الادبية والفنية ومعجب بكل ما كتبته.. لكن اجدك هنا في رثائك وتخليدك وتوثيقك لعلم من اعلام العراق الذين نفخر بهم وشهد بمكانته وكفائته دول العالم قبل العراق ,شــيْ مختلف تماما" وفعلا" فقد كفيت ووفيت واكثر من اجدت.. فشكرا" لك .

الى رحمة الله
انسان -

رحمك الله واسكنك وسيع جناته ايها الانسان الرائع كنت نجما ساطعا في سماء العراق وها ان العراق اليوم يفقد واحدا من نجومه البراقة

الى رحمة الله
انسان -

رحمك الله واسكنك وسيع جناته ايها الانسان الرائع كنت نجما ساطعا في سماء العراق وها ان العراق اليوم يفقد واحدا من نجومه البراقة

رحمه الله وفي جنات الخلد
عراقي متشرد -

يفقد العراق كل يوم علما من أعلامه ولا يعوضه باخر واذا عوض،فان التعويض يكون حسب المحاصصة الطائفية ويكون الجهلة هم الفائزين أولا وأخرا.لله درك يا وطني.

فقدان ساريه
سالم محمد ناجي -

فقد العراق سارية كانت تحلق في سماء الدنيا تعرف بالعراق حظارة وشعبا وتأريخ .. لم يبخل الفقيد الراحل جسما والباقي روحا وفكرا على بلده بما خزن في وجدانه وروحه من معرفه وعلم الا وعرف العالم به وكشف امجاد اجداده الذين رفدوا العالم اجمع بالعلوم والاكتشافات... رحم الله فقي العراق الدكتور ابو الصوف .. والهم اهله وذويه واصدقائه ومعارفه الصبر والسلوان....

فقدان ساريه
سالم محمد ناجي -

فقد العراق سارية كانت تحلق في سماء الدنيا تعرف بالعراق حظارة وشعبا وتأريخ .. لم يبخل الفقيد الراحل جسما والباقي روحا وفكرا على بلده بما خزن في وجدانه وروحه من معرفه وعلم الا وعرف العالم به وكشف امجاد اجداده الذين رفدوا العالم اجمع بالعلوم والاكتشافات... رحم الله فقي العراق الدكتور ابو الصوف .. والهم اهله وذويه واصدقائه ومعارفه الصبر والسلوان....

فارس عراقي أخر يترجل
سليم شاكر الأمامي -

اللهم أسألك ألا تحرم فرسان العراق أن تكتحل عيونهم بالعراق الذي عرفوا قبل ترجلهم وتغمد اللهم فقيد العراق الأبي بوافر رحمتك وأسكنه فسيح جناتك،وشكراً للأستاذ العتابي على تقريضه الرائع بشيج العراق الفذ،وإنا لله وإنا اليه راجعون

فارس عراقي أخر يترجل
سليم شاكر الأمامي -

اللهم أسألك ألا تحرم فرسان العراق أن تكتحل عيونهم بالعراق الذي عرفوا قبل ترجلهم وتغمد اللهم فقيد العراق الأبي بوافر رحمتك وأسكنه فسيح جناتك،وشكراً للأستاذ العتابي على تقريضه الرائع بشيج العراق الفذ،وإنا لله وإنا اليه راجعون

علاماء العراق
علي -

إلى رحمة الله وأسأل الله أن يصبر عائلته و أعوا من باقي العلاماء أن لا تذهب ذكراه وآثاره هو و غيره من العلاماء العراقيين و العرب, يجب أن نقوم بنشر و توعية الجيل الجديد من الشباب بمؤلفات هؤلاء العلماء من خلال نشر مؤلفاتهم مرة أخرى والأحتفاء بمنجزاتهم كل عام و مرة أخرى رحمك الله يا أستاذ بهنام

علاماء العراق
علي -

إلى رحمة الله وأسأل الله أن يصبر عائلته و أعوا من باقي العلاماء أن لا تذهب ذكراه وآثاره هو و غيره من العلاماء العراقيين و العرب, يجب أن نقوم بنشر و توعية الجيل الجديد من الشباب بمؤلفات هؤلاء العلماء من خلال نشر مؤلفاتهم مرة أخرى والأحتفاء بمنجزاتهم كل عام و مرة أخرى رحمك الله يا أستاذ بهنام