ثقافات

الإبداع في تونس بين الحرية والمَساس: ماهي حدود المقدّس؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن رجب من تونس: يمثل الإبداع الهاجس الأكبر لكل فنان، ولكن الإبداع لن يكون ذا قيمة في غياب الحرية أو في إطار حرية منقوصة. هل يظلّ الإبداع إبداعاً إذا نحن سننّا القوانين لتنظيمه وبالتالي غلق الأفق الرحبة أمامه؟ وفي المقابل، ألا يتحوّل الإبداع إلى مسّ من حرية الغير من خلال المساس بالمقدسات إذا لم يلتزم بقيم المجتمع ومعتقداته؟
وفي تونس، عبّر فنانون عديدون عن تخوفاتهم من ضيق الأفق أمامهم، ومن التهديدات التي تصلهم والتحريض على الإعتداء عليهم، مؤكدين أن لا سبب منطقي يثير البعض ضدهم غير كره هؤلاء للإبداع. بينما يرى شقّ من المجتمع أنّ الفنانين يتجاوزون أحيانًا حدودهم ويسيئون لقيم ومعتقدات مجتمعهم من خلال بعض الأعمال التي يرون فيها "إبداعًا" ولكنها لا تعدو أن تكون استفزازًا للمشاعر.

خطر على الإبداع
أوضح عبداللطيف مرابط، مستشار وزير الثقافة، في تصريح لـ"إيلاف": "الأكيد أنّ المدّ السلفي يشكّل خطرًا على الإبداع." مشيرًا إلى أنّه أخيرًا تم تسجيل انتهاكات وتجاوزات في حق التراث على بعض المعالم الدينية والأضرحة وهو يمسّ بالتراث والهويّة بكل ما هو جذور وثقافة، والإبداع يتأثر بمثل هذا السلوك المرفوض من المجتمع خاصة إذا عدنا إلى تاريخ تونس وتميز هذا التاريخ بالتنوع الثقافي الذي عرفته تونس بتراكمات حضارية مختلفة وكل الديانات كانت ممثلة في تعايش سلمي إلى جانب اللغات و اللهجات المختلفة".
وأكد على أنّ وزارة الثقافة في استراتيجيتها لمقاومة هذه التجاوزات: "تعمل من أجل تحسيس و تشريك المجتمع المدني إلى جانب مؤسسات الدولة، إلى جانب تفعيل القانون وسنّ التشريعات و تشجيع الإبداع".
وأوضح الفنان التشكيلي والكاتب العام لنقابة الفنانين التشكيليين عمر الغدامسي في تصريح لـ"إيلاف" أنّ مسألة العنف الذي يتعرض له الفنانون والمبدعون عمومًا في تونس انطلقت بعد الثورة مباشرة ولم تكن لها علاقة بحكومة الترويكا، ولكن بسند يحيل نتائج ذلك العنف و التكفير و التحريم مباشرة إلى المجلس التأسيسي لفرض قوانين تمسّ من حرية الفكر و الإبداع في تونس.
وأشار الغدامسي إلى أنّ "مشاريع القوانين ومنها "قانون تجريم المقدسات" تضخّ هذه الفكرة لتحوّلها إلى واقع،" مؤكدًا على أنّ "رئيس حركة النهضة سارع لاستغلال الفيلم الأميركي المسيء للإسلام ليؤكد على ضرورة سنّ قانون يجرّم المساس بالمقدسات." أي أنّ هناك "توظيفًا للإرهاب السلفي لسنّ قوانين تقلّص من الحريات".

هل وصل الإبداع إلى طريق مسدود؟
من ناحيته طرح الأديب الهادي العثماني السؤال التالي في إفادة لـ"إيلاف": "هل وصل الإبداع إلى طريق مسدود؟" مؤكدًا في الآن ذاته على أنّه " سؤال تفرضه المرحلة في ظلّ الفوضى السائدة بعد الثّورات العربية، والدّور المشبوه الذي تلعبه بعض القوى الخارجية لترتيب "أجنداتها" الخاصّة وأهدافها المحسوبة.".
وأبرز العثماني أنّ "هذه الفوضى الناتجة عن مرورنا بمرحلة انتقالية هشّة ومرتجلة أحدثت ارتباكًا خطيرًا في مجالات حساسة".
ويضيف العثماني: "المجال الدّيني حيث تنامي تيارات دينية متطرّفة ونشوء حركات مذهبية تنصّب نفسها للدّفاع عن الدّين وحمايته بالوكالة، وهذا المجال شبيه بالمجال السيّاسي، إذ يتسرّب إليه كثير من المقنّعين والمنافقين وأصحاب الأغراض الدّنيئة الذين يسيئون إلى الدّين ويحسبون على حركات الصّحوة الدّينية الصّادقة والجّادة. فيشوّهون صورة الإسلام ويعملون لصالح أعداء الدّين من حيث يقصدون أو لا يقصدون".

الوضع المتردّي للمرحلة
يبدو لنا من أوّل وهلة، يقول الأديب العثماني :" في المجال الثّقافي والإبداعي، إنّ هذا الوضع المتردّي للمرحلة، لابدّ أن يزعزع السّاحة الثّقافية ويشرّد المبدعين، ويقتل فيهم ملكاتهم، ليلغي كل حوافز الإنتاج والعطاء والخلق الإبداعي، خاصّة في مجال الفكر والفنّ كالشّعر والموسيقى والرّسم والمسرح والسينما... إلخ... "، مؤكدًا على أنّه " أمام المناخ السّياسي المتقلّب، وفي مواجهة الهجوم العنيف من الحركات التّكفيرية والتّجريمية لإبداعات الفكر والفنّ، غير أنّ ذلك لا يكون صحيحًا دائمًا، لأنّ الإبداع يحمل شرعية وجوده في ذاته، وهو في الغالب سبب للثّورة، يمهّد لها ويبشّر بإنجازاتها، كما أنّه ينتج عنها إفرازًا طبيعيًا لتمخّضاتها، كردود فعل مباشرة، أو غير مباشرة، ايجابية كانت أو سلبية، ولكنّه يبقى دائمًا نتاج الحوافز التي يصنعها واقع ما في بلد ما... فهل ينكمش المبدعون ويتخلّون عن دورهم أمام المواجهة العنيفة التي يفتعلها المناوئون وفي مناخ الإرهاب الفكري، وملاحقة شتّى أصناف الفنون الإبداعية من طرف الأدعياء الجهلة والمنافقين الأفّاكين المندسّين والمحسوبين على الحركات السّياسية الجّادة أو التيّارات الدّينية النّظيفة؟.".
وكانت مجموعة من الفنانين بعثت أخيرًا جمعية " يقظة و حرية " كردّ فعل على استهداف الابداع والمبدعين ودعوا " النخب والمبدعين لليقظة دفاعًا عن الحرية المهددة بديكتاتورية دينية في ظل تراجع مساحات الحرية " مشيرين إلى أنهم :" سيلجأون الى القضاء التونسي والدولي للدفاع عن الحرية." و داعين إلى "تنظيم حملة للتشهير بما يتعرض له المبدعون والإعلاميون من هرسلة وتعنيف رمزي ومادي." متهمين " حركة النهضة المهيمنة على الترويكا بمحاولات فرض الوصاية على المجتمع بغض الطرف عن مجموعات السلفيين التي بدأت تهدد بجدية المكاسب الحداثية التي ناضل من أجلها التونسيون.".

الإبداع لا حدود له
وأفاد الغدامسي إلى أنه لم يتمّ تحديد ماهية وحدود "المقدّس"، ولكن حاليًا يتم الخلط بين المجالين الديني من ناحية، والإبداعي من ناحية ثانية، مؤكدًا على أنّ " حرية الإبداع ليست لها حدود ولا تخضع للرقابة " و"أي مسّ من حرية الإبداع هو منطلق للمسّ من كامل الحريات الفردية وحرية المواطنة وغيرها داخل المجتمع التونسي الذي من حقّه أن يبني مواطنته من خلال حقوقه، وبالتالي لا مجال للبقاء تحت سلطة ديكتاتورية مدنية أو تحت سلطة ديكتاتورية دينية.".
وأضاف أنّ " أكبر خطأ هو اعتبار كل ابداع محلي أو قادم من الخارج مسًّابمقدساتنا ونخرج إلى الشارع فمقدساتنا ليست بتلك الهشاشة وذلك الضعف اللذين يجعلان من فيلم بسيط لا قيمة له ولم يشاهد حتى في الولايات المتحدة الأميركية يثيرنا فننفعل و نخرج إلى الشارع للإحتجاج." وبالتالي :" أعتقد أن الإسلام أكبر من أن يسيء إليه فيلم أو رسوم.".
ويقول الغدامسي :" قديمًا كان البعض ضد الفلاسفة و المفكرين كآبن رشد و الطاهر الحداد وضد الأفكار التنويرية في مجتمعاتنا و حضاراتنا، واليوم هناك ذهنية لفقهاء أو تجار الدين يؤيدون تحنيطنا و تركنا خارج التاريخ، بينما نحن جزء من هذا العصر و علينا أن نعي ذلك، ونحن شركاء مع غيرنا ولسنا مستهلكين فقط، لأن الحضارة انسانية " مضيفًا :" صحيح هناك قوة تتحكم في هذه الحضارة، وهي الولايات المتحدة الأميركية والغرب عمومًا، ونحن جزء من الفكر الإنساني فلماذا يريدون اليوم، باسم المقدسات، أن تبعدونا عن هذا التاريخ، ومن التواصل مع حاضرنا و ماضينا.".

لا خوف على الإبداع
و أشار الأديب العثماني إلى أنّ "هذه المنغّصات والعراقيل التّي تسعى إلى إسكات صوت المبدع ربما أصبحت عوامل أساسية في دفع حركة الإبداع من باب "ربّ ضارّة نافعة" وربما أنتهج الفكر والفنّ مناهج كفيلة بتحقيق بقائه كالالتجاء للرمز والتورية على غرار ما حدث في محطات مفصلية في مسيرة التّاريخ كشأن أدب" إبن المقفّع" وكتابات "لافنتان"، وجزء من أشعار "أحمد شوقي" وبعض الأفلام والنّصوص المسرحيّة التي راوغت عيون المراقبة واجتازت حدود "الصنصرة" وتحدّت سلطة الوصاية..."
وبيّن :" لا خوف إذن على الإبداع من مظاهر الخطر الوهمية التي ذكرناها سابقًا، فالإبداع يفرض نفسه في الحالتين، أثناء توفّر حرّية الرأي والتّعبير، أو في حالة مصادرة هذه الحرّية، ولكن الخوف كل الخوف من المتسللين إلى الميدان باسم المبدعين، والمندسّين والطفيليّين السّاعين إلى تكريس الرّداءة وإرباك الحركة الإبداعية وإفراز نتاج على درجة من الضّحالة والإسفاف ما به يكون تهميش الإبداع الرّاقي، كالنّباتات الطّفيلية تزاحم الأغراس والأزهار الطيّبة المنبت والإثمار في حقل انشغل عنه فلاحه، أو تخلّى، لفترة وجيزة فإذا الرديء يطفي على الأصيل وتحجب الظّلال قبس النّور، ولكن إلى حين، وهذا ما يحدث في أيّامنا هذه مع الأسف الشّديد كانتشار بعض النّصوص الأدبية والكتابات الفكريّة الهزيلة بكل القياسات أو المتدثرة بجلباب الثورة كذبًا ورياء وبروز أفلام رخيصة غير بريئة ورسوم مُغرضة. هذا هو الخطر الحقيقي الذّي يمكن أن يعرقل خطوات الإبداع المتميز، ولكنّ التّاريخ كفيل بكنس كلّ الغثاءات وتشذيب الشّاذ وقطع الحبال الواهية وإنّما البقاء للأصلح،"فأما الزّبد، فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض".
من ناحيته، أشار الكاتب العام لنقابة الفنانين التشكيليين: "أكيد هناك خوف و تهديدات متواصلة من مواقع التواصل الإجتماعي، وحدة الخوف نقصت الآن مقارنة بالأشهر الماضية، كما أن هناك فنانين تمت إحالتهم على المحاكم بتهمة إثارة الرأي العام".
وأعرب الغدامسي أن هذا الخوف لم يحدّ من الإبداع :" الفنان عندما يكون حرًّا في داخله لا ينتظر نظماً وقوانين حتى تتحرك لديه ملكة الإبداع، فحتى تحت أشد الديكتاتوريات عنفًا كان الإبداع موجودًا، فالإبداع و الحرية ضرورية باطنية، وبالتالي فالإبداع لم يتوقف و لن يتوقف مهما تعاظم الإستبداد، وحتى زمن بن علي على الرغم من أنّ هناك منعًا و عزلاً للمبدعين ولكنه لم يوقف إبداع المبدعين بدليل أنّ الفنانين المهددين اليوم هم أنفسهم كانوا في النظام السابق ينتجون أعمالاً فيها جرأة و بحث ونقد و إبداع." مضيفًا أنه "سابقًا كان هناك قطع بين علاقة المجتمع و تلك المضامين الفنية ولكن الآن هناك منع للفن نفسه.".
وأشار الغدامسي إلى أنّ "الفنانين و في ظل هذا المنع لم يتوقفوا عن الإبداع، ففي معرض العبدلية هناك من عالج ظاهرة السلفية بعمل ذكي جدًا، اشتغل صاحبه على الصورة الفوتوغرافية، واعتمد الخيال السلفي في صورة سوبرمان، وهذا أغضب السلفيين كثيرًا وأصبح مسًّا بالمقدسات، بينما السلفيون هم تعبيرة من التعبيرات السياسية الموجودة في تونس و ليسوا شيئًا مقدسًا كما اليسار غير مقدس". و أكد على أنّ "المقدس عندي يمثل حرية الفرد، حرية الذات في التفكير و التعبير عن ذاتها، عن هواجسها و الإعلان عن نفسها، فمن دون حرية وإبداع لا يمكن أن نبني مجتمعًا إيجابيًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مداورة
خوليو -

غريبة هذه الأمة وثقافتها الدينية أغرب، يداورون الأمور مداورة ويقولون بأن الجوهر الديني شيئ عظيم ولكن السلفيون هم المشكلة ، أي أن المبدعين يفكرون كما غيرهم ولايتجرأون على نقد المشروع الديني من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والفنية ليصلوا لنتيجة تؤكد أو تنفي ما يقولون:الدين عظيم في جوهره ولكن العُطل في السلفيين ، يهربون من مجابهة المشكلة، يصورون السلفي بأنه سوبرمان والسلفي ينزعج لأنه تم تصويره والتصوير حرام في نظره ، أما معالجة فكر السلفي وتطبيقه لفروض دينه ووصاياه لايتجرأون على الإقتراب منها ليصلون لنتيجة هل تصلح أو لاتصلح ، يهاجمون الفيلم ويصفونه بالتافه دون أن يقولون لنا لماذا وصلوا لهذه النتيجة ،هل لأنه تقنياً سطحي أم لأن محتوياته ملفقة ولايمكن أن تصدر عن أشخاصه الحقيقيين الذين يريد الرمز لهم ، أغلب المبدعين عند أمة الذين آمنوا يداورون ويلفون حول المشكلة دون التجرؤ على الدخول لنواتها وإظهار مافيها ليتعرف الناس عليها ، الدول التي تقدمت حولت بوصلة المركب واتجاهه فأخذته لطريق التقدم ، هكذا فعل نسبياً الحبيب بورقيبة فحصل تقدم اجتماعي نسبي في تونس تمثل بحقوق المرأة ونوع من حرية الفن والحريات الشخصية ، والآن يحاول السلفيون الذين يطبقون دينهم بجوهره سلب هذه الحقوق والمكتسبات ، الابداعيون السطحيون يقولون لهم (لأنهم بالعمق يوافقونهم) أن فكركم الديني عظيم ولكن أنتم السطحيون، وبهذه الطريقة لايخدمون التقدم لأنهم يعترفون بعظمة الجوهر الديني وهذا بعيد عن الحقيقة وتخدير لايساعد على التوعية للشعب: حيث يقول كثير من الناس إن كان الفكر الديني عظيم والرداءة في الأشخاص والتفسير فما علينا إلا أن نبدل الأشخاص ليدلوننا على الدين العظيم ، كلها إضاعة وقت ،قدسار على هذا الدرب الاصلاحيون الإسلاميون من مائة سنة والنتيجة صفر: يجب تغيير بوصلة المركب وهذا هو الإبداع الحقيقي، وبرهنة أن جوهر الدين لايصلح لمشروع اقتصادي سياسي اجتماعي في عصر الحداثة وأن هذه الأخيرة تغلبت يقيمها على مشروع الديني ، لذلك على هذا المشروع أن يقبل بالاستقالة ، السلفي العادي كما سوبرمان السلفي هما وجهان لعملة واحدة .

مداورة
خوليو -

غريبة هذه الأمة وثقافتها الدينية أغرب، يداورون الأمور مداورة ويقولون بأن الجوهر الديني شيئ عظيم ولكن السلفيون هم المشكلة ، أي أن المبدعين يفكرون كما غيرهم ولايتجرأون على نقد المشروع الديني من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والفنية ليصلوا لنتيجة تؤكد أو تنفي ما يقولون:الدين عظيم في جوهره ولكن العُطل في السلفيين ، يهربون من مجابهة المشكلة، يصورون السلفي بأنه سوبرمان والسلفي ينزعج لأنه تم تصويره والتصوير حرام في نظره ، أما معالجة فكر السلفي وتطبيقه لفروض دينه ووصاياه لايتجرأون على الإقتراب منها ليصلون لنتيجة هل تصلح أو لاتصلح ، يهاجمون الفيلم ويصفونه بالتافه دون أن يقولون لنا لماذا وصلوا لهذه النتيجة ،هل لأنه تقنياً سطحي أم لأن محتوياته ملفقة ولايمكن أن تصدر عن أشخاصه الحقيقيين الذين يريد الرمز لهم ، أغلب المبدعين عند أمة الذين آمنوا يداورون ويلفون حول المشكلة دون التجرؤ على الدخول لنواتها وإظهار مافيها ليتعرف الناس عليها ، الدول التي تقدمت حولت بوصلة المركب واتجاهه فأخذته لطريق التقدم ، هكذا فعل نسبياً الحبيب بورقيبة فحصل تقدم اجتماعي نسبي في تونس تمثل بحقوق المرأة ونوع من حرية الفن والحريات الشخصية ، والآن يحاول السلفيون الذين يطبقون دينهم بجوهره سلب هذه الحقوق والمكتسبات ، الابداعيون السطحيون يقولون لهم (لأنهم بالعمق يوافقونهم) أن فكركم الديني عظيم ولكن أنتم السطحيون، وبهذه الطريقة لايخدمون التقدم لأنهم يعترفون بعظمة الجوهر الديني وهذا بعيد عن الحقيقة وتخدير لايساعد على التوعية للشعب: حيث يقول كثير من الناس إن كان الفكر الديني عظيم والرداءة في الأشخاص والتفسير فما علينا إلا أن نبدل الأشخاص ليدلوننا على الدين العظيم ، كلها إضاعة وقت ،قدسار على هذا الدرب الاصلاحيون الإسلاميون من مائة سنة والنتيجة صفر: يجب تغيير بوصلة المركب وهذا هو الإبداع الحقيقي، وبرهنة أن جوهر الدين لايصلح لمشروع اقتصادي سياسي اجتماعي في عصر الحداثة وأن هذه الأخيرة تغلبت يقيمها على مشروع الديني ، لذلك على هذا المشروع أن يقبل بالاستقالة ، السلفي العادي كما سوبرمان السلفي هما وجهان لعملة واحدة .

بين هذا و ذاك
FIRAS90 -

من أراد الإبداع لن يتوقف ولن يثنيه أحد و لكن لا بد من احترام معتقدات الآخرين فليس الإبداع أن نستفز غيرنا و نقول له لا تتحرك و لا تتكلم و بالتالي فلا بد من القوانين المحددة للمقدس و التي تضع كل أحد أمام مسؤولياته .

بين هذا و ذاك
FIRAS90 -

من أراد الإبداع لن يتوقف ولن يثنيه أحد و لكن لا بد من احترام معتقدات الآخرين فليس الإبداع أن نستفز غيرنا و نقول له لا تتحرك و لا تتكلم و بالتالي فلا بد من القوانين المحددة للمقدس و التي تضع كل أحد أمام مسؤولياته .

ابداع بحاجة لاثارة
فضل الجهمي -

المبدع الحق هو من ينتج ابداعا خلاقا يتواءم مع ثقافة مجتمعه وهذا المنتج الابداعي الذي ينطلق كما قلنا من الواقع الثقافي السائد مستفيدا منه في سبيل الارتقاء بهذا الواقع ومعالجة اوجه القصور اكان على مستوى الوعي او حتى على المستوى المجتمعي ككل (اي في كل ميادين الحياة)ووفقا للمقولة السائدة المعاناة تولد الابداع فان تجارب التاريخ الانساني تقول ان الادب والثقافة الانسانية وشتى صنوف الابداع الانساني تولدت ونتجت في ضل المعاناة واستمرت رائدة وحية متسيدة على ابداعات زمن الحرية العظيم وبما ان الحرية اصبحت هيا الثقافة السائدة فان كثيرا من المبدعين يبحثون عن وسيلة لإبقاء ابداعهم حيا ومذكورا بالرغم من ان هذا الابداع وهذا الانتاج لا يملك الشروط التي تجعل من ادبا او ثقافة انسانية مستمرة لذا فان الكثير لم يجد من وسيلة للوصول السريع او حتى لإيصال رسالته التي لن تصل وفقا للمقاسات الابداعية الى بدخول المجضورات ونقد وتشويه عقائد المجتمعات والتهكم والسخرية منها حبا في الاثارة والشهرةان الابداع سيبقى خالدا في كل زمان ومكان متى ما كان ابداعا خالصا منتج من مبدعين حقيقيون يستطيعون ان يلخصوا معانات مجتمعاتهم في انتاج ادبي وثقافي متنوع لا يصطدم مع الواقع وإنما يساعد على الارتقاء بهذا الواقع ولكل مكان وزمان مشاكله ومعاناته

ابداع بحاجة لاثارة
فضل الجهمي -

المبدع الحق هو من ينتج ابداعا خلاقا يتواءم مع ثقافة مجتمعه وهذا المنتج الابداعي الذي ينطلق كما قلنا من الواقع الثقافي السائد مستفيدا منه في سبيل الارتقاء بهذا الواقع ومعالجة اوجه القصور اكان على مستوى الوعي او حتى على المستوى المجتمعي ككل (اي في كل ميادين الحياة)ووفقا للمقولة السائدة المعاناة تولد الابداع فان تجارب التاريخ الانساني تقول ان الادب والثقافة الانسانية وشتى صنوف الابداع الانساني تولدت ونتجت في ضل المعاناة واستمرت رائدة وحية متسيدة على ابداعات زمن الحرية العظيم وبما ان الحرية اصبحت هيا الثقافة السائدة فان كثيرا من المبدعين يبحثون عن وسيلة لإبقاء ابداعهم حيا ومذكورا بالرغم من ان هذا الابداع وهذا الانتاج لا يملك الشروط التي تجعل من ادبا او ثقافة انسانية مستمرة لذا فان الكثير لم يجد من وسيلة للوصول السريع او حتى لإيصال رسالته التي لن تصل وفقا للمقاسات الابداعية الى بدخول المجضورات ونقد وتشويه عقائد المجتمعات والتهكم والسخرية منها حبا في الاثارة والشهرةان الابداع سيبقى خالدا في كل زمان ومكان متى ما كان ابداعا خالصا منتج من مبدعين حقيقيون يستطيعون ان يلخصوا معانات مجتمعاتهم في انتاج ادبي وثقافي متنوع لا يصطدم مع الواقع وإنما يساعد على الارتقاء بهذا الواقع ولكل مكان وزمان مشاكله ومعاناته