قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استضاف ملتقى مكتبة الجابرية الكاتب والزميل شريف صالح في حوار مفتوح حول مجموعته القصصية الجديدة "بيضة على الشاطئ" الفائزة بجائزة أفضل مجموعة قصصية في مسابقة دبي الثقافية. وتتناول ثلاثة عشر نصاً هي: الغواية الأولى، ألعاب الراعي، العجوز الذي يراقبنا، عصر السنجة، الطواف وسارق النحاس، تجشؤ، النحلة الخشبية، وراء البياض، الخروج إلى الشمس، وفاة غامضة لعدو صامت، زائر أم الرشراش، السيدة المختفية، والخناجر السبعة.وتعالج نصوصها مأزق الوجود الإنساني وأزمة الهوية وشعور الإنسان بالاغتراب في علاقته بالمكان بدءاً من رحم الأمة، مروراً بشتى البيئات المحتملة لحياته، كالريف والمدينة والخليج. وتمتزج فيها اللقطة والتفاصيل الواقعية بأجواء من السحر والفانتازيا والأسطورة والأحلام، إضافة إلى تكرار موتيفات وعناصر سردية شتى يعاود الكاتب الاشتغال عليها، بما في ذلك صفات وأسماء الشخصيات التي تتكرر عبر النصوص وكأنهم تائهون في الحكاية. كما لا تغفل النصوص العلاقة مع السلطة بأشكالها المختلفة، والتي تضع الإنسان مع مرور الوقت في قفص لا يستطيع الخلاص معه.وقد أكد صالح خلال رده على الأسئلة أن المجموعة تتناول ثيمات مشتركة منها فكرة الخروج ومحاولة التأصيل لها فلسفياً بدءاً من خروج الإنسان من رحم أمه، مروراً بالخروج اغتراباً ـ في الخليج مثلاً ـ ومن بين التنويعات على الخروج تتشكل احتمالات وفرص مختلفة للوجود، ولحياة الإنسان، ولهذا السبب تكرر توظيف عدد كبير من الشخصيات، سواء استمروا في أداء دورهم الوظيفي أو تم استغلال أسمائهم على حيوات أخرى.بينما اعتبر الكاتب أسامة السماك الذي أدار الحوار أن بعض القصص تبدو بالغة الغموض وكأنها مكتوبة للنقاد وليس القراء متساءلاً عن مدى التزام الكاتب بقواعد القصة القصيرة المتعارف عليها مثل لحظة التنوير أو الكشف.عضو الملتقى عبد الله الزيود أشاد بالجو السريالي للنصوص وأن بعض الصور المتكررة تركت أثراً عميقاً مثل "الكيس الأسود الذي ينز سائلاً غريباً" لكنه تساءل عن الأثر الذي يمكن أن تتركه النصوص.ورداً على سؤال حول تأثير الزواج في تجربته مع الكتابة، خصوصاً أن أعماله كلها كتبت بعد الزواج وحصدت العديد من الجوائز قال صالح إنه من أنصار الزواج وتقيد الكاتب بعمل، لأن هذا يشعره بقيمة الوقت ويضعه تحت تضغط استغلاله لأقصى درجة، بينما الحياة البوهيمية لا تراكم خبرات ولا تجعل الكاتب أكثر إنجازاً مستشهداً في ذلك بتجربة نجيب محفوظ وما عرف عنه من نظام صارم أتاح له أن يقدم منجزاً أدبياً هائلاً، وكذلك الروائية الأفريقية الحائزة على نوبل نادين غورديمر التي اعتادت أن توصل أولادها إلى المدرسة وتعتكف على الكتابة حتى موعد خروجهم. كما أشاد الكاتب بمساندة زوجته له وتفهمها لعملها وإصرارها على طباعة أول مجموعة قصصية له.ورأى الشاعر محمد توفيق أن مجموعة "بيضة على الشاطئ" هي امتداد لإنجاز كتاب عظام مثل يوسف إدريس متهماً شريف صالح بأنه "كاتب خبيث" قادر على أن يرينا ما لا ننتبه إليه من حولنا، وأن يدعونا باستمرار إلى التفكير والتأمل، والتعبير عن كل ما يصدمنا دون أن يذرف دمعة.فيما اعتبر القاص أشرف عبد الكريم أن المجموعة تعد إضافة إلى مشوار شريف صالح، ليس لحصولها على جائزة بل لأنه كاتب حريص على التنويع والتجريب، اشتغل على ثيمات معينة في "مثلث العشق" ثم على نصوص قصيرة جداً لا تزيد أحياناً عن سطر في مجموعته "شخص صالح للقتل" ثم أخذنا إلى أجواء فلسفية في "بيضة على الشاطئ".واتفق معظم الحضور على أن تكرار الثيمات والشخصيات يجعل المجموعة تحت هيمنة الحس الروائي، وربما بتغيير طفيف فيها يمكن أن تكون رواية متميزة.من جانبه أكد د.أيمن بكر أستاذ الأدبي العربي في جامعة الخليج أنه لا يجوز التعامل بشكل مباشر مع الإبداع ولا بأسئلة مباشرة، فهو تجربة بالغة التعقيد مازالت خاضعة لتحليل الدراسات النفسية والإبداعية، والكاتب نفسه لا يحق له أن يكون مفسراً أو مؤولاً لنصوصه، لأن ذاته أثناء حال الكتابة ليست هي ذاته التي تحدثنا الآن.وفي الختام وجه منسق الملتقى محمود أغيورلي الشكر للحضور وأكد أن الملتقى يسعى أسبوعياً إلى طرح أحد الكتب والنقاش بشكل ديمقراطي حوله، واستضافة بعض الكتاب من حين إلى آخر للتحاور مع الأعضاء، مؤكداً أنها تجربة شبابية تضم شباباً من الكويت ومصر وسورية وتونس وغيرها من البلدان العربية وتهدف إلى تكريس عادة القراءة.