صادق الصائغ ومحاولات تحرير التناقض بين الخط العربي والتصوير
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: منذ زهاء ستة عقود يعمل صادق الصائغ على تنويع وسائله التعبيرية :الخطّ وتوظيف الحروف العربية تصميميا في الصحافة المطبوعةوكتابة الشعر والسيناريو والانطباعات النثرية، والنقد الفني المباشر وغير المباشر، ويضاف الى ذلك نشاطه في العلاقات الثقافية.
وصار من المعروف انّ ممارسته لرسم الحروف العربية ازدادت تشعباً خارج القواعد الكلاسيكية ولكنها بقيت فوق السطوح الملساء التي لا تبتعد كثيرا عن وظيفة القراءة والكتابة، هذا من ناحية، اما من الناحية الاخرى فانّ ادخال الحروف الى اللوحة تشكيليا كانت محاولة لاخفاء تناقض البناء بين التصوير وفنّ الخط، وهي امتداد لتجارب كانت سلسلة من الرسامين العراقيين قد زاولتها بتغليب النزعة التجريدية التعبيرية للرسم، ومن اولئك : شاكر حسن ال سعيد وجميل حمودي وضياء العزاوي ومحمد مهر الدين..الخ..الخ، وكانت اعمالهم تلك , على تفاوت الاساليب ، اقرب الى فنون المحيط الثقافي التي تتجاوز وظائف الحرف اللغوية الى الشكل المجرد للهوية او التلميح الى معنى ما، حسب البناء الاسلوبي للرسام المعني. انّ اعمالهم انتهت الى اعتبارها جهدا "عالميا " يمكن تبنّيه جماليا او تواصليا، مع انها انطلقت من رموز تم عزلها عن الكتابة العربية، وهي رموز غير ملتزمة بالسياقات اللغوية.كان الحرف العربي، اذن، مناسبة اولية , كثيرة المرونة، للتزيين، او للتشفير، ولكنه اخذ مكانا في بناء اللوحة منذ ان اقتطع شاكر ال سعيد عددا من الانطباعات التي تتركها الجدران ونحوها وهي تعرض الشقوق اللانظامية ومن حولها حروف تسيل وقد شذّتْ اعتباطيا عن نسق الكتابة الكاملة وقام هذا الرسام باغراق هذه الاثار بالوان وتعرجات خطية مماثلة لجدران آيلة الى الا تكون جدرانا. كان ذلك الرسام يعمل على تضمين اعماله اكثر عدد من المجازات لاقل ما يمكن من المواضيع. وهكذا بدات لوحاته فرصة للمشاهدة الفضفاضة حيث السطح يناسب التاويل الادبي اللامحدود.انّ هذه الملاحظة عن عمل شاكر حسن الحروفي سوف ترتد كثيرا في معرض صادق الصائغ حيث كانت الحروف بؤرة يمتد حولها كادر تعبيري لا يصارع الالوان كما كان ال سعيد يفعل. فصادق هوايته الجميل الحسي في حين كان ذلك الرائد يحترف للجمال , ولا يمكن المقارنة مطولا بين الاثنين.حاول الصائغ ان يبرهن على مهارات، ومن خلال تلك المهارات تنساب - احيانا - العفوية التي. كان من الممكن ان تتصاعد لولا اسار الخط وتصميمه , ومن هنا كانت صعوبة حركة الرسام / المصمم في الفضاء اللوني.. لانه مقيد بالاصباغ التي لم تتجاوب مع التلوين.من الواضح ان صادق الصائغ عمل في وسط تشكيلي ليس منفتحا ولا يريد ان ينغلق... بل هو موارب - اذا جاز التعبير -.. فهل تكفي هذه المبادرة في معرضه الاخير لمعالجة تناقض كهذا؟التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف