ثقافات

وجدة... رائعة السينما السعودية وحجر الأساس في مبنى من ورق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نجحت المخرجة السعودية هيفاء المنصور في إنتاج فيلم روائي طويل في بلد كالسعودية عدد قاعات السينما فيه يساوي صفر، إنها معجزة جميلة وزهرة حمراء في صحراء سينمائية قاحلة.

رقية الكمالي: تذوق العالم السينما الألبانية، السينما الأوزبكية، السينما اليونانية، السينما التشادية، السينما المقدونية، وكذلك السينما الكورية الشمالية، لكنه وللمرة الأولى يتذوق السينما السعودية، انتظروا!..لاتذهبوا بعيدًا، فهذه السينما أثبتت أنها تستطيع إنتاج فيلم مؤثر، وأحداثه مدهشة ومزعجة.

مجرد ولادة فيلم "وجدة" وخروجه إلى حيز الوجود هو معجزة بحد ذاتها، هذا الفيلم الذي ولد في بلد لايعترف بأبوته، بلد تركه لقيطًا يبحث عمّن يتبناه من دولة إلى أخرى، وفي كل دولة يجد الحضن الدافئ والحفاوة وكرم الضيافة.

هذا الفيلم الذي يذكر كل من يشاهده بأنه آت من مجتمع يحرّم السينما، وفي دولة لايوجد فيها قاعة سينما واحدة، مجتمع يحرم المرأة من أبسط حقوقها، فيلم آت من مجتمع يعتبر كثيرون فيه صوت المرأة عورة، يجب حجبه، حتى لا يقع الرجال ضحية الإغراء الأنثوي، فيسقطون في منبع الفتنة. فقيام امرأة بتصوير فيلم في الرياض يعتبر أشبه بفقدان الوعي، بل هو أقرب إلى الانتحار!.

مع ذلك، فإن امرأة فعلًا هي من كتبت قصة فيلم وجدة وأخرجته (بخفية أحيانًا، وبطريقة غير قانونية أحيانًا أخرى)، يحاول هذا الفيلم أن يصحح أخطاء في المجتمع، وخصوصًا لدى المتشددين. وتدور أحداثه حول فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، وتستمع إلى موسيقى الروك أنغلو ساكسون، تذهب إلى مدرسة لتعليم القرآن وهي خائفة ومتذمرة، تستجيب لأوامر الكبار، وحلم حياتها الوحيد هو شراء دراجة للتسابق مع ابن الجيران، لذا فهي مستعدة أن تفعل أي شيء مقابل تحقيق هذا الحلم، حتى لو كان السبيل إليه هو تعلم وترتيل القرآن للفوز بمسابقة تحفيظ القرآن.

صرخة الاستغاثة ضد العبث واللامعقول
استحضار الحياة اليومية لهذه المراهقة لم يكن إلا وسيلة لرسم صورة المجتمع السعودي من خلال بعض ممثليه: مديرة مدرسة صارمة ومستبدة، فتيات أعمارهن 13 عامًا يحضرن صور زفافهن القسري إلى المدرسة، أم معطاء، لكنها تخشى من فكرة ارتباط زوجها بامرأة أخرى، نساء متحجبات بعباءة وبرقع أسود يعبرن الشارع سيرًا على الأقدام، ورجال يقودون سيارة البيك أب.

تقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن فيلم "وجدة" لا يعد لائحة اتهام ضد الإسلام، أو حتى عمل سب وشتم لمعتقدات المسلمين ونمط حياتهم، بل إنه مجرد صرخة رائعة ضد العبث والعنف الصامت في مجتمع مسلم ويسيطر عليه التشدد الديني. وتكمن قوة هذا الفيلم في بساطته البصرية والسردية، التي تشبه السينما الإيطالية العظيمة في الأربعينيات والخمسينيات.

توضح كاتبة ومخرجة الفيلم، هيفاء المنصور: "في بلد يعتبر مشروع عرض فيلم خروجًا عن القانون، وجدت نفسي خلف الكاميرا!أتذكر أني كنت أسهر مع والدي وإخوتي الإحدى عشر لمشاهدة الأفلام، ومن هنا بدأ عشقي للسينما"، وتتابع: "بعد تخرجي من الجامعة الأميركية في القاهرة، قدمت فيلمي الأول، ثم حصلت على دورات في فن السينما من جامعة سيدني الأسترالية".

وفي عام 2005، أخرجت المنصور الفيلم الوثائقي "نساء بلا ظل"، الذي لفت انتباه الأمير الوليد بن طلال، مالك ورئيس أقوى مجموعة إعلامية "روتانا"، هذه المجموعة التي دعمت فيلم وجدة، وبفضل هذا الدعم استطاعت المنصور تصوير مشاهد وجدة في شوارع الرياض. تقول المنصور: "رغم هذا الدعم، إلا أن الأمر أيضًا لم يكن سهلًا، حيث كنت أدير العمل أحيانًا وأنا متخفية داخل سيارة، إضافة إلى أن مشهد فتاة صغيرة يتبعها مصور أوروبي كان صادمًا للبعض".

الأمل في التغيير
تشير صحيفة لوموند الفرنسية أن الشركة المنتجة للفيلم هي شركة رازور الألمانية لصناعة السينما، كما تم تصديره من فرنسا وألمانيا، ولقد تم تصويره في السعودية وفقًا لرغبة المخرجة التي تقول: "أردت أن يكون أقرب إلى حياتي، وفي بلدي".

يقرأ السعوديون عن فيلم وجدة، الذي يتحدث عنهم وعن عاداتهم، في الصحف، ويشاهدون العالم وهو يكرّم أبطاله عبر شاشات التلفاز، كما يسأل بعضهم في المنتديات عن مواقع يمكنهم من خلالها تحميل الفيلم، لكنهم لا يمكنهم مشاهدته في قاعة سينما في الرياض أو جدة أو الدمام.

صرح الرئيس التنفيذي لشركة روتانا فهد السكيت لصحيفة لوموند قائلًا: "سيعرض الفيلم في قنواتنا المسبقة الدفع، كما سيوزّع على أقراص دي في دي، ثقافتنا محافظة، ولا نريد الإساءة إلى الناس، ويتوجب علينا العمل في إطار نظام معيّن، لكن نتمنى أن ينتج الفيلم المقبل لهيفاء المنصور في الرياض".

بعد ذلك ألا يحق لنا أن نتساءل: أين وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون عن الاحتفاء بهذا الإنجاز كأضعف الإيمان؟!،
ثم ما هو الوصف الدقيق أو السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن المشاهد لهذا الفيلم عن بلد يمنع الفتيات من ركوب الدراجات بكل جدية، بذريعة أن ذلك قد يحرمهن من إنجاب الأطفال مستقبلًا؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ركوب الدراجات يسبب العقم؟
عفاف جنيفن -

ثم ما هو الوصف الدقيق أو السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن المشاهد لهذا الفيلم عن بلد يمنع الفتيات من ركوب الدراجات بكل جدية، بذريعة أن ذلك قد يحرمهن من إنجاب الأطفال مستقبلًا؟

يا هلا
أبو أديب -

يجب الاحتفاء بهدا الفيلم أيما احتفاء لأنه يخرج من رحم جف فيها الإبداع

لابد من التوضيح
دانة الرياض -

احب ان اعلق على بعض ما ذكر أعلاهأول مره اسمع ان الاهل في السعودية يمنعون بناتهن من ركوب الدراجات لانها تمنعهن من الإنجاب؟؟؟ في بلدنا السعوديه الاولاد ما يركبون الدراجات لان الشوارع وثقافتنا وجونا ما يشجع على ذلك..فلا الحكومه شجعت ركوب الدرجات وحتى لو فعلت ذلك الشوارع غير مهيئة.انا شخصيا لعبت بالدراجه مع اخواني الاولاد ومع ابناء الجيران في الشوارع وكانت آمنه وهذا من اكثر من عشرين سنة ..بعد كذا كمسلمه ولا يوجد اي سبب يدفعني لركوبها في الشارع ولكن ما زلت اركب الدراجه والدراجة النارية للترفيه في الأماكن العائلية الخاصة..ياليت المخرجه بدل ما تثير العالم اتجاه السعودية في هذه النقطه انها ركزت جهودها على القضايا الاساسية واللتي حرمنا منها باسم الدين والدين براء كل البراءه من ذلك. فقضية السواق الاجنبي والشوارع الدمار ووضع المطلقه عندنا ووضع الارامل وهي مآآآآآآآآآآآآآآآآسي يجب على كل من له يد عليا وكلمه مسموعه ان يشارك في علاجها. وضع المراءه عندنا مزري باسم الاسلام والاسلام بريء من ذلك. كانت المرأه في الاسلام تذهب وتسافر علي لجمل وللتجاره وكانت تمارس حياتها بحريه أضعاااف اضعاف ماهي عليه الآن وكانت حقوقها محفوظه ومكفوله. وقضيه اخرى وهي خطيره في مجتمعنا السعودي وهي الواسطة وزيادة الفرص والاموال لمن يملكها وحرمان الآخرين ....كل هذه تعتبر من الأمور الحساسه والتي يجب معالجتها حتى لا يعم الفساد باسم الاسلام ونصبح نحن ابناء الجزيره العربية بما فينا هذه المخرجه هم من أذلوا الإسلام بإيصال ومناقشة قضايا وعرصها بشكل خاطيء

اول لبنة
عمار فراش -

نبارك للمخرجة السعودية هذه الخطوة الرائدة و التي نامل ان تشكل انطلاقة فنية و بداية ظهور جيل من المبدعين السعوديين في صناعه هذا النوع من الفنون

من يدري؟!
Ana -

بما ان السلطات السعودية سمحت باخراج الفلم فباعتقادي لم يكون الفلم مؤثرا ولم تحدث اية معجزة !!! مع هذا مبادرة طيبة تستحق التشجيع