ثقافات

شعلان: لوحاتي قهرت قضبان سجاني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وسط حشد من جمهوره ومحبيه وزملائه افتتح الفنان محسن شعلان معرضه "القط الأسود.. تجربة سجن"، الذي ضم 120 عملا فنيا ما بين لوحات زيتية واسكتشات رسمها الفنان في محبسه، جسدت جميعها حجم المعاناة التي واجهها الفنان الذي سُجن لمدة عام في قضية اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش" لفان جوخ من متحف محمد محمود خليل بالجيزة في أغسطس 2010 في آخر قضية رأي عام شغلت المصريين قبل الثورة، ووجدوا فيها رمزاً قوياً لاستفحال الفساد في معظم مؤسسات الدولة ومنها وزارة الثقافة.وحمل المعرض رسالة راقية من الفنان مفادها إنه قُدم كبش فداء لتراكم أخطاء شديدة الفجاجة والعبث في حكومات تعاقبت قبل ثورة 2011.وقد أعرب د. صابر عرب وزير الثقافة أثناء مشاركته في افتتاح المعرض عن سعادته بعودة الفنان محسن شعلان لميدان الثقافة والإبداع بهذا المعرض المتميز والفريد، وقال "ينقل لنا تجربة ذاتية لفنان عانى من الظلم والسجن، وهو شعور بالغ القسوة استطاع شعلان أن يحوله إلى طاقة إيجابية تفاعلت معها ريشته وألوانه مسجلاً وموثقاً لحظاتها المريرة أعمالاً فنية مبدعة"." يمكنكم أن تسلبوا جيشاً جراراً قائده، ولكنكم لن تستطيعوا سلب إرادة رجل عادي." .. بهذه الكلمات لكونفوشيوس، بدأ الفنان محسن شعلان حديثه عن معرضه، وأعرب شعلان عن سعادته بمشاركة أصدقائه وأحبابه وجمهوره الوفي الذي لم يتخل عني يوماً وكل من تعاطف معي في محنتي، في افتتاح المعرض، وقال "هؤلاء كانت وقفتهم ومشاعرهم أثناء سجني باقة النور الوحيدة وسط ظلام هذه التجربة الممتلئة بشعور قاسي للغاية بالقهر وإحساس مرير بالظلم والمهانة، ولعل هذا ما جعل صورة القط الأسود تسيطر على مخيلتي، فالقط الأسود ارتبط في ذاكرتنا الوجدانية بالخوف والخطر والشر والأشرار، ووجدته في لحظات كثيرة يقتحم سطوح لوحاتي سواء كرمز للظلم أو للظالم أو معاونيه، وأحياناً رمز للصورة بشكل عام ببشاعتها وقبحها، وهي بالفعل تجربة رغم قسوتها تلك إلا أنها كانت مفيدة لي كفنان وأشعر أنني خرجت منها أكثر قوة ، عكس ما أرادوه لي، وهنا أحب أن أتوجه لكل من شارك في هذه المهزلة القبيحة "أن سطوح لوحاتي قهرتكم وقهرت قضبان سجاني، وأشهد أنكم عانيتم بالسجن الذي طوّق روحكم الشريرة أكثر مني، لأن السجن ليس قضبانا خارجية تمنع حرية الإنسان .. وواهم من يعتقد قدرته على تقييد روح الفنان..أمّا حينما يتمّكن الشر من أصحابه .. فهو سجن موحش لهم لا يسهل الخلاص منه".وأضاف شعلان " لم أكن أعلم وأنا أفرغ شحناتي الثقيلة التي بدأت تترسب بداخلي في محبسي بقسم الدقي على ذمة التحقيق، أو بسجن عنبر المزرعة بطرة لمدة شهرين، أو في سجن العقرب شديد الحراسة بطرة لمدة خمسة أشهر على ذمة ما لا ذمة لهم!! وأيضاً بعد نقلي لسجن ملحق المزرعة لمدة شهرين ليكتمل تنفيذ الحكم الذي أُعد لي بعناية فجة، ومصر تودع عهداً لتستقبل آخر قبيل قيام ثورة 25 يناير.. أن ما أرسمه هو نواة لإقامة معرض لي".وأضاف "رسمت بمشاعر مقهورة غير عابئ بشح الأدوات وشح نسائم الحرية أيضاً، فالزنزانة أصبحت مرسمي والرفاق من المساجين هم جمهوري وأبطال لوحاتي .. ظللت أرسم وكأنها حالة التشبث الوحيدة بالحرية .. وفي السجن اكتشفت القط الأسود، كان يراقبني، يحوم حولي وكأنه سجاني العتيد الذي ساقني في كل مراحل قهري، كان تيمة ثرية فرضها هو بنفسه على كل أعمالي، فالقط الأسود هو ظلم.. سُعار.. غدر.. مباغته دنيئة.. خيانة.. فساد.. وهو أيضاً بعض أشباع الرجال ".وأوضح "في معرضي هذا كل ما رسمت هي رسائلي للناس، للأصدقاء، للوطن الذي غاب عني، وظننت أنه هجرني فوجدته ينتظرني على باب السجن حين غادرت، هو توثيق لرسالة أبعث بها إلى ذلك القط الأسود الذي لفظته كل القطط الأخرى.. الملونة".وقال شعلان "أُقدم في معرضي نحو 120 لوحة باستخدام الأحبار والألوان المائية والزيتية رسمتها جميعها خلال فترة محنتي التي بدأت مع اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش"، وأعتقد أنها رغم خروجي من السجن ستستمر تنشر وتوثّق معناها بأنني لم أكن سوى كبش فداء لمن حاولوا أن يحولوني إلي شماعة يعلّقون عليها فسادهم الذي أزكمت رائحته الأنوف.. وأعتقد أن المعرض سيكون لجمهوري بمثابة عرض بصري يستطيع من خلاله الوقوف على حجم هذه التجربة بكل تفاصيلها.. ولعلمي أن هذا المعرض يختلف بكل المعايير عن كل معارضي السابقة.. فهو قضية في ثوب معرض أو معرضا يفضح قضية".واختتم شعلان حديثه بأبيات أمير الشعراء:فمن يغتر بالدنيا فإني لبست بها فأبليت الثيابالها ضحك القيان إلى غبي ولي ضحك اللبيب إذا تغاباجنيت بروضها وردا وشوكا وذقت بكأسها شهدا وصابافلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله بابومحسن شعلان مواليد القاهرة 1951، بكالوريوس فنون وتربية 1974، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية بمصر والخارج .. له مقتنيات في العديد من المتاحف القومية والدولية وعدد من البنوك والمؤسسات والسفارات المصرية بالخارج والسفارات الأجنبية بمصر من أبرزها مقتنيات في متحف المكتبة الكونجرس الأمريكي ضمن المجموعة الخاصة بالرئيس جيمي كارتر، مبنى محافظة اليكانتي - أسبانيا، متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة.مشواره حافل بالكثير من الإسهامات الهامة الفكرية والفنية، وتقلد العديد من المهام من مدير التجهيزات الفنية بالمطابع الأميرية حتى 1988، ثم متدرجاً بقطاع الفنون التشكيلية إلى أن تولى رئاسته في إبريل 2006 وحتى أغسطس 2010. يستمر المعرض حتى 28 فبراير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هو المصرى
كريمة -

هدا هو المصرى على طول الزمان لم يهدمة سور ولا سجان واللة خير معين