ثقافات

«الأوسكار»... أكبر احتفال سينمائي على ظهر الكوكب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مئات مهرجانات السينما تقام حول العالم على مدار السنة تقريبًا. لكن لا شيء يقارب احتفال هوليوود بثمرات صناعتها التي صارت بين أهم الإنجازات الإنسانية منذ عشرينات القرن الماضي... جوائز الأوسكار.

جوائز الأوسكار (المعروفة رسميًا باسم "جوائز الأكاديمية") تقدمها سنويًا "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" تقديرًا لأفضل الأعمال السينمائية وأفضل الممثلين والممثلات والمخرجين والعاملين في مجال الأفلام.

بالطبع فهناك العديد من المهرجانات السينمائية الدولية التي تعجّ بها قارات العالم الخمس. ومن هذه 17 مهرجانًا في أفريقيا، و67 في آسيا، و120 في أوروبا، و26 في أميركا اللاتينية، و18 في أستراليا ونيوزيلندا، إضافة إلى المئات في أميركا الشمالية.

كل هذا عدا المهرجانات التي يقيمها مختلف الهيئات والمؤسسات سواء على أرضية تجارية أو ثقافية بحت. وربما يجادل البعض حول أن أبرز هذه الطائفة العريضة التي تغطي سطح الأرض هو "مهرجان كان السينمائي" الفرنسي وسعفته الذهبية الشهيرة.

ولكن...
مع أن العالم يعجّ بكل تلك المهرجانات السينمائية الهائلة العدد، فلا جدال حول أن جوائز الأوسكار (رغم كونها "محلية" إذ تحتفل بشكل رئيس بالسينما الأميركية) هي أبرز الاحتفالات من نوعها على كوكب الأرض. وهي تعتبر حدثا فنيًا - ثقافيًا دوليًا ينتظره ويشاهده مئات الملايين من الناس في مختلف أرجاء المعمورة. ولهذا يعد الحصول على إحدى جوائزه أعظم حلم للعاملين في مجال الفنون السينمائية على الإطلاق.

بلغ من شأن هذه الجوائز أن سائر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الأقل (وعددها 193) تبث حفلتها السنوية على شاشات التلفزيون لجماهيرها. وهذا شرف لا تحظى به سوى مناسبات قليلة، مثل إعلان الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية وتنصيب بابا الفاتيكان ونهائي كأس العالم لكرة القدم، ولا تشمل مناسبات مجيدة مثل جوائز "نوبل" نفسها.

البداية... والآن
أقيمت أول حفلة لجوائز الأوسكار أمسية الخميس 16 مايو (أيار) 1929 في فندق "روزافيلت"، هوليوود، لتكريم أفضل الأعمال السينمائية في العامين 1927 و1928، واستضافها نجما السينما دوغلاس فيربانك وووليام سي دي ميل. ويذكر أن تلك هي الحفلة الوحيدة التي لم تبث بشكل أو آخر، ولم يشهدها غير 250 شخصًا فقط. وفي هذه الحفلة نال Wings "وينغز" (أجنحة) جائزة أفضل فيلم، ليصبح بذلك الفيلم الصامت الوحيد الذي يحصل عليها.

أما حفلة العام الحالي - التي بدأت الساعة الواحدة والنصف من صباح الاثنين بتوقيت غرينتش، وكرمت أفضل أعمال عام 2012 - فهي الخامسة والثمانون في تاريخها. وأقيمت على مسرح "دولبي ثييتر" (سابقًا "كوداك ثييتر") في هوليوود، وتولى تقديمها نجم فنون الكوميديا المتعدد المواهب (تمثيلًا وإخراجًا وكتابة) سيث مكفارلين.

كما هو معلوم الآن، فقد صنع دانيال داي لويس التاريخ السينمائي بنيله جائزة أفضل ممثل للمرة الثالثة عن دوره في فيلم Lincoln. وفازت جينيفر لورانس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في Silver Lining Playbook. ونال آنغ لي جائزة أفضل مخرج عن فيلمه Life of Pi، بينما فاز Argo بالجائزة الكبرى وهي أفضل فيلم.

حقائق
* يبلغ عدد الأصوات التي تقرر مصير الجوائز داخل "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" 5829 صوتًا، يشكل الممثلون أكبر كتلها، إذ يبلغ عددهم 1311 (22% من العدد الإجمالي). وأكبر فئات الجائزة هي: "أفضل فيلم"، و"أفضل مخرج"، و"أفضل ممثل / ممثلة" و"وأفضل ممثل / ممثلة في دور ثانوي".

* الاسم الرسمي لتمثال الأوسكار هو "جائزة الأكاديمية للاستحقاق". وهو مصنوع من خليط من المعادن تشمل النحاس والقصدير والزنك ومطلي بماء الذهب، ويبلغ طوله 34 سنتمترا ويزن 8.5 أرطال (3.85 كيلوغرامات). وهو تمثال لفارس يحمل سيفًا، ويقف على بكرة فيلم ذات خمسة قضبان، تمثل المجموعات الرئيسة، التي تعمل في صناعة السينما، وهي: الممثلون، والكتّاب، والمخرجون، والمنتجون، والفنيون. وينتج من هذا التمثال حوالى 50 نسخة سنويًا في شيكاغو تبعًا لمواصفات في غاية الدقة.

* تختلف الروايات المتصلة بإطلاق اسم "أوسكار"على التمثال الشهير. وأكثر هذه شيوعًا تلك المتعلقة بمارغريتا بوز، التي كانت سكرتيرة لأحد مدراء "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة". وقيل إنها لما رأت التمثال للمرة الأولى، عام 1931، قالت إنه يشبه عمها أوسكار، فالتصق هذا الاسم من يومها بالجائزة.

* تشترط الأكاديمية على الفائزين وذرياتهم الامتناع، بقوة القانون، عن بيع تماثيلهم قبل عرضها للبيع للأكاديمية نفسها بمبلغ دولار واحد. ويذكر أيضًا أن عددًا من التماثيل القديمة التي لا يشملها هذا الشرط بيعت في مزادات علنية بمبالغ وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 ألف دولار. على أن هذا الأمر لا يزال يثير الجدل، ويقول منتقدوه إنه يعني أن صاحب الجائزة لا يملكها.

علامات في 2013
* فيلم Argo صار الأول (على مدى 23 عامًا) الذي يفوز بجائزة أفضل فيلم من دون حصول مخرجه - بن آفليك - حتى على الترشح لجائزة أفضل مخرج.
* Amour الفرنسي صار أول فيلم أجنبي (على مدى 12 عامًا) يرشح لجائزتي "أفضل فيلم" وأيضًا "أفضل فيلم أجنبي".
* إيمانويل ريفا نالت صفة الأكبر عمرًا (85 عامًا) التي ترشح لجائزة أفضل ممثلة، بينما صارت كوفنزاني واليس (9 سنوات) الأصغر عمرًا بترشيحها للجائزة نفسها.

* فيلم Silver Linings Playbook صار الأول (على مدى 31 سنة) الذي ينال ترشيحات في كل فئات الممثلين، وهي أفضل ممثل / ممثلة وأفضل ممثل / ممثلة في دور ثانوي.
* صنعت "ديزني" التاريخ بعد فوزها بـ13 ترشيحًا للجوائز عن فيلمها Mary Poppins العام 1965. لكنها كسرت هذا الرقم القياسي نفسه العام الحالي بنيلها 17 ترشيحًا عن ستة أفلام تقف وراءها وأبرزها Lincoln.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف