ثقافات

العثور على سيناريو كتبه لورنس اوليفييه لاخراج ماكبث سينمائيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شعر لورنس اوليفييه (1907 ـ 1989) بخيبة أمل مريرة عندما أُجهض مشروعه لاخراج مسرحية ماكبث سينمائيا بسبب المشاكل المالية التي اصطدم بها المشروع. وظل السؤال المتمثل في كيف كان اوليفييه سيقدم ماكبث على الشاشة الفضية، من أكبر الأسئلة المطروحة في الوسط السينمائي طيلة 50 عاما.وحاول اوليفييه نفسه ان يموه المشروع ويلفه بقدر من الغموض قائلا انه اتلف كل النسخ التي أعدها لسيناريو الفيلم بعد ان فشل في ايجاد مصادر تمويل لانجازه. وكان يثير فضول النقاد والجمهور بالقول ان لا احد سيعرف ذات يوم كيف كانت نسخته السينمائية من ماكبث ستبدو بالمقارنة مع نسخة اورسون ويلز أو رومان بولانسكي.ولكن استاذة جامعية كانت يجري بحثا في موضوع مغاير عثرت بالصدفة على 13 نسخة من السيناريو المفقود بين اوراق اوليفييه واكتشفت ان اوليفييه كان يعد مفاجآت سينمائية لو رأى مشروعه النور. وعلى سبيل المثال ان اوليفييه وزوجته وقتذاك فيفيان لي كانا سيقومان بدور ماكبث والليدي ماكبث ولكنهما يتحولان احيانا الى اثنتين من الساحرات الثلاث. وكان اوليفييه يخطط لحذف عبارة ماكبث الشهيرة "أهذا خنجر الذي أراه امامي؟" لكي يبدو ماكبث في موقف بطولي. وفي مسودة أخرى من السيناريو تعاني الليدي ماكبث بسبب إسقاط الجنين وهو ما لا يحدث في نص شكسبير ولكنه حدث في الواقع مع فيفيان لي. وكان من المقرر ان ينضم ماكبث الى ثلاثة افلام ناجحة انجزها اوليفييه لمسرحيات شكسبير هي هاملت وهنري الخامس وريتشارد الثالث. وقام مع فيفيان لي بدور البطولة في مسرحية ماكبث التي نالت اعجابا كبيرا حين قُدمت في ستراتفورد مدينة شكسبير عام 1955. وكان اوليفييه يطمح في تمثيلها سينمائيا. ولكنه صرف النظر عن المشروع في عام 1958 لأسباب مالية.وبعد اكثر من نصف قرن كانت جنيفر بارنز استاذة الأدب الانكليزي في جامعة اكستر تدرس وثائق واورواقا مختلفة في المكتبة البريطانية لكتابة بحث عن نسخة اوليفييه السينمائية من مسرحية ريتشارد الثالث حين وقعت على سيناريو ماكبث المفقود.ولا يبدأ سيناريو اوليفييه كما تبدأ مسرحية شكسبير بالساحرات الثلاث وانما بماكبث يرى صورته في حفرة مصابا في مقتل ويصطبغ الماء من حوله بلون دمه النازف. وفي القسم الأول من الفيلم يستعيض اوليفييه عن دهاليز القلعة الصلدة بتضاريس اسكتلندا التي يلفها الضباب ولكنه يفتح باب القلعة لاحقا لكي يزحف الضباب الى فضاءاتها المغلقة وتنحسر اجواء اسكتلندا الرمادية ليحل محلها لون الدم.وفي سيناريو اوليفييه يتحول ماكبث والليدي ماكبث احيانا الى اثنتين من الساحرات الثلاث ويذوب رأس ماكبث في احدى اللقطات متحولا الى كهف الساحرات. ولكن المفاجأة الأكبر هي حذف عبارة الخنجر الشهيرة من نص شكسبير.ويختتم السيناريو بمعركة رهيبة بين ماكبث وقاهره ماكدوف. وكتب اوليفييه ان كل حيلة من حيل القتال السينمائي يجب ان تُستخدم في مشهد المعركة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف