ثقافات

هيمنة ذكورية مستمرة على الأدب والنقد في المغرب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتقد كتاب وباحثون أن التحولات السوسيولوجية التي شهدها المغرب منذ السبعينيات أثرت سلبًا في مساهمة المرأة في الإبداع الأدبي والنقدي، وعززت الهيمنة الذكورية الواضحة.

الرباط: انتعش الإصدار الأدبي والنقدي في المغرب مسجلاً ارتفاعًا على مستوى الإصدار والنشر في العام 2012، حسب ما توصلت له بيبليوغرافيا أنجزها الباحث المغربي محمد يحيى قاسمي تخص إصدارات الكتّاب المغاربة.

وتم إصدار 341 عملاً أدبيًا ونقديًا خلال العام 2012، مقابل 202 إصدار خلال سنة 2011، مع تسجيل نسبة إصدار مرتفعة بالنسبة للأعمال الأدبية والنقدية الصادرة عن الرجال، ما يعني استمرار الهيمنة الذكورية في مجال الإبداع الأدبي والدراسات النقدية في المغرب.

يعتقد كتّاب وباحثون أن التحولات السوسيولوجية التي شهدها المغرب منذ سبعينيات القرن الماضي إلى الآن كان لها تأثيرها على مساهمة المرأة في حقل الإبداع الأدبي والإسهام النقدي، مع توقع انتعاشها على اعتبار التحول الديمغرافي للمغرب الذي تشكل فيه النساء نسبة كبيرة.

188 شاعرة دون "حظ" نقدي

بخصوص حصيلة ما توصلت إليه البيبلوغرافيا التي أنجزها مؤخرًا، أوضح الباحث في كلية الآداب في جامعة محمد الأول في وجدة محمد يحيى قاسيمي لـ"إيلاف": "هذه الحصيلة، لا تشمل سوى الأعمال الأدبية المغربية بشقيها الإبداعي والنقدي، مستبعدة أدب الأطفال والأعمال المترجمة والكتب المدرسية، كما أنها لم تأخذ في الاعتبار بعض الأعمال بسبب عدم توزيعها في أوانها، أو بسبب سوء توزيعها."

في ما يخص الإبداع الشعري، أشار الباحث إلى أن المغرب الممتد الأطراف، والذي به كثافة سكانية تتعدى ثلاثين مليون نسمة نسبة كبيرة منه من الإناث، لا يصدر إلا 298 مجموعة شعرية بأنامل 188 شاعرة يمثلن 36 مدينة.

وتابع: "لم تنل أي مجموعة شعرية من العدد المرصود حظها من دراسة نقدية خاصة وفي مؤلف خاص"، بحيث إن شاعرتين فقط من أصل 188 ابتسم لهما "حظ" النقد بمؤلف نقدي خاص، ما يعطي الانطباع بغياب نقد الشعر النسائي بشكل جلي وواضح.

وتساءل الباحث: "هل يعني صمت النقد عن البحث في أدبية المجموعات الشعرية غياب الجودة أو ابتعادها عن تحقيق الأدبية في أعمالها ؟!"

وأضاف:قدمت الإصدارات الشعرية النسائية، رغم تواضعها من ناحية العدد، خدمة كبيرة للتراكم الشعري بالمغرب. وأزاح سلطة الشعر الذكوري التي هيمنت لعقود طويلة على الساحة الشعرية المغربية."

وتوقع ارتفاع مساهمة المرأة المبدعة عمومًا في الحركة الشعرية، "ما يوحي به ارتفاع وتيرة النشر في السنوات الأخيرة لارتفاع نسبة التعليم لدى المرأة وتأسيس جامعات جديدة بمختلف جهات المغرب، وارتفاع نسبة تزايد الإناث في المغرب.

أعمال وأرقام

توزعت الأعمال المنشورة سنة 2012 التي تقيدت، حسب قاسمي، بما هو مطبوع بين دفتي الكتب، على 282 إصدارًا، شملت 112 ديوانًا شعريًا، و67 مجموعة قصصية قصيرة، و63 رواية، و27 مجموعة زجلية، و9 نصوص مسرحية، ونصين مفتوحين، وآخرين في الشذرة.

وشملت الأعمال النقدية 59 إصدارًا، توزعت على 18 عملاً نقديًا في الشعر، و16 إصداراً في النقد العام، و11 دراسة في النقد الروائي، و8 في النقد المسرحي، و6 في النقد القصصي.

وتميزت سنة 2012، حسب قاسمي، ببروز 91 كاتبًا جديدًا ينشرون أعمالهم للمرة الاولى، منهم 36 شاعرًا، و16 قاصًا و14 زجالاً، و11 روائيًا، و10 نقاد، و4 كتّاب مسرحيين، مقابل 62 اسمًا جديدًا سنة 2011.

وبلغت حصيلة الأعمال الأدبية التي نشرها اتحاد كتّاب المغرب 27 عملاً سنة 2012، مقابل 15 عنوانًا سنة 2011، بينما نشرت وزارة الثقافة المغربية 14 عملاً، مقابل 5 أعمال سنة 2011.

وتفيد هذه الأرقام، هيمنت الكتب الإبداعية على الأعمال النقدية بفارق كبير بلغ 59 عملاً، ما يعني، حسب قاسمي، تخلف الدراسات النقدية عن مواكبة الأعمال الإبداعية.

كما سجلت هيمنة الشعر المغربي المعاصر على الأجناس الأدبية الأخرى، وهيمنة الأقلام الذكورية إبداعًا ونقدًا، إذ لم تسجل الحصيلة سوى مساهمة 48 كاتبة في الإبداع دون النقد (26 شاعرة، و9 قاصات، و6 زجالات، و4 روائيات، و3 ناقدات).

تراكم كمي وكيفي

تعتبر الكاتبة المغربية رشيدة بنمسعود أن تبني مصطلح "الكتابة النسائية"، أو، "الإبداع النسائي" بصفة عامة لا يعبر عن نظرة تجزيئية للأدب، وإنما لضرورة منهجية تروم الكشف عمّا تعبر عنه بـ"الجرح الأنثوي الذي يسكن الكتابة النسائية وعن قواعد لعبة الانتماء من خلال فعل الكتابة عند أقلية فاعلة داخل مشهدنا الثقافي العربي."

وتوضح: "إذا كانت سنوات السبعينات من القرن الماضي قد تميّزت بهيمنة الإيديولوجية، فالملاحظ أن سنوات الثمانينات تتميز بتنامي خطابات الديموقراطية وحقوق الإنسان، الشيء الذي جعل الحركة النسائية تعرف مدًا ملحوظًا على كثير من المستويات."

وترى أنه بالتزامن مع هذه التحولات السوسيو-سياسية، كما تقول، "عرف مصطلح "الكتابة النسائية" صحوة ثقافية يمكن رصدها من ثلاث زوايا تتعلق بالإصدارات النسائية، والندوات ثم الدوريات و دور النشر."

وفي ما يتعلق بالإصدارات النسائية، لاحظت الكاتبة المغربية، أن المرأة المبدعة قد حققت نوعًا من التراكم الكمي والكيفي خاصة على مستوى السرد.

للإشارة، لا يتجاوز عدد الإصدارات السنوية في المغرب، حسب بعض الأرقام والإحصائيات الصادرة عن اليونسكو أو عن بعض المؤسسات الخاصة 1200 عنوان، بمعدل سحب يصل أقصاه إلى 1500 نسخة، مقابل 42 ألفًا و626 عنوانًا لتركيا، وهو ما يفسر أن المواطن المغربي يستهلك أقل من كيلوغرام من الورق المخصص للنشر في السنة، مقابل 100 كيلوغرام من الورق للفرد التركيعلى سبيل المثال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ألأمية ,اية نقد
علي -

اية أدب واكثر من 60 % من المغاربة أميين

ألأمية ,اية نقد
علي -

اية أدب واكثر من 60 % من المغاربة أميين