ثقافات

عادل سعيد: شهيدنا الغالي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بهياً في ملصقكَ
تحيطك هالاتُ القدّيسين
شهيدَنا السعيد
تطلّ علينا
من الجدرانِ و الهواءِ
من هزائمٍنا و انكساراتِنا
من غرف النوم و غرفِ الإعدام وغرفِ الخرافةِ
شهيدَنا العزيز ــ على ماذا شهدتَ ـ !؟
ليس مهما اِن كانت شهادتُكَ
قد شيّدَت ابراجَ السعادةِ
على انقاضِ تعاستنا
فالسعادةُ ترفٌ يُزيلُ النِعم!!
اخترعناك كي تتمخترَ بكَ امتُنا المجاهدةُ
بين الأمم!!
زوّرنا التاريخَ و الجغرافيا
و محونا تواريخَنا من اجلك
و رشونا الآلهةَ كي تكونَ كبيرَها
اخترعنا لميلادكَ يوما
و لموتنا كلَّ الأيام
و انكَ شهيدٌ قبلَ ان تولد
سيرتُكَ العاطرةُ في المدارسِ
و استأجرنا نجمةً
كي تضئ كلّما ذُكِرَ اسمُكَ
في العلمِ الوطني
نؤدّبُ من يخدشُ تاريخَك الناصع
و يَدّعي انكَ كنتَ تغشُّ في الإمتحانات
و تسطو على دجاج الجيران
و انكَ من غلمان الأزقة الخلفية
و hellip;.... و ما لايقال !
عزيزي الشهيد
كُفَّ عن الشكوى رجاءً
لك ان تطمئنّ على مستقبلكَ
فقد ضاعفنا ( تقاعدكَ ) مئة مرّة
و شهِدَ سجنٌ انكَ كنت معتقلاً فيه
قبلَ ان يُنشَأ
ابناؤكَ في المؤتمرات
و عمومتكَ و خؤولتكَ في الوزارات
سمّينا الشوارعَ و المدارسَ و الأبناء
و الهواءَ و الهباءَ hellip; باسمكَ
و لطقمِ اسنانكَ
و احذيتكَ
و بيجاماتكَ
و حفاضاتكَ
اقمنا متحفاً وطنياً
اما تقاريرُكَ ضدَّ رفاقكَ
و مراسلاتكَ ـ النضالية ـ مع العدو
فقد دفنّاها في سرداب فضائحِنا السّحيق
و اخيرا عزيزَنا الشهيد
حذارِ حذارِ
ان تنزلَ الينا من ملصقاتك
فإنّ اول قاتليكَ
سيكونُ من ابنائِك
و ختاماً شهيدَنا المولَعَ بالملصقات
كلَّ عا hellip;.. رٍ
و انتَ شهيد !!

شاعر عراقي مقيم في النرويج

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جلالة الشهيد
سلمى -

شاعري الكريم أنت ربما صرت تعرف مسبقاً أنني سأقرأ كالعادة قصيدتك, سأكتب تعليقاً وأبدي اعجابي الشديد بها..هذه القصيدة جميلة جداً..كالعادة !!اعتدت على كتاباتك وعلى أسلوبك الذي بقدر ما هو قاسٍ بقدر ما هو صادق وجميل. ..حتى أنني صرت في غنى عن قراءة الاسم لأعرف أنك أنت هو الشاعر والكاتب..وأنك تعبّر بمرارة الصدق عما يجول في خواطرنا...أشكرك بالطبع....

الشاعرة .... سلمى
عادل سعيد -

يقال صديقتي سلمى ، ان المتلقي الذي يصعد مع الشاعر جبل الشعر ، لإقتطاف القصيدة من قمته هو شاعر ثان ، و انت كذلك عزيزتي سلمى.. بوركت ذائقة و فكرا و انسانا..

الشاعرة .... سلمى
عادل سعيد -

يقال صديقتي سلمى ، ان المتلقي الذي يصعد مع الشاعر جبل الشعر ، لإقتطاف القصيدة من قمته هو شاعر ثان ، و انت كذلك عزيزتي سلمى.. بوركت ذائقة و فكرا و انسانا..