ثقافات

عادل سعيد: صديقي.. وطني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وطني الغالي

معذرةًاعرفُ انّكَ ذاكرةُ الكونِ و ماقبل الكونلا اعرفُ اِنْ مازلتَ تَتذكّرنيو انتَ تودّعُ مليوناً و تستقبلُ مليونلكنّياعرفُ انّكَ مذهولٌ محتارٌ مَهموممما جَرَّ عليكَ الأبناءُ ـ و انا منهم ـلا تعرفُ بأي لغةٍ تقرأناو اعرف انكَ تتقنُ آلاف اللغاتو زهوتَ بها جميعاو حزنتَ بها جميعاو جُرحتَ بها الآف المَرّاتو اراكَ تموتُ بلا لغة او صوت او hellip;..موتو حين تعودُ تطوي موتَك كالمنديلِو ترميهِ في سلّةِ اوجاعِكَ المُهمَلةواذ تبكيتذرفُ روحَكَ منفرداً في سردابِ روحِكَو حين تغنّي ـ و ياما غنيت ـتخجلُ من جارٍ دفنَ ضحكتَه للتوّو اهالَ عليها ليلَهو ياما اصغيتَ ـ خَجِلاً ـلدموعِ بلاد بثيابِ العُرسِاصطادها بعضُ بَنيكفي رحلةِ طَيشوسطَ براري التاريخو حينَ تنصتُ الى خريرِ الظمأِ في روحِكَتتسلّقُ قمةَ عطشِكَو تعقدُ صفقةَ غيم مع الزُرقةتربّتُ على غضبِ سواقيكو انتَ تحدّقُ في قطيعِ سُحبٍ خائنيفاوضُ سماوات اُخرى
عزيزي وطنيو انتَ تذرِفُ دجلةَ و الفراتتريقُ في طفولتِهما الودَّو ماءَ الوردو بين الضّفتَيْنتعلنُ عشقاً ازلياً بين العُشبَيْنلكنّكَ تَنهى نخلَكَ الذاوي عن شتمِهِمااذ يُمعنانِ في هجرِكَاو يفرّطانِ في سُمعتِهماوهما يبددانِ مستقبَلَهما في خليجٍ داعرمحبوبي يا وطنياعرفُ انكَ دوّنتَ كركراتِ الأطفالو دموعَ عشاقكِ المهزومينكلكامش و زيو سيدرا و تموز و عشتاراكاذيبَ الشعراءِ و اناشيدَ البحّارةو ارواحَ المتصوفةِ بعدَ ان فنِيَتْ فيكفي الواحِ الطين لكن القلمَ الخائندَوّنها في الواح هواءٍ و هباءو نقشَ ملاحمَ الطّغاةو مواهبَ الخونةِو فكاهاتِ اللصوصفي الواحِ ذهبوطني المُبجّلاعرفُ ان قلبَكَ المثقلَ بالنفطِ و القِطرانيحبّنا بلهفةِ وردةو خفّةِ عِطرو نقاءِ ضميرِ فَراشةو لكنْو انت تحبُّنا كما لَم يَفعل عاشقو لَم تفعل اُمهل لك ان تعلَمَوانت تطالعُنا في كراساتِ طينِ الإلفِ الثالثِ قبل الميلادانك لا يمكنُ ان تنقَشَ حرفاًفي الوحلِ بعد ان سَقَطْنا من ذاكرةِ الطينو ختاماً يا وطنيهل لك ان تستديرَ و لو مرّةو اقدامُك ثغوصُ في وحلِ حاضرِنالتخبرَناان كنا مَنظورين و مَقروئينفي الألف الثالثِ بعد الميلاداَم انناو الألفَ الثالثالواحُ هواءٍوهَباء!!
* شاعر عراقي مقيم في النرويج

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قصيدة وطن الى الحب!!!
سلمى -

روعة يا أستاذ عادل ..روعة!!!كم كنت أتمنى لو يسمع الوطن نداءاتنا لكنه غارق في الحب ..فيما نحن نلوح له من بواخرنا المطفأة وهي تغرق أعمق وأعمق في الوحول..تقديري واعجابي..

الأديبة سلمى
عادل سعيد -

ما اجمل كلماتك سيدة سلمى ( قصيدة وطن الى الحب !! ) .. فالوطن يعشق ايضا و يعبر عن عشقه ، و لكن بعض ( ابنائه ) يقمعونه .. يقمعون العشق و يصادرون التعبير .. و لكنه مازال يرمينا بمناديله ، و نحن نلوح له من بواخرنا الغارقة !!