فرانك اوهارا: رواية حقيقية عن التحدث الى الشمس في جزيرة فاير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فرانك اوهارا (1926 - 1966) شاعر وناقد اميركي ينتمي الى (مدرسة نيويورك) وهي جماعة من الشعراء والرسامين والراقصين والموسيقيين الذي نشطوا خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي بمدينة نيويورك مستلهمين افكارهم من السريالية والحركات الطليعية المعاصرة، وقد وقف شعراء المدرسة على الضد من منطلقات مجموعة شعراء معاصرين لهم عرفوا بالمدرسة الاعترافية.
تلقى تعليمه في جامعة هارفرد فبدأ بدراسة الموسيقى والعزف على البيانو الا انه تحول الى الأدب ونال شهادة الماجستير فيه من جامعة مشيغان. بدأ نشر اشعاره في مجلة كلية هارفرد مع زملائه من شعراء المجموعة مثل جون آشبري وكينيث كوك. من عناوين مجموعاته الشعرية ((شتاء مدينة وقصائد أخرى)) 1951؛ ((برتقال: 12 قصيدة رعوية)) 1953؛ ((تأملات اثناء حالة طارئة)) 1957؛ ((قصائد على الغداء)) 1964 و ((قصائد حب)) 1965.
رواية حقيقية عن التحدث الى الشمس في جزيرة فاير
ايقظتني الشمس هذا الصباح ضاجـّة
وساطعة، وهي تقول: "هيا! مضى عليّ
خمس عشرة دقيقة وأنا احاول ايقاظك.
لا تكن فظا هكذا، لست إلا
ثاني شاعر اخترت
ان اكلمه شخصيا
فلم لا
تعرني مزيدا من الانتباه؟ فلو استطعت
ان احرقك من خلال النافذة
كي اوقظك لفعلت. اني لا اقدر ان اتسكع
ها هنا طوال النهار."
"آسف ايتها الشمس لقد سهرت
متأخرا ليلة امس اتحدث الى (هال)."
"حين ايقظت مايكوفسكي
كان اكثر نشاطا بكثير،" قالت الشمس
بنكد، "اكثر الناس مستيقظون الآن
ينتظرون ليروا ان كنت
سأظهر لهم."
حاولت
ان اعتذر بقول "لقد افتقدتك يوم أمس."
فقالت: "هذا افضل." فقلت: "لم اعرف
انك ستبزغين." فقالت: "قد تتساءل
لماذا اقتربت الى هذا الحد؟" فقلت:
"أجل،" وبدأت اشعر بالحر
متسائلا ان كانت ستحرقني
على اية حال.
"بصراحة اردت ان اقول لك
انني معجبة بشعرك. انني ارى الكثير
اثناء جولاتي وانك جيد. قد لا تكون
الأعظم على وجه الأرض، لكنك
مختلف. والآن... لقد سمعت البعض
يقول انك مجنون. وهؤلاء بالنسبة لي
هادئون الى حد بعيد، والشعراء المجانين
الآخرون يعتقدون انك رجعي
ممل. لا انا.
واصل ذلك
مثلما افعل انا ولا تعر اهتماما. ستجد
ان الناس سيتذمرون دائما من الجو،
سواء حار جدا او بارد جدا او مشرق جدا او مظلم جدا
والأيام قصيرة جدا او طويلة جدا.
ان لم تظهر
قط يوما ما فسيعتقدون انك كسول
او انك مت.
فقط واصل ذلك جيدا، انه يعجبني.
ولا تقلق بشأن ذريتك
الشعرية او الطبيعية. الشمس تشرق فوق
الأدغال، كما تعلم، وفوق السهول الجرداء
والبحر وأحياء المدينة. اينما كنتَ
كنتُ اعرف واراك تتنقل. كنت
انتظر
ان تبدأ العمل.
وبما انك الآن
فرح بما لديك، ان صح القول،
حتى لو لم يقرأك احد غيري
فانك لن تحزن.
ليس بإمكان كل واحد النظر الى أعلى، ولا حتى النظر الىّ.
ذلك يؤذي أعينهم."
"أوه ايتها الشمس، اني ممتن جدا لك!"
"شكرا وتذكر انني اراقب. اسهل عليّ
التحدث اليك هنا في الخارج. لا اضطر
للانسلال بين المباني كي تصغي الىّ.
اعرف انك تعشق مانهاتن، لكن
ينبغي عليك النظر الى اعلى مرات اكثر.
ودائما
احتضن الأشياء، الناس الأرض
السماء النجوم، مثلما افعل انا، بحرية
وبإحساس بالمكان احساسا مناسبا. ذلك
ميلك، معروف في الجنة
وعليك ان تتبعه الى الجحيم، ان كان
ضروريا، وهو ما اشك فيه.
ربما سنتحدث
ثانية في افريقيا، التي انا ايضا
مولعة بها على نحو خاص. عد للنوم الآن
يا فرانك، وقد اترك لك في رأسك هذا
قصيدة صغيرة جدا على سبيل توديعي لك."
"ايتها الشمس، لا تذهبي!" استيقظت
اخيرا. "كلا، بل يجب علي ان أذهب، انهم
ينادونني"
"من هم؟"
فقالت وهي ترتفع: "يوما ما
ستعرف. انهم ينادونك انت
ايضا. "مظلمةً أشرقت، بعد ذلك نمت.