ثقافات

القاضي قال لي.. لا تكن وطنيا!

مقداد عبد الرضا: وزارة الثقافة رفضت انتاج فيلمين سينمائيين لي!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد:اكد الفنان العراقي مقداد عبد الرضا ان وزارة اجازت له فيلمين سينمائيين ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لكنها لم تصرف له اية مبالغ مالية من اجل البدء بتصويرهما، موضحا ان الوزارة اوقفت الترويج للافلام بسبب نفاد الميزانية المخصصة للافلام، متسائلا: ما ذنبي اذا ما اخطأ مسؤول، وقال مقداد : ان الحكومة العراقية لا تنظر الى اهمية السينما مثلما تنظر اليها ايران، مشيرا الى ان السينما العراقية لا يمكن ان تتجدد الا بعد ان يأتي اشخاص ويجلسون في الاماكن الصحيحة.

* ما اخر اخبارك مع السينما؟
- قدمت فيلمين وتم اجازتهما منذ 1 / 3 / 2012، ولكن في وقتها ذهبت الى مكتب وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي وأخبرتني احدى سكرتيراته ان الفيلمين مؤجلان الى العام المقبل يعني (2013) بدون ذكر الاسباب طبعا، وحينما ذهبت مؤخرا تبين فعلا ان الفيلمين مجازان ولكن ما ذنبي ان الاتروشي يفرط بالفلوس بهذه الطريقة والوزارة تحجب الترويج للافلام، هناك شخص اخطأ وثم ان البلد يبيع 3 ملايين برميل نفط يوميا، هل يصعب على الوزارة ان تخاطب الحكومة لكي تمنحها اموالا لاكمال مشاريع افلام بغداد عاصمة الثقافة العربية، ثم اين ي بغداد كعاصمة للثقافة العربية، اينها؟ شاهدنا الافتتاح ومعارض كتب ورسم ونقول في امان الله باي باي، هذا غير صحيح تماما، وهو يؤشر ان هنالك تخطيط غير صحيح يجري في البلاد عموما وفي وزارة الثقافة بشكل خاص، لذلك انا اطالب السيد الوزير الان ان يقرأ ما كتبت من نصيّ الفيلمين، وانا اوافق على حكمه في ان يجيزهما او لا، وانا من الممكن ان استدين واكتب في الصحف انني لا املك فلوسا لانتاج الفلمين، لكنني سأظل أكتب ان هذه الوزارة منعت انتاج هذين الفلمين في تايتل الفيلمين او انها لم تساعدني.

* من كتب هذين الفيلمين وعن ماذا يتحدثان؟
- انا كتبت الفيلمين وانا اخرجهما، الاول عنوان (العين السحرية) يتحدث عن حقوق امرأة، والاخر عنوانه (هايكو) عبارة عن 13 قصة في فيلم واحد، وانا متأكد، ولست بصدد اتهام الاخرين او بصدد النميمة، ان نتائج الافلام وخاصة الكبيرة منها التي قررت انتاجها الوزارة ستظهر بائسة جدا جدا جدا، وما يدور الان في الكواليس من كلام وما قرأته من سيناريوهات عدة لبعض الاساتذة المخرجين وجدتها بائسة، وبالتالي ان الوزارة رمت فلوسها في الشط وخلاص، فلا توجد دراية ولا دراسة ولا تمحيص ولا متابعة، حالها حال القضية الامنية، حين ان البلد الان عائش بالوشاية، يعني من الممكن ان يشي احد بآخر او مكان وتصير (الفزعة)، اا دراية وتمحيص فلا يوجد.

* ربما ان فيلميك اجلا لان الوزارة تريد افلاما عن بغداد حصرا، ماذا تقول؟
- لا يوجد مثل هذا الكلام، فهناك العديد من الافلام لا علاقة لها ببغداد، ولو راجعنا قراءة السيناريوهات للافلام المنتجة لوجدنا ان الكثير منها لا علاقة له ببغداد،

* متى كانت اخر مرة سألت فيها عنها؟
- اخرها عندما سحبوا الصلاحية من الاستاذ فوزي الاتروشي وذهبت لمقابلة اللجنة الجديدة برئاسة الدكتور حامد الراوي ووعدوني خيرا، وكان استقبال الرجل لي لطيفا ولكن فيما بعد فهمت ان السيد الوزير منع الترويج للافلام، انا الان اسأل السيد الوزير : ما ذنبي انا اتحمل خطأ الاخر، نفدت الفلوس، طيب جدوا عذرا اخر، فمن المعيب ان نتعذر بنفاد الفلوس.

* الا تعتقد ان تأجيل الفيلمين هو مجرد تسويف ربما لوشاية معينة من انك لم تطرح نفسك مخرجا سينمائيا من قبل؟
- انا اشتغلت فيلما ذهب الى اليونان ونال جائزة كبيرة عام 2005، والفيلم قبل ثلاث سنوات عرض في ايطاليا وهناك فلوس لي في ايطاليا عنه ولكن لا اعرف كيف أأتي بها، انا اعرف اشتغل افضل من كثيرين موجودين في الساحة، انا متأكد من هذا جيدا، واذا كانت وشاية كما تعتقد، فلماذا الوزارة تسمع الوشاية، وعليها ان تقول لي : تعال ما القضية، ويقرأون النص، انا اعتقد ان المسؤول يجب ان يضع اذنه في الحقيبة عندما يدخل في المكان الذي يعمل فيه، ولا يسمع احدا.

*اذن.. برأيك الخلل اين؟
- في التخطيط، بعدم الدراية والمعرفة، منح ثقة لاناس لا يستحقون هذه الثقة، منح ميزانيات لافلام لم يعرف الذين قرأوها ماذا سينتج عنها، التخطيط سريع وغير صحيح، انا الان عندما اجلب خيمة ايجارها كذا مليون دولار، اذن.. لماذا لا تذهب الى قصر المؤتمرات الذي فيه احسن مسرح، تعال خذ المسرح الوطني واعمل فيه الفعالية، فلماذا هذا الاسراف ومن ثم نحن الذين نتحمل مسؤوليتها.

*هل تعتقد ان الافلام المنتجة لبغداد عاصمة الثقافة العربية فورة ام سوف يستمر انتاج افلام اخرى؟
- انا متأكد انها فورة، لان في العموم الدولة اتجاهها ليس هذا، يعني اتجاه ليس له علاقة بالثقافة بشكل عام، فالحكومة منشغلة بالوضع الامني، ولا يمكنني ان افهم طبعا ماذا يعني (وضع امني)، هل ان الوضع الامني لا يقابله بناء؟ انا زرت بيروت، كنت ارى البناية المضروبة محوطة بحواجز ولكن مقابلها هناك بناء، فلماذا هذه الحجة من اننا لا تقدر ان نبني بسبب ان الوضع الامني خطير كما يقولون،لا يوجد اخطر من بيروت، منذ عام 1975 الى قبل سنوات القتال في الشوارع ولكن هناك بناء وشعب حيوي وشعب يركض ويبني، وليس مثلنا الذين ننتظر ان يستتب الامن الى ان نبني ونعمل مشاريع، هذه حجة غير صحيحة.

* هل يمكن للسينما العراقية ان تقوم وتتجدد في هذه الظروف؟
- السينما العراقية لا يمكن ان تتجدد الا بعد ان يأتي اشخاص ويجلسون في الاماكن الصحيحة، بمعنى ان يأتي انسان يعرف كيف يقرأ سيناريو، يأتي انسان يعرف كيف يقف خلف الكاميرا، يأتي انسان يعرف كيف يمثل للسينما، يأتي انسان يعرف كيف يسلط الضوء وهكذا، فالقضية الان ان العالم اصبح يشتغل بالصورة، نحن لا نزال نشتغل بالورق، فنحن الى الان لانعرف تقريبا كيف نعمل بالصورة للاسف.

* هل يمكن ان تحمل الدولة مسؤولية عدم وجود سينما في العراق ام جهات اخرى مثل القطاع الخاص؟
- من غيرها المسؤول؟ والدولة من الممكن ان تعمل قطاعا خاصا، فما الضير اذا ما اتت بأناس وعملت شركات مثلما كان في السابق، خذ مثلا شركة بابل، كانت قطاعا مختلطا،والدولة لابد ان تخسر في الترويج للبلد ولاعلامه وثقافته، طيب.. اذا القطاع الخاص يخاف فهو من حقه،وعلى الدولة ان تتبنى تأسيس شركات قطاع مشترك وتعطيه فلوسا ولكن على شرط ان يكون الناس الذين تعطيهم الفلوس لا يسرقون، اناس ليسوا حرامية، اناس يعرفون كيف ينجزون الفيلم بكل الفلوس، انا عندما ذهبت اخر مرة للوزارة وسألت عن الفيلم قالوا لي انت اقل ميزانية، اكرر اقل ميزانية، فهناك من طلب ملياري دينار عراقي وهناك 4 مليارات، اما انا فيمكن القول (فلاسين) قياسا للاخرين، والميزانية عملتها على قدر ما اريد، وليس على قدر ما اسرق، انا لا اعرف اسرق، بنكي هو جيبي ليس عندي فلوس في البنك، فالحكومة او الدولة عليها ان تتبنى مشاريع وتؤسس شركات وتطلب منها انتاج افلام، وهناك تجارب كثيرة منها عام 1959 في كوبا وعملت افلاما عظيمة، افلام دولة، فلنبعدها عن الايدلوجيا او الفكرة وخلي الناس تشتغل ما دام البلد ديمقراطيا.

* ربما الدولة تعتقد ان الوضع الامني يمنع الناس من الذهاب الى دور العرض وان كانت غير موجودة؟
- من زمان لا توجد دور سينما، وحتى اذا كانت هناك دور سينما فالفيلم العراقي ما كان يأتي بالجمهور الا في الخسينيات، بعض الافلام حققت ارباحا، ولكن عندما تأدلجت السينما ليست هناك ارباح،فلماذا لا تأتي الدولة بأناس وتمرنهم / خذ مثلا : محمد خاتمي عندما صار رئيسا لجمهورية ايران الاسلامية قال لا يوجد هواة ولا يوجد محترفون بل الكل يشتغلون معا، لانه عندما كان وزير ثقافة كان يعرف القضية، وايران انظرها، لا توجد منطقة في العالم لم يشتركوا في مهرجاناتها، نحن اعلامنا سياسة فقط، وكأنما نعلن للعالم اننا سياسيون، وبالمقابل نقول ديمقراطية وانا اشك ان هذا البلد فيه ديمقراطية، فلو كانت هناك ديمقراطية لاعطوني حقوقي على الاقل، لا ان اذهب واتوسل وأقف ساعة والسيد الاتروشي يخبيء كتاب الموافقة على انجاز الفيلمين، هذه قضية معيبة، فالسيد فوزي الاتروشي لا يصلح لهذا المكان وانا مسؤول عن هذه القضية، فهو لا يعرف، وليس عيبا ان يقول احدنا انه لا يعرف، انا مثلا لا اعرف مجموع ضرب 5 times; 6، فأظل افكر الى ان اقول، في الحساب انا صفر ولكن في مكان اخر انا اعرف، بمعنى ان النكوص القائم في الدولة الان لا يوجد احد يقول انه لا يعرف، هناك ثل شعبي يقول (اعط الخبز لخبازته حتى وان اكلت نصفه) نحن كل واحد يقول انه خباز، وبالتالي يطلع الخبز معفنا وحامضا.

* لماذا لا نحذو حذو ايران في مجال السينما وهي دولة اسلامية ما دامت الاحزاب الدينية تحكم العراق؟
- اولا الشعب الايراني يختلف عن الشعب العراقي بشجاعته واصراره والهمة الموجودة لديه، نحن ربما جزء كبير من الشعب كسول، يعني انه لا يعرف كيف يحتج على الاقل، انظر الان : الضغط الذي يمارس على الناس،شوارع تقطع ولا احد يعرف، فيما هناك الحكومة تبلغ الناس او الناس تحتج، اكثر شعب مورس عليه الضغط من عام 1968 الى حد الان هو الشعب العراقي ولكنه لم يطلع يوما محتجا، وحتى اذا احتج فلساعات قليلة ويهدأ، الان العالم يمكن عرف علتنا واعطانا (الفيس بوك) لنشخبط عليه وننام وخلص الموضوع، فالفضية هي كيف تحرج الاخر، الشعب الايراني يحرج، الفرد الايراني شجاع.

* هل ان الحكومة العراقية لا تنظر الى اهمية السينما كما تنظرها اليها ايران مثلا؟
- لا.. لا تنظر، ايران شعب عايش في السينما، لا علاقة له بالدين، انظر اهل محافظة العمارة يحبون السينما يتأثير ايران، واهل الموصل يحبون السينما بتأثير سورية ولبنان، لذلك تجد جمهورا هناك يحب السينما اكثر من اهل بغداد، نحن لا نعرف السينما او نعتبرها حاجة كمالية لكن الان العالم يغير معالمه وقوانينه بالمسرح والسينما.

* عودة الى موضوع الفيلمين، اذا ستفعل لما ان لم تنتجهما الوزارة؟
- انا حائر الان، فليس لدي فلوس لكي انتجهما وانتظر مساعدات لا اعرف من اين، والا ستذهب، انا الان انجز فيلما وثائقيا وهو غير مكلف، اعمل جزء منه مع ابني في البيت، وانا لدي من 2003 الى 2013 ما قدمته للبلد وكيف عاملني البلد بقسوة.

* ماذا تقصد بعاملك البلد بقسوة؟
- انا انقذت ارشيفا كبيرا تابعا لدائرة السينما والمسرح، وهذا صار اتهاما ضدي، من قبل الدولة كاملة، على الرغم من ان الوزارة اعطتني كتاب شكر ومكافأة مادية، ولكنني اتهم بوشاية بائسة وادخل محاكم ومن ثم ابرأ، والحاكم في الاخير يقول لي : ابني انصحك نصيحة : لا تصير وطنيا، هذا كلام القاضي واعطني كتاب التبرئة، وكنت ممنوع من السفر ومطلوب من قبل الشرطة الاتحادية، انه امر ؤسف، فأنا امضيت حياتي لم اهتف لاحد ولم اتدخل بشغل احد، اعرف القانون جيدا ولكن المؤلم كيف انك تقدم خيرا وتعامل بهذه الطريقة القاسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف