قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بداية ومن أجل أن نعرف قيمة الكتاب لابد من أن نتعرّف على المؤلف سعدون الجنابي فهو من مواليد بغداد عام 1947 أكمل دراسته في جامعة بغداد - كلية اللغات- قسم اللغة الانكليزية ونال شهادة الماجستير في الترجمة الفورية سنة 1982 من جامعة" هاريوت واط" في أدنبرة - إسكتلندا ببريطانيا.وتأتي قيمة كتابه "تحت لهيب الحرب.. مذكرات صحفي عراقي 1990 -1992" (عن مطابع دار الاديب - عمان - الاردن)،الذي يقع في 28 فصلا ويحتوي على 223 صفحة من الحجم العادي ويتناول فيه عملية غزو قوات صدام حسين للعراق يوم 2/8/1990 وما نتج عنها من تداعيات وإنتكاسات أنه أشرف بنفسه وبشكل مباشر وميداني على عمل الصحفيين والشبكات الاعلامية والاجنبية في العراق المكلفة بتغطية ما سمي بـ ( حرب الخليج 1991) . إذ يقول المؤلف" كان من واجبي مقابلة كل صحفي يدخل العراق والتعرف منه على ما يرغب أو ترغب شبكته أن تقوم في العراق واللقاءات والحوارات التي يرغبون في إجرائها مع المسؤولين ومناقشة طلباتهم تفصيلياً" ويقول الجنابي" فعلى مدى الفترة من آب 1990 وحتى كانون الثاني 1991 أي على مدى 210 أيام أو 5040 ساعة، كان يتواجد في العراق حوالي 750 صحفياً وصحفية ومراسلاً تلفزيونية ومنتجاً وفنياً يمثلون شبكاتهم وصحفهم التي تنتمي الى 43 دولة أجنبية منها 14 دولة عربية" ويضيف الجنابي" كان أول واجب أكلف به هو قيادة مجموعة من الصحفيين والمراسلين العراقيين المعتمدين لدى وكالات أنباء وصحف أجنبية الى الكويت . حيث وصلنا الكويت يوم 4/8/1990 وقمنا بجولة فيها وكانت الطامة الكبرى حيث لا محلات ولا مطاعم مفتوحة. يقول عن إحتجاز الرهائن الغربيين في العراق ووضعهم كدروع بشرية في المواقع الحساسة الاستراتيجية والصناعية أنه قام الصحفيون الامريكيون بتذكير شعبهم بمأساة إحتجاز الرهائن الامريكان لمدة 444 يوماً في السفارة الامريكية بطهران يوم 4/11/1979 ". ويضيف المؤلف بأن أعداد الضيوف الرهائن رسمياً هو 93 أمريكياً و20 يابانياً و77 ألمانياً و60 فرنسياً و301 بريطانياً . اما في الكويت فهناك 600 - 700 أمريكي إضافة الى 300 أمريكية متزوجة من عراقي" . ثم يتحدث المؤلف عن الوساطات العربية والدولية الذين زاروا بغداد والتقوا صدام حسين مطالبين بالافراج عن الرهائن كادورد هيث رئيس الوزراء البريطاني الاسبق وفيلي راندت مستشار المانيا الاسبق ورامزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق والملاكم العالمي محمد علي كلاي وأحمد بن بيلا الرئيس الجزائري الاسبق وغيرهم" ويتحدث الجانبي عن تدخل عناصر المخابرات العراقية في الشأن الاعلامي إضافة الى إرسال المخابرات لعدد من مترجميها بمعدل ثلاثة مترجمين للغات الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية والروسية للعمل في المركز الصحفي. وعن قصف ملجأ العامرية يتحدث الجنابي فيصفه بـ ( هيروشيما العامرية). ويقول " بذلك اليوم الاسود الذي إستشهد فيه أكثر من 403 من أطفال ونساء وشيوخ من المدنيين ومن سكنة منطقة العامرية يوم 13/2/1991 حين وجه المعتدون قنبلتين تكون إحداهما من النوع الحلزوني القادر على إختراق الجدران السميكة الكونكريتية وأن تدخل الثانية من ذات الفتحة التي تعملها القنبلة الحلزونية الاولى في السقفين، الاول والثاني للملجأ وبذلك يقتلون كل من في الداخل". وعن عملية تبادل الاسرى الطيارين الذي سقطت طائراتهم فوق الاراضي العراقية جراء المقاومات الارضية يقول سعدون " في صباح يوم 1/3/1991 تمّ إبلاغنا بالتوجه الى فندق" السدير نوفوتيل" لتصوير عملية تبادل أسرى الحرب من الطيارين العرب والاجانب من قوات دول العدوان الذين أسقطت طائراتهم بنيران المضادات العراقية والذين كانوا محتجزين في مقر دائرة الانضباط العسكري في الجهة الجنوبية من معسكر الرشيد . وعند وصول الصحفيين والمرافقين العراقيين وقمنا بتصوير عملية تسليم الطيارين الاسرى وكانوا جميعا باللباس الاصفر البرتقالي وأعتقد أنها ملابس الصليب الاحمر الدولي، وقام ممثلو وزارة الدفاع العراقية بتسليم هؤلاء الى ممثلي هذه المنظمة الدولية بحضور ممثلي وزارة الخارجية العراقية. ونقلاً الصحفي ميشيل الحاج يذكر أنه سمح للصحفيين بمقابلة الطيارين الذين أكدوا في حديثهم أنهم بحالة صحية جيدة وأن معاملتهم وحتى تغذيتهم كانت جيدة. ويذكر أحد المرافقين أن أحد هؤلاء الطيارين كانت طائرته قد أسقطت في منطقة غرب السماوة الصحراوية بين تجمع لقبائل البدو بنيران المضادات العراقية ونجح في قذف نفسه بالمظلة في منطقتهم وعندما أقترب البدو منه كان في حالة إنهيار وقام بتسليم مسدسه لهم وتوسل اليهم أن لا يقتلوه فقاموا بتطمينه وأعدوا له وجبة عشاء وقضى الليل معهم الى أن جاءت مفرزة عسكرية عراقية وتسلمته وقد شكرهم كثيرا وبقي مندهشا لأنهم رفضوا أخذ أي مبلغ نقدي لقاء ما قاموا به". ويتحدث الجنابي عن تحركات صدام حسين خلال الـ 43 يوماً من الحرب فيقول من خلال اشرطة الفيديو التي كانت تصلنا عن نشاطاته الرسمية والشعبية ومن تلك الاشرطة تأكد لنا أنه زار صباح يوم العدوان 17/1/1991 وبقي هناك حتى اليوم التالي".ثم يستشهد المؤلف بكتاب " المنازلة الكبرى وقائدها ... المقدمات والواقع " تأليف حميد سعيد وعبد الجبار محسن وعبد الامير معلة. الذين إستمعوا الى شهادات كبار المسؤولين الذين عملوا عن قرب بمعية صدام حسين عن تلك الليالي الثلاث والاربعين ، كما إستمعوا الى شهادات كل مرافقيه ورجال حمايته عن خصوصيات الدقائق التي عاشها، كما إطلع المؤلفون على كل الرسائل السرية للرئيس الى القيادة العامة للقوات المسلحة وصقور الجو ورجال الصواريخ والدفاع الجوي والسادة المسؤولين من وزراء كل في مجال عمله، كما إطلعوا على كل ما دار من نقاشات في غرف العمليات ببغداد والمحافظات كافة. ويشيرون الى أن الرئيس صدام كان يقوم بجولات بين المواطنين خلال تلك المرحلة حتى وهو منهمك في مهامه الى أقصى حد ويمضي من مهمة الى مهمة وكان كثير التنقل ويطلع على الكثير من الحالات التي تلفت الانتباه وكان يقيم في أحد بيوت الرئاسة على كورنيش الاعظمية قرب مرسى الزوارق السياحية ".