ملفات مهمة أمام إيناس عبدالدايم لإعادة الهوية الوطنية
عازفة الفلوت حلّت وزيرة للثقافة في كرسي من طردها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تحل عازفة (الفلوت) العالمية الدكتورة إيناس عبد الدايم مكان الدكتور علاء عبد العزيز الذي كان طردها من مركزها كرئيسة لدار الأوبرا وزيرة للثقافة، وكان قرار عبدالعزيز قاد الى الاعتصام الشهير الشهر الماضي وامتد لأسابيع للمثقفين المصريين احتجاجاً.
نصر المجالي: بعد تسميتها لحمل حقيبة كأول سيدة لتولي منصب وزيرة الثقافة، رفضت الدكتورة عبدالدايم الإدلاء بتصريحات للصحفيين المتواجدين بمقر مجلس الوزراء، قائلة: "قبلت المنصب وسأدلى بتصريحات عقب حلف اليمين".
وقرار وزير الثقافة السابق في عهد الإخوان كان له ردات فعل داهلية وعلى مستوى عالمي حبث أعلنت كل من دار الأوبرا فى باريس وبراغ عن توقف عروضها اعتراضاً على إنهاء انتدابها من مهمتها، كما أدانت اليونسكو هذا القرار، كما علقت أوبرا عايدة لأول مرة فى تاريخها فعالياتها لحين إقالة علاء عبد العزيز، وعودة إيناس عبد الدايم، واستمر الاعتصام وتعليق الفعاليات حتى عادت إيناس عبد الدايم وزيرة للثقافة بدلاً من رئيس دار الأوبرا المصرية.
وعلى الفور عبر الروائى والكاتب الكبير جمال الغيطانى عن سعادته باختيار الدكتورة إيناس عبد الدايم كأول سيدة وزيرة للثقافة، وقال إنها فنانة كبيرة نأمل أن تضع الثقافة المصرية المشحونة الآن بطاقة جبارة خاصة بعد 30 يونيو/ حزيران على المسار الصحيح.
وقال جمال الغيطاني، في تصريحات خاصة لـصحيفة (اليوم السابع) أنا شخصياً سأضع كل خبرتى كروائى وكاتب صحفي تحت أمرها، للنهوض بالثقافة، وأتمنى أن تعيد لمصر حضورها العالي، خاصة أن لديها خبرة عالمية، واسمها معروف فى الخارج.
وأوضح الغيطاني، أن أول ما يتوجب عليها فعله هو جعل الثقافة تعبر عن الواقع القائم، وتصلحه، لأن جوهر المعركة ضد الإرهاب، يعتبر معركة ثقافية، ومواجهة المفاهيم المغلوطة، كما أكد أن من أولوياتها أيضاً الاهتمام بالثقافة الجماهيرى، وإعادة النظر فى القيادات الثقافية الحالية، لاسيما هيئة الكتاب، ودار الكتب، وقصور الثقافة، عليها أيضاً التركيز على مشاكل الكتاب المصرى، ونشر إنتاج الثقافة الجديد الذى انبعث من الثورة، واستحضار الثورة فى الواجهة.
عازفة الفلوت العالمية
وإيناس عبد الدايم، عازفة الـ"فلوت" العالمية بدأت دراستها فى سن مبكرة بكونسرفتوار القاهرة، وبعد حصولها على البكالوريوس بدرجة "امتياز"، سافرت فى منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير عام 1990، فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف فى "آلة الفلوت" من المدرسة العليا للموسيقى بباريس.
وخلال فترة دراستها حصلت على: الدبلوم العالى للتدريس فى آلة الفلوت (بالإجماع) 1984، والدبلوم العالى فى الأداء لآلة الفلوت بالإجماع 1985، والدبلوم العالى لموسيقى الحجرة بالإجماع وإشادة لجنة التحكيم 1986، الدبلوم العالى للعزف المنفرد فى موسيقى الحجرة 1988، الدبلوم العالى للعزف المنفرد فى آلة الفلوت 1989.
وقدمت إيناس عبد الدايم العديد من الحفلات المتنوعة خلال حياتها الفنية، منها: حفلات موسيقية فى مناطق عديدة بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الحفلات مع أوركسترا اليونسكو الدولى بباريس وكذلك حفلات الصولو مع أوركسترا كونسرفاتوار القاهرة - وأوركسترا القاهرة السيمفونى- وأوركسترا الحجرة المصرى.
كما قدمت العديد من الحفلات "الصولو" فى عدة بلدان أوروبية وعربية مثل: تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكوريا الشمالية والمغرب وتونس والإمارات واليونان والجمهورية العربية السورية وسلطنة عُمان.
وقدمت الدكتورة عبدالدايم العديد من البرامج الإذاعية التى كان من أهمها فى Radio France بباريس، كما قامت بالاشتراك فى تسجيل أعمال المؤلف المصرى الراحل "جمال عبد الرحيم" فى ألمانيا والقاهرة.
مسابقات وجوائز
واشتركت إيناس عبد الدايم فى العديد من المسابقات الدولية والمحلية: فحصلت على الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا عام 1982، والجائزة الثانية من المسابقة العامة للموسيقى والفن الدرامى بفرنسا، وعلى شهادة تقدير فى المسابقة العالمية للفلوت بمدينة كيبا باليابان، وعلى جائزة الإبداع بأكاديمية الفنون- وزارة الثقافة، وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون.
ووجهت الدعوة لإيناس عبد الدايم كأستاذ زائر أكثر من مرة بفصول الامتياز، منها على سبيل المثال: دمشق بالجمهورية العربية السورية وعمان بالمملكة الأردنية والكويت. كما قامت بتمثيل جمهورية مصر العربية فى مهرجان أوركسترا البحر الأبيض المتوسط، بمارسيليا وكانت أول مصرية تشارك فى هذا التجمع.
كما قامت إيناس عبد الدايم بتمثيل مصر فى أكثر من مهرجان دولى منها مهرجان نانت للفنون بفرنسا عام 1995، وكان آخرها مهرجان الرباط للفنون بالمغرب ومهرجان سالونيك للمرأة المبدعة فى اليونان. وقامت فى عام 1999، ولأول مرة، بتأسيس "فصل دراسى لتعليم آلة الفلوت" للأطفال فى سن مبكرة لتنمية المواهب بدار الأوبرا.
وأشرفت على العديد من الأبحاث العلمية للحصول على درجة الدكتوراه والماجستير فى الفنون بالعديد من الجامعات والمعاهد المصرية. كما قامت بالمشاركة فى إعداد المناهج الدراسية التعليمية فى مصر وبعض البلدان العربية. وهى المستشار الفنى لأوركسترا النور والأمل، وهو أوركسترا مصرى للكفيفات.
وحصلت إيناس عبد الدايم على جائزة أبرز عشر نساء فى مصر لهذا القرن فى مارس 2000. ونالت كذلك، فى عام 2001، جائزة الدولة التشجيعية للفنون.
وشغلت منصب مدير أوركسترا القاهرة السيمفونى وعميد المعهد العالى للكونسرفتوار 2004-2010 ونائب رئيس أكاديمية الفنون بالقاهرة لعامى 2010-2011. وكلفت بالإشراف الفنى على جمعية النور والأمل للكفيفات بمصر الجديدة (عمل تطوعى) منذ عام 2008 وحتى الآن.
دار الأوبرا
وشغلت إيناس عبد الدايم منصب رئيس هيئة المركز الثقافى القومى "دار الأوبرا المصرية" اعتباراً من عام 2012 حتى جاء الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة السابق، فى حكومة الدكتور هشام قنديل، فى عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين، وقام بإنهاء ندبها بدون إبداء أية أسباب فانطلقت شرارة اعتصام رموز الحركة الوطنية بمقر وزارة الثقافة بالزمالك، حتى تمت الإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين متمثلاً فى رئاسة محمد مرسى.
كما تم اختيار إيناس عبد الدايم عام 2013 لعضوية مجلس إدارة مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية بترشيح من مجلس المكتبة الاستشارى تقديراً لمكانتها الفنية التى تتمتع بها.
كما وقعت العديد من بروتوكولات التعاون الفنى والثقافى بين دار الأوبرا المصرية ومختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية منها شركة مصر للطيران، صندوق التنمية الثقافية وكلية التربية الأساسية بالكويت. وتم تكريمها فى العديد من المحافل الفنية والثقافية المهمة، منها: تكريم من سونج أيقوه سفير الصين بمصر باعتبارها أول رئيس امرأة لدار الأوبرا المصرية بعد الثورة وأفضل عازفة فلوت على مستوى العالم وذلك خلال "مؤتمر القمة العربية الصينية الأول للمرأة" الذى أقيم بالقاهرة نوفمبر 2012.
كما نالت الدرع التذكارى لكلية التربية الأساسية بدولة الكويت من الدكتور عبد الله المهنا رئيس الكلية تقديراً لدورها وإنجازاتها فى دعم وتنشيط الفنون الرفيعة والجادة فى ديسمبر 2012.
وتم تكريمها فى يوم المرأة العمانية عن مجمل أعمالها ومشوارها الفنى والإدارى الذى تجاوز الثلاثة عقود وكنموذج للمرأة المصرية صاحبة الدور البارز والمؤثر فى المجتمع وباعتبارها ضمن أهم الشخصيات النسائية الفنية البارزة فى مصر والوطن العربى وذلك خلال احتفالات السلطنة بهذه المناسبة فى أكتوبر 2012 . وكُرمت أيضاً من هيئة كير الدولية بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، ضمن عدد من السيدات اللائى تم اختيارهن نظراً لدورهن البارز والمؤثر فى المجتمع المصرى منهم فى مارس 2012. كما شهد لها العديد من الكتاب والصحفيين المصريين والعرب وبعض الدول الأجنبية بكفاءتها الإدارية ومهاراتها الفنية بمقالاتهم عبر الصحف الصدارة فى جمهورية مصر العربية والخارج.
ملفات مهمة
ويقول مراقبون مصريون إن أول الملفات التى ستجدها الدكتورة إيناس عبد الدايم على مكتبها، بمقر وزارة الثقافة، بعد حلف اليمين، هو رد كرامة وزارة الثقافة التى اتهمها علاء عبد العزيز، بأن نسبة الفساد فيها تخطت الـ60%، والنظر فيما كان يدعيه دومًا من امتلاكه للعديد من الأوراق التى تحوى تهم فساد مالى وإدارى، قبل تحويلها للجهات المختصة للنظر فيها.
ويرى هؤلاء أن مهمة الوزيرة الجديدة تتمثل أيضا في إعادة وتأسيس الهوية والثقافة المصرية بشكل عام بعد الخراب الذي تسبب فيه جماعة الاخوان ووزيرهم السابق الذي نفذ خلال فترته القصيرة خطة شيطانية لتدمير الثقافة والهوية المصرية وأساء إلى المثقفين وفرض ثقافة مغيّبة مدمرة مزيفة للوعي ومشوّهة للوجدان.
لكن أهم الملفات، حسب صحيفة (اليوم السابع) التي يجب أن تعمل عليها وزيرة الثقافة الجديدة قبل إعادة البيت الثقافي مرة أخرى هو إقصاء وتنظيف الوزارة والهيئات الثقافية من جميع العناصر الاخوانية أو الموالية للاخوان حتى لا يتسببوا في إفساد الحياة الثقافية مرة أخرى فطالما ظلوا في مناصبهم لن يتورعوا عن تنفيذ كل المخططات التي ستدمر الثقافة والهوية المصرية التي كشفتهم وفضحت الاعيبهم لتدمير البلد لصالح الأهل والعشيرة كما حاول احد العاملين في تحويلات مترو الإنفاق الذي كاد أن يتسبب في كارثة باللعب في إشارات التحويلات لتصطدم القطارات ببعضها البعض فتقتل الآلاف من الناس وهذا بسبب اعتراضه على عزل مرسى .
ومن أهم الملفات التي يتعين على الوزيرة عبدالدايم أن تعمل عليها وزيرة الثقافة فور توليها المنصب هو عمل لجنة وطنية متخصصة لجرد محتويات دار الوثائق المصرية لمعرفة المستندات والوثائق التي تردد انه تم سرقتها في الفترة الماضية والوقوف على حقيقة الوثائق التي باعوها لدول أجنبية ومعرفة مدى التزييف الذي قاموا به للعب فى التاريخ المصري لصالح الجماعة.