ثقافات

البرنامج الثقافي لمعرض العين تقرأ 2014

فضاءات الكتابة الإماراتية في حوارات كتابها وكاتباتها

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&واصل البرنامج الثقافي لمعرض "العين تقرأ 2014" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، اللقاء والحوار المفتوح مع المبدعين الإماراتيين من الروائيين والشعراء والفنانين، الذين أضاؤوا جوانب ثرية في تجاربهم الإبداعية سواء بداياتها أو مراحل تطورها، وناقشوا رؤاهم وهمومهم حول المشهد الإبداعي والثقافي في الإمارات. &
إيمان محمد وبوشليبي حوار بين جيلينشارك الأديب ماجد بوشليبي والشاعرة والصحفية إيمان محمد في ندوة حملت عنوان "حوار بين جيلين: اختلاف المشهد الثقافي ومسوغات دوافعه القديمة والجديدة"، أدارتها الشاعرة الهنوف محمد، وقد بدأ بوشليبي المعروف بكتاباته المتنوعة منذ وقت مبكر، في القصة القصيرة والمقالة الصحافية والتأليف المسرحي والبحث الفكري والاقتصادي، حيث قسّم الحراك الثقافي في البلاد إلى ثلاثة فترات زمنية هي قبل الاتحاد، ثم الثمانينات من القرن الماضي، وتليها التسعينات إلى الوقت الحالي.&وأكد أن "كل فترة لها مسوغاتها ومعطياتها المختلفة، فالفترة الأولى كان أحمد بن ماجد وأراجيزه والماجدي بن ظاهر مع شعره الشعبي العميق، وهو الوقت الذي أسس فيه بعض التجار والأعيان كيانات ثقافية وأدبية في الهند، حيث محطة تجارتهم، كما أقيمت أول مكتبة عامة وأولى المدارس النظامية في الشارقة ودبي وأبوظبي، ومع المدارس بدأ التكوين الثقافي يتشكل وظهرت المجلات وصحف الحائط التي عززت الأمر".&أما مرحلة الثمانينات فهي التي شهدت نقلة، كما قال بوشليبي "بدأت تتكون السياسات الثقافية مع مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ". "كفانا من ثورة الكونكريت ولنلجأ إلى بناء الإنسان"، فنظمت مهرجانات الفنون ومعرض الكتاب في الشارقة، وتلتها مهرجانات الطفولة وغيرها. وجاءت مبادرات فردية أخرى ولكنها مؤسسة على مشاريع ذاتية للمبدعين".&ومن جانبها أكدت الشاعرة والصحفية إيمان محمد وصاحبة ديوان "إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر" أن التغير والاختلاف هي سمة حتمية للأشياء حولنا، وقالت "في واقعنا السريع الإيقاع، من الأفضل أن أصف المجتمع الإماراتي بأنه شديد التغير، إذ تحول من مجتمع بسيط أو أقل من بسيط يعتمد على صيد السمك والغوص على اللؤلؤ، إلى أحد أكثر الدول المصدرة للنفط دفعة واحدة، كما أنه مجتمع انتقل من النظام القبلي إلى نظام الدولة الحديثة بشكل سريع أيضا، وهذه التحولات الكبرى أثرت على كل مناحي الحياة منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ولا تزال حاليا، وشكلت مناخا خصبا للإبداع".&وأضافت "تلت فترة الثمانينات الذهبية فترة جمود في التسعينات، تأثرا بالأوضاع السياسية، فيما استمر رواد الثمانينات في انتاجهم الكتابي، واللافت أن الفنون &التشكيلية ظلت طوال الوقت هي الأكثر نضجا ووضوحا في التعبير مع التنوع في المدارس الفنية والطروحات التي تلامس المجتمع، أما المسرح، ظل في محله موسميا على كثرة الفرق المسرحية، إلا أنها تعمل مرة أو مرتين في السنة، مع ضعف في بعض المكونات الأساسية مثل الأداء التمثيلي، فيما تشهد الكتابات الروائية الشابة فورة ملحوظة غير أنها غير مؤسسة وليس لها خطابها الخاص، بل يعتريها الاستعجال والاغراق في الذاتية، وكأنها تجارب لاتتراكم على ما سبقها ولا تتحاور مع الجيل السابق وتضيف له".&وذكرت إيمان أن هذا يحدث في ظل تراجع الصحافة الثقافية وانحسار الكتابات النقدية التي تقيم هذه الكتابات، ودعت إلى ايجاد مواقع للتحاور بين الأجيال والاستماع إلى الأصوات الجديدة والأخذ بيدها.&البادي والنيادي يكشفان تأثر البيئةوناقش الروائي سعيد البادي والفنان المسرحي ياسر النيادي "تأثير البيئة على الكتابة الأدبية في مدينة العين" حيث أشار البادي أن العين تعتبر مدينة الحدائق، والواحات اليوم، لكنها كانت قرى متناثرة وصحراء في السابق، وهو الواقع الذي يؤثر أكثر في الكاتب والمبدع، وأضاف "هناك عوامل كثيرة في التنشئة والطفولة تلعب دورا في تكوين المبدع، فمخزون الطفولة والتربية يذهب إلى منطقة اللاوعي ولاحقا يظهر في الإبداعات... وعندما خرجنا من القرية إلى المدينة واجهنا مزيجا من الثقافات والبشر قد يتخالطون أو يتلاطمون، وهذا يفتح آفاقا أكثر لاستكشاف والتوغل في المجتمع".&وعن تجربته الشخصية مع الكتابة والتي أفرزت روايات "رحلة في بلاد النارين"، و"مذكرات رحالة" و"مع ملائكة مكة" و"المدينة الملعونة"، قال "ظل الدافع الخفي الذي يحثني على المزيد من الاستكشاف والبحث، واستفدت في ذلك من تجربتي الصحفية، كما أني بقيت أحاول تحقيق رؤيا أمي وهي حامل بي حيث حلمت بأنها تحمل كتابا، في وقت لم تكن فيه مدارس للنساء، وعندما كبرت وجدتني أقرأ كثيرا وما أتعلمه في المدرسة أعلمه لوالدتي حتى أصبحت القراءة فعلا يوميا، والقراءة هي ما يمكننا من اللغة التي تصبح مثل السحر لاحقا.. وفي كل كتاباتي ظلت مدينة العين بين الظلوع ونقلت العديد من أجوائها وشخصوها".&ويعتقد البادي بأننا نشهد ندرة المنتج الأدبي الكبير في الإمارات، مع أن إحدى روايات علي أبو الريش، صنفت ضمن أفضل 100 رواية عربية قبل سنوات، وهذا دليل على أننا نستطيع الوصول إلى العالمية، فالإبداع ليس له جنسية والمبدع إنسان قبل أن يكون أي شيء آخر.&&أما الفنان ياسر النيادي الذي تتنوع تجربته الإبداعية ما بين التمثيل على المسرح والتلفزيون والسينما، والتقديم التلفزيوني، فشرح أنه نشأ في قرية طرفية في العين، تعرف بأم غافة، تتميز بنسق اجتماعي كان يعتقد انه مختلف عن وسط العين، حتى قرر والده نقله إلى مدرسة وسط المدينة، حيث يتنوع الطلبة وبينهم طلاب عرب أيضا، فكانت بمثابة تجربة اكتشاف دون الكثير منها وقد تكون مشروع كتابة لاحقا.وأضاف النيادي "ربما مدينة العين حكاية لم تسرد بعد، وقد أثرت بي العديد من التفاصيل التي لا تزال في أعماقي مثل يوميات جدتي، وتهيأ والدي للذهاب إلى المعسكر، وانتظاري للسائق الباكستاني ليوصلني إلى المدرسة البعيدة، وجدى في الضحى الصامت.. وفي أم غافة تحركت أول كاميرا بين يدي في محاولة لتصوير فيلم أبطاله أبناء عمي وأبناء الحي.. ولايزال هناك حلم صغير في داخلي للحصول على أفضل أوسكار لفيلم أجنبي..".
المنصوري بين الشعر والروايةوحول تجربتها الشعرية والسردية، كان اللقاء مع لولوة المنصوري التي كشفت أنها بدأت في كتابة الشعر في بداية مسيرتها الكتابية، فصدر لها مجموعة شعرية بعنوان "ممشى الضباب" تلتها مجموعة أخرى بعنوان "الفضاءات البكر"، وتشجعت بعد ذلك في تقديم نتاجاتها السردية المكتوبة مسبقا إلى النشر في عام واحد، فصدرت لها رواية "آخر نساء لنجة" والمجموعة القصصية "قبر تحت رأسي" و "القرية التي تنام في جيبي" ورواية "خرجنا من ضلع جبل" وحصلت كتاباتها على جوائز مختلفة وأطلق عليها لقب حاصدة الجوائز.وقالت المنصوري "في كتاباتي السردية كنت اتساءل مع نفسي هل أستطيع أن أفصل الشعر عن السرد، وأعلم أني في أول رواياتي "آخر نساء لنجة" وقعت في مطب اللغة.. وقد اتجهت إلى كتابة الرواية لأن الشعر لا يتيح الغوص في التفاصيل العميقة في دواخل النفس، والغزارة في الإنتاج توقع في التكرار، وبعد الإنفجار الكتابي الذي مررت به اخترت حاليا الصمت والتأمل والتروي حتى أكسب تجربتي غنى".&ورأت المنصوري أن تنقلها بين أجناس أدبية متنوعة من شعر وقصة قصيرة ورواية يخضع لمزاجها الأدبي ومدى إلحاح الفكرة عليها، وهذا أمر &يختلف من كاتب إلى آخر، وقالت "قبل الشروع في الكتابة تنتاب الكاتب شكوك وتساؤلات وقلق، ووفق مدى التمرد الذي يحرك الكاتب يضع خطة لكتابة العمل بعد أن تفرض عليه الفكرة الشكل الكتابي، واعتقد الكتابة خارج المزاج الكتابيسينتج عمل عادي جدا".&كاتبات في مواجهة الجمهور لأول مرةوفي جلسة حوارية منفصلة استضاف البرنامج الكاتبتين نادية النجار، صاحبة رواية "منفى الذاكرة" ولطيفة الحاج، صاحبة عدة اصدارات منها "الغيمة رقم 9" و"زر في ياقة" وغيرها، وقدم الكاتبتين الشاعر طلال سلامة في جلسة تواجه فيها المؤلفتين الجمهور لأول مرة. حيث قالت النجار أن اسم روايتها جاء من سياق الحكاية القائمة على امراة تكتب تفاصيل حياتها منذ الطفولة وحتى نهايتها في حافظة الكترونية وتلغيها حتى تهرب من ذكرياتها، وترى نادية أن الكاتب يجب أن يتحلى بالدقة ويحسن الاختيار ما دام سيظهر ويكشف أفكاره للناس، واعتبرت أن &بعض الأفكار يصعب التعبير عنها أو لا يوجد وقت كافي لتدوينها.&أما لطيفة الحاج فكشفت أنها خاضت تجربة النشر الذاتي عندما طبعت مجموعة من مقالاتها العامية الساخرة ووزعتها بنفسها، وهي تجربة صعبة لا تشجع عليها، إذ وجدت في تجاربها التالية سهولة أكثر في الطباعة والنشر والتوزيع عبر اجراءات مهنية ميسرة ومنظمة، وترى لطيفة أن الكاتب لا بد أن يتاثر بمحيطة والمواقف التي يعيشها والأشخاص حوله، فقد استلهمت الكثير من شخصيات قصصها من أشخاص حقيقيين.&أمسية شعرية لزينب عامر وعلي الشعاليوختم البرنامج الثقافي فعالياته بأمسية شعرية جمعت بين الشاعرة زينب عامر صاحبة ديوان "ارتباك الشمس" والشاعر علي الشعالي صاحب عدة دواوين شعرية مثل "نحلة وربابة" و"وجوه وأخرى متعبة" و"للأرض روح واحدة" وقدمتهما الإعلامية إيمان محمد.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف