ثقافات

ملكون ملكون: حياة ضئيلة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الى الذاكرة تصعد الأسئلة الغريبة و الاستفزازية... و من البصيرة تسقط الأقنعة و ينبدد الغبار و تنجلي الصورة...
ما الذي يمكن ان يفعله الهارب من أعباء الوطن؟؟.
يهدأ تركد أحلامه كفنجان فهوة يبرد و يبرد حتى يجف سواده... يصبح بارداً... صقيعياً... محنطاً....
يتابع الاخبار العاجلة على اريكة الغربة بتململ.. يتعاطف و يتفاعل لدقائق ثم يُسقط الخبر العاجل في عمق النسيان.... يتململ عند النافذة بعد ان فقدت اطلالة المشهد إبهارها... يتفحص بريده الورقي يومياً بانتظار إذن الدخول للعالم الجديد....
تحنيط لكن ما قبل الموت... ما قبل الشهقة الأخيرة...
تحنيط لكل شيء وسط إيقاع هادئ كأنه يمشي على وقع لمسات أصابع عازف بيانو ملَّ من رتابة جمهوره....
بهجة الروح تتضاءل...
ذكريات الزمن تتضاءل...
لهاث الأيام يتضاءل...
ما الذي يحدث؟؟!!
كيف أصبحت الحياة ضئيلة هكذا؟؟!!!
كأن يداً عابثة امتصت بريقها قطرة.. قطرة و استيقظ الجميع من حلم الأوطان... كذبة الأوطان... افتراضية الأوطان، ليجدوا أن مَن باعهم الوهم لايزال يزهو بوهمه، و مَن سرق عمرهم و احلامهم لا يزال يغرق في بحر دمائهم، و مَن اختصر التاريخ و الجذور بشخصه لا يزال يقتات من وجعهم و شتاتهم و تيههم....
ملايين السوريين خارج وطنهم لا يجدون من حياتهم السابقة سوى الذكريات التي تكاد تنفذ و التي استحالت مع الزمن لصورة تجمدت فيها ملامح الناس و ابتساماتهم و ضحكاتهم و تحولت لذكرى كانت مبهجة فأضحت لحظة مريرة توقف فيها الزمن على اعتاب سماء أو بحر أو صحراء حملت الناس من أسرّتهم الدافئة الى حياة ضئيلة شاحبة كالأصفر الذي يوشح جدران البيوت و اسقفها في منافي اختارتهم لتقول لهم كلمات ضئيلة ايضاً... (أهلاً بكم في قلق الاسرّة الوثيرة).

كاتب سوري مقيم بالسويد

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اسلوبك ممل
حجازي -

سيدي العزيز كتابتك مملة و اسلوبك غير شيق , اظن انه لا يبقى لك سوى التعب و الارهاق . تقبل تحياتي

اوجاع الوطن
فتح الله قس حنا -

كم استمتعت بقراءة المقالة اعلاه ،اسلوب رصين واقعي الى ابعد الحدود ،متماسك منمق خادم الموضوع بشكل حقيقي ، جعلنا نلمس جراح الوطن والام الغربة معا ، في كلمات قليلة معبره ، والموضوع ليس كتعليق الحجازي السطحي الذي لم يصله اطلاقا ٠شكرا لك والى المزيد ٠

عناوين صحفية
عبد الكريم البليخ /النمسا -

صور جميلة وتستحق القراءة، ولكن بالمقابل أشك أن ما ذهبت اليه، ورسمت صوره بحرفية الكاتب، وطيبته، وهوسه بالترحال، هي عناوين صحفية أردت أن تغنينا عنها من بين العديد من الصور اليومية التي لازال الكثير من روّاد الأزمة التي يعيشها الوطن يقتاتونها، وبحاجة الى ذراع حديدية للخلاص من رمادية الحياة التي تسبقنا الى الزمن اللاحق. زمن التحدّي، وقد يكون الضياع الذي تتصارع عليه، الدول اللعينة التي احتضنت الارهاب، وروّعت معه الناس، في دول عربية وغيرها، وهذا ما قرأناه وسمعناه وشاهدناه من خلال بروز الكثير من الصور التي تتغنى، ولا تزال بالاسلام، وتوصمهم بالاساءة، وهم منها براء ، كما أكد ذلك الرئيس الفرنسي هولاند.وأشار الكاتب، أن أعدادا غير هينة من السوريين نراهم اليوم في تخبّط مرير وغريب في حياتهم، والسبب، كما هو معروف، الاغتراب القسري الذي أوقعهم في "شر البلية ما يضحك".أمتعتنا بمقالتك الجميلة العبارات التي ترمي بسهامها الى أفق أكثر بعداً، ألا وهو المصير المجهول الذي ينتظر المواطن السوري في بلده وفي بلاد الاغتراب.مع وافر تحياتي على جهودك.