ثقافات

الناشرون و الكتّاب يعتبرون الإلغاء كارثة ثقافية

وزارة الثقافة التونسية تلغي معرض الكتاب 2014

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تونس: أثار إعلان وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي، عن إلغاء الدورة القادمة وهي الحادية والثلاثون للمعرض الدولي للكتاب ردود فعل غاضبة ومستنكرة من أدباء و كتاب وناشرين وموزعين، وحمّلوا المسؤولية لوزارة الثقافة. وقال الصقلي إنه ليس ضد تنظيم التظاهرة بحد ذاتها بل تم اتخاذ هذا القرار من أجلها حتى تتحقق الجودة مؤكدا على أنّه لم يتم إلغاء المعرض كما تم تداول ذلك، بل تأجيله إلى السنة القادمة 2015، وذلك بطلب من اتحاد الناشرين وبموافقة من وزارة الثقافة. كارثة ثقافيةواعتبر الأديب الهادي العثماني معرض الكتاب أبرز حدث ثقافي وأهم موسم يتطلع إليه القارئ والناشر والكاتب، على حد السواء، وهو سوق يوفر العرض والطلب ومناسبة تعيد ربط الصلة بين المثقف و الكتاب كمصدر للمعرفة لا غنى عنه ومحطة تنشط فيها دور النشر و التوزيع بعد عقالها وتتحرك بعد ركودها. وأضاف العثماني في تصريح لـ"إيلاف" أنّ القارئ التونسي تعوّد أن يولي هذا الموعد اهتماما خاصا حتى أن بعض الإحصائيات تذكر أنّ السواد الأعظم من المولعين بالقراءة يقتني من المعرض أكثر مما يشتريه من الكتب خلال كامل السنة. وتبرز إحصائيات أخرى، أن عدد ما يباع من الكتب أثناء المعرض يفوق نصف مبيعاتها على مدار السنة، إذا استثنينا من ذلك الكتب المدرسية. ولهذه المؤشرات دلالتها وتعطي لإقامة معرض الكتاب مشروعيته وضرورة أن يحرص الجميع على إنجاحه غير أن بعض التسريبات ما انفكت تتردد مثيرة موجة من الأسف و الرفض والثورة.واعتبرها "كارثة ثقافية لا نرتضيها" ولا بد بالتالي من وقفة جدية حازمة وصريحة لكي لا يتعطل المعرض وهذا من أولى مسؤوليات وزارة الثقافة فكيف إن كانت هي التي تقف وراء ذلك. وتساءل الأديب العثماني :"هل وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة من تهميش الكتاب، وضرب الثقافة وإهمال المعرفة أم أنّ ذلك "من إفرازات الثورة"؟ إن الثورة فعل ثقافي بالأساس تمثل الثقافة أبرز أسبابه و أهم مطالبه. أفلا يكفي ما وصل إليه الوضع من التهميش والتردي وانهيار المستوى الثقافي للمواطن التونسي حتى نضيف إلى أسباب ذلك إلغاء المعرض الدولي للكتاب؟ هل هذه هي انتظارات المثقف من الثورة في مرحلة تاريخية مفصلية نروم أن تقوم فيها نهضة فكرية ثقاقية واعدة فإذا هي بؤرة الإنتكاسة و الردة؟". وأشار العثماني إلى آثار غياب الكتاب فقال :" كل المؤشرات تؤكد كارثة الوضع الذي تردى فيه المثقف التونسي و المستوى الضحل الذي وسم التعليم بعد تسعينات القرن الماضي حتى أصبح الخطأ الشائع قاضيا على الصواب في كتاباتنا وفي لغتنا المنطوقة. ولست في حاجة إلى أن أشير على الوهن الذي استشرى في حقل الإبداع على مستوى الشعر و النثر خصوصا في المرحلة الأخيرة فأفرز موجة من الأخطاء أرهقت لغتنا وقد ظهر ذلك جليا في الميدان الإعلامي على مستوى النص الثقافي ونشرات الأخبار و البرامج التلفزية والإذاعية الناطقة بالعربية الفصحى." خسارة كبرىمن جانبه أكد رئيس رابطة الناشرين الأحرار وصاحب دار سحر للنشر محمد صالح الرصاع أنه لا يتعجب من قرار وزير الثقافة، لأنه اتخذ قبل وصوله إلى الوزارة مشيرا إلى أن الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للكتاب بتونس والتي انتظمت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2013 كانت غير مناسبة تماما لأنّ المعرض تزامن وقتها مع معرضين هامين وهما معرض الجزائر ومعرض الشارقة وعدد كبير من الناشرين الأجانب يتحولون إلى الشارقة أو الجزائر وهو ما يضعف معرض تونس وبالتالي فقد طالب الناشرون بإعادته إلى موعده السابق والذي كان خلال شهر أبريل من كل عام ولكن رغم موافقة وزير الثقافة السابق فإن الوزارة لم تستعد لذلك.وتوجه الرصاع في تصريح لـ"إيلاف" باللوم إلى الناشرين أنفسهم لأنهم لم يستعدوا في متسع من الوقت خاصة بعد أن فشلت الدورة السابقة في جلب القراء والزوار كما كان سابقا.وقال الرصاع إنه ينشر نحو 40 كتابا جديدا سنويا ولكنها لن تصل إلى القارئ الذي تعود اقتناء الكتب من المعرض أكثر من شرائها من المكتبات. أسف وألمأشار الحبيب الرقيقي مدير المركز التونسي للكتاب وموزع إلى أنّ الكتاب يكاد يكون غائبا كل أيام السنة ولم نسجل نجاحا للمعرض الدولي للكتاب في دورته السابقة التي نظمت في غيرها موعدها الأصلي و المعتاد فمشاركة الناشرين كان كبيرا ولكن القارئ سجل غيابه مؤكدا :"بلوغ عصر أصبحت فيه الكتب التي تكتب لا تنشر و الكتب التي تنشر لا تطبع والكتب التي تطبع لا تباع و الكتب التي تباع لا تقرأ."وعبر الرقيقي في إفادته لـ"إيلاف" عن "أسفه وألمه" من غياب معرض تونس الدولي للكتاب 2014 فهذا الحدث يمثل دافعا للقارئ التونسي حتى يزور المعرض و يطلع على الكتب الجديدة ويشتري ما يروق له و بالتالي فهو فرصة كبيرة للناشرين و الموزعين والقراء وبالتالي ستكون تبعات هذا الغياب "كارثية" على الثقافة في تونس.وتحدث عن تبادل للتهم بين وزارة الثقافة واتحاد الناشرين وكل يرمي باللائمة على الطرف الآخر. هل تتراجع الوزارة؟اعتبر رئيس رابطة الناشرين الأحرار إلغاء الدورة 31 لمعرض الكتاب "خسارة كبرى" للناشرين و القراء والكتاب والمثقفين عموما فالناشر يستعد ليعرض إنتاجاته في هذه المناسبة التي تجلب الآلاف فتزدهر سوق الكتب وتصبح أكثر رواجا في تلك الفترة كما أنه ضربة كبيرة لسمعة تونس التي تعودت تنظيم هذا المعرض كل سنة.وتمنى الرقيقي أن تتدارك وزارة الثقافة الأمر قبل فوات الأوان وتتراجع في قرار الإلغاء ويعود المعرض إلى موعده الأصلي و المعتاد وهو شهر أبريل من كل سنة.بينما تساءل الأديب العثماني :"أما آن لنا أن نعيد للكتاب اعتباره ونكرس له إبداعنا تأليفا و طباعة ونشرا وتوزيعا وإقامة لمعارض بدلا من أن نضربه الضربة القاضية وهو في حالة احتضار؟.".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف