ثقافات

غابو: العاشق، نبي الرواية والساحر العظيم

مثقفون عراقيون يؤبنون.. ماركيز، الذي عاش ليروي !!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


بغداد: ابدى الكثير من المثقفين العراقيين حزنهم وتأثرهم لرحيل الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي يعده العديد منهم بمثابة الصديق البعيد القريب جداً،ورسموا رقم اليوم الذي رحل فيه (مكسيكو سيتي 17 نيسان / أبريل 2014) في اجندات قلوبهم المحبة له، موضحين ان الـ 87 عاما له في الحياة والتي تركها خلفه ضاجة بحضوره الحياتي /مشيرين الى انسانيته العظيمة، عابقين بالنداء ومخاطبة روحه: وداعا غابو العظيم، 87 شمعة، 87 قبلة،87 فالس وداع لروحك صديقنا ساحر السرد والمحارب الباسل ضد الديكاتوريات الحمقاء، رايات رواياتك ستظل ترفرف ابدا في نفوسنا، نَمْ هانئاً عزيزنا: ماركيز.

محمد الجزائري: غابو العاشق
وقال الناقد العراقي الكبير محمد الجزائري: كان (غابو) مثل "هاينة" بتعبير إنجلز:"يرفع حماس المواطن عن قصد،كي يعيده،بعد ذلك إلى حضيض الواقع مجددا "،ولم يشتغل على كشف الغطاء عن التناقض في قارة اميركا اللاتينية، بوصفه قضية فكرية،لكن تصوير الأجواء التي تتحرك فيها هذه التناقضات هي القضية، في واقع الأمر.. وهو درس بليغ يقدمه (غابريل) لقرائه أينما كانوا، كي يتفهموا مراميه، ويقارنوا ذلك بتناقضات واقعهم المحيط والمحبط،، ولأنه استخرج من عمق تحقيقاته الصحفية وحفريات الواقع، مادته الأساس لرواياته وقصصه، كما هي مادة شيقة لمنجزه الصحفي، فقد أسّطرها كي تكون سردا عجائبياً وليست محض تقارير، كي تمكنه ليدخل بها عوالم الخيال فتكون سحرا وليست كتابة حسب، لذا ذهب غابرييل ماركيز إلى العجائبية ليعّمربها نصه الواقعي فيغتني ويعيش أكثر وأجمل.
واضاف: هو الذي كرس الحب لذاته، في كل ما صنع، مضى، مثل بطله "فلورونتينو إرثيا" إلى نهاية العزم، بإصرارعاشق وإخلاصه الجم...إنه مازج بين معضلتين في السرد، الواقع الملتبس بوضوحه الصاخب، ليس كما هوسطحه المعلن، والخيال بعمق رؤاه ليس كما هومحض فنتازيا، فشكّل نسقه الجمالي بما ابتدع، كما لو كان يعيد صياغة روحية الليالي ( ألف ليلة وليلة) لكن بوقائع من قارته وشخوصه وزمنه،حيث نجد قرائنها،وقرين أبطالها في السلطة المتسلطة (السياسية ) والديكتاتوريات والجنرالات، في الحياة والحكم،ونجح في تقديم الصراع مثل تجليات، صراع الأشخاص،الطبقات،المصالح،القيم، والقارة صنوا للعالم، ونموذجا له،حتى باتت أميركا اللاتينية محسوسة ومتخيلة في الآن نفسه، ليس في صراع الكاريبي حسب، بل حيثما كتب ماركيز، وبأيما وسيلة تعبير:قصة قصيرة، رواية، سيناريو، أم تحقيقات صحفية تسبقها بحوث مضنية وقراءات...وهكذا عاش مديد النظر، وذلك طبيعي،فهو عاشق البحر ومتلبس بالسياسة والنضال، ناشطا وكاتبا ومحرضا، ومتفهم للعزلة ومكائدها، صائدا حالاتها وتحدياتها، ولأنها خلقت ضلعا مهما من نسقه الجمالي في كل ما كتب وروى..فليس عبثا حينما أصدرت الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية،طبعة شعبية (تذكارية) من "مئة عام من العزلة" لفذاذتها ودهشتها الخارقة وغناها، لقد كرس القبول لنيله جائزة نوبل للآداب عام 1982،خطابه عن مفهوم تلك العزلة في فضاء الكاريبي،لأن الكاتب عكس حياة القارة وصراعها بمخيال خارق، وجذاب،..يعلّم ماركيو الأجيال والعالم كله، كيف ينتصر الإنسان للحب، بالإصرار والإخلاص، وكأننا نعيش مضمون عنوانها، الآن،بخاصة في عالمنا الثالث، وعلى وجه الدقة في وطننا العربي والعراق بالتبعية، حيث الحب في زمن "كوليرا" سياسية وكارثية أخرى، كي يعرف بشرنا قيمة الحب فينتصروا على العدم الذي أورثته الحروب والديكتاتوريات وصراعات المصالح:"أحبك لا لذاتك"-قال-"بل لما أنا عليه عندما أكون بقربك" وهكذا يعيش (غابو) بعد ان ترك خلفه 87عاما من الحضور وهو يعلم الجميع بأن العمر ليس" ما يملكه المرء من سنوات،بل من أحاسيس".
وختم الجزائري حديثه بالقول:.يا غابو العاشق سوف لن نتوقف عن الإبتسام حتى لو كنا حزانى،فلربما -كما قلت-"فتن أحد بابتسامتك"..الآن العالم كله يعلن "وقائع موت معلن" لكنه يعد قراءتك بأناة ويتعلم كيف يبتسم،ويحب، وعلى هذا فأنت حي بمافعلت وعشت لتروي، والعالم ينصت إليك..وإن مضيت في عزلة الأبدية.

جواد غلوم: نبي الرواية
اما الشاعر جواد كاظم غلوم فقال: مات نبيّ الرواية، مات رائد الواقعية السحرية، الان حريٌّ بالفن القصصي ان يقيم مأتما في كل انحاء الارض ليؤبنوا روائيا رائدا قلّ ان يجود الزمان بمثل عبقريته، لا اظنّ ان ماركيز سيتكرر وهل انا متفائل بمن سيكتب يوما ما رواية مثل مئة عام من العزلة ولاحتى لو بقي الف عام من الانعزال والاعتكاف في عالم الرواية.
واضاف: سيعلن عالم الادب حالة من الحداد فمثل هذا الساحر لن يجود به هذا الزمن المليء بالمخادعين ودعاة الادب ومتسلقي سلالم الوهم، هذا الرجل عشق كتاباته كما عشق الضمآن نهرا أترع منه الماء فهناك من عطاش المتأدبين ولا اقول الادباء من عشق السراب الذي ظنّه ماء رقراقا وأوهم نفسه كاتبا لايضارع بينما استاذنا ظلّ تلميذا وفيا لما يكتب.
وتابع: وقف هذا الروائي موقفا مشرفا امام كفاح اميركا اللاتينية وعرّى طغاة العصر وألبسهم العار ولوّنهم بالدم ومن يقرأ / الحب في زمن الكوليرا يعرف كم كان ناقما من عتاة الدكتاتورية وكم كان هازئا بأشكالهم وقذاراتهم حينما يبيعون ضمائرهم لاسيادهم من زعماء الكولونيالية.
وختم غلوم كلامه بالقول: لعن الله الموت حين يداهمك كما لعن الله الزهايمر وانت في شيخوختك تعاني العزلة الاّ من عائلتك واحفادك المحيطين بك،اكاد اكون يائسا حين اقول: سوف لن يجود العالم بمثلك ثراء وابداعا، وداعا ايها النبيّ فانت خاتم الروائيين

صباح عطوان: حي لا يموت
اما الكاتب صباح عطوان فقال: فقد العالم اليوم احد عظماء الكلمة.. رحل غابرييل خوسيه دي ماركيث والتي تعودناه خوسيه ماركيز.. اضاف للبشرية سحرا أنسانيا في ( واقعيته العجائبية)..اذهل العالم بمضمون روايته ( مائة عام من العزلة) التي اعتيرت من كلاسيكيات الأدب الأسباني..وأدهش الناس فيما بعد بكتبه اللاحقة ( الحب في زمن الكوليرا) و( خريف البطريرك) وغيرها، في عام 1982 منح ماركيز جائزة نوبل تقديرا لأعماله التي كتبت بلغة مكتضة وعبقرية.. وعاش الرجل مدافعا عن حرية الكلمة..وكلمة الحرية رغم ما أخذ عليه من صداقته بديكتاتور هو فيديل كاسترو .
واضاف: ولد ماركيز في مدينة اراكاتاكا في كولومبيا.. في 5 مارس 1927..وقيل 1928.. وعاش في اوربا وامتلك قصورا في باريس ومدن اوربية مختلفة لكنه ارتضى العيش في بلده المكسيك، وخلال فترة السبعينات والثمانينات وحتى تباشير التسعينات صار الرجل قوة واعماله تيارا لمجمل الثقافات االأوربية والآسيوية.. وتأثرت به ساحتنا العربية والعراقية حتى لاتكاد تجالس أديبا لاتجد بين اوراقه نسخة من اعمال ماكيز..بات نبي جيلين ومازال له برق لم يخبو بعد، وهو في مجمل اعماله يعتبرالآن جزءا لايتجزأ من ثقافة اميركا اللاتينية التي تتكلم الأسبانية ناهيك عن االأدب الأسباني الذي صفت اعماله مع اعمال خيرة كتاب اسبانيا الكلاسيكيين،حاز على العديد من الجوائز والتكريمات الفرنسية والأسبانية والأوربية والأمريكية اللاتينية وطبعت اعماله بطبعات شعبية من قبل مجمل دول القارة الأمريكية الجنوبية
واضاف: ذهب ماركيز جسدا وبقي تراثا وفكرا وحضارة، هذه هي القيمة الحقيقية للأشياء، أن تتحول المادة العضوية بعد فنائها الى مصدر اشعاع للبشرية عبرالحقب والدهور..بذا لن يموت المرء.. بل يموت الجهـال وانصاف الرجال، وباعة الأحلام الكاذبة وصناع المجد المحال، لن يموت أولئك الذين فتحوا قنوات وسط حجر المستحيل ليسقوا مليون جيل ومليون جيل سيجيء، فهل سينتبه النيام، هل ستقرع الأجراس في رؤوس من زادهم الخيال، انت ادرى، ولعني مثلك ادرى، رحم الله ماركيز بل رحم الله من ماتوا فماركيز حي لايموت.

علي الحسن: ارتقى بالفن الروائي الى مداه
وقال الكاتب والناقد السينمائي علي حمود الحسن: مات ماركيزبشكل معلن،تماما كما فعل في قصته،التي لاتبارى "موت معلن"، فهوموت اشهاري متوقع، بفضل معجزة الميديا السحرية، نتابعه يوما بيوم، وهذا طبيعي بفعل قانون الحياة،لكني اتساءل:أي الحداد يليق بواحد من اكثر صناع الامل في حياتنا الواقفة على كف عفريت نووي،من خلال خلقه لعوالم رحبة عجيبة قد تبدو سحرية - سماها النقاد الواقعية سحرية- وقال عنها كاربنتر واسترياس صنواه في ذات المنهج " ان ما نكتبه يبدو ضئيلا ازاء ما تعيشه بلدان الكاريبي" اذكر حينما انهيت قراءة "مئةعام من العزلة"،في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، قلت ان ماكيز قد ارتقى بالفن الروائي الى مداه الذي لاينتهي.
واضاف: انا شخصيا سأأبن ماركيز باعادة ما كتيته عن افلمة روايته المتفردة "الحب في زمن الكوليرا" فمن المعروف ان ماركيز كتب اكثر من اربعين سيناريو للسينما، لكنه بالمقابل كان يرفض بقوة تحويل أي من روايته الى افلام، لانه كان يعرف جيدا ان ثمة خيانة للنص الروائي فيما لو تحول الى فيلم، يقول روشا المخرج الشهير مخاطبا ماركيز "بما انه مـن المستحيل نـقل اثـارك الى السينما ساكتفي بسرقة المشاهد وضمها الى افلامـي كلما سنحت لي الفرصة " فيما يقول صاحب ليس للكولنيل من يراسله "عندما تموت احدى شخصيات رواياتي،انتحب باكيا كطفل.

جواد الزيدي: كائن بمستوى الآلهة
الناقد التشكيلي الدكتور جواد الزيدي قال: ليس لديّ من اكاتبه لأن " ماركيز " قد مات الآن مخلفا وراءه هوسا وخيالا حرا أثرى السرد العالمي وحوله الى عالم يعج بالخيال من خلال أعماله الذي انتظر شهرته الواسعة من خلالها، لم يتعجل الصعود الى هرم النجومية، ولم يعلن انسحابه عن مقاصده الجمالية والابداعية بسبب العوز والاقصاء الذي مارسته المؤسسة الحكومية أزاء ما جاء به هذا الروائي الكبير الذي مزج الصنعة بالخيال المنفلت الى أقصى درجاته ليتحول الواقع عنده الى سحر تهيم به شخوصه وموضوعاته، وحتى هذه اللحظة كان مؤمنا بما كتب ومنتميا لحقل التجريب وسحرية الواقع التي نشدها عبر عشرات الروايات المهمة التي قلبت معادلة الفن المحاكاتي وكيفية النظر الى الواقع، يتخذ من السحرية اساسا في صياغة خطاباته السردية والذاتية ايضا، فتعد ( رائحة الغوافة ) وهي سيرة ذاتية من امتع ما كتب في هذا الجنس الفني الذي تلتحم فيه الشعرية والقص والروي بالسيرة الشخصية الحقيقية ويحاول من خلالها تحويل الواقع الى يوتوبيا عليا لن تمنعه والمتلقي على الطرف الآخر من انشاد روحه وتدوين مقارباته الفكرية عبر هذا الفن.. يسرد حوادث رحلة الصعود الى القمة والنجومية بشيء من المرارة التي ذاقها الى أن يصل، حتى انني أرى ان روايته القصيرة ( ليس لدى الكولونيل من يكاتبه ) هي تجربة ذاتية نابعة من تلك الهزائم والمرارات القديمة، ولكنها استطاعت أن تشكل رؤية جارفة للآخر المتربص به وبزوغ نجمه بقوة بعيدا عن هاجس الافول، لأنه ليس صنما، بل كائن بمستوى الآلهة.
واضاف: ظلت رواياته حافلة بكل ماهو جميل لتهزم زمن الانبهار وزمن الظهور الآني لأنها اقلقت الوعي وخلخلخة مصائره الفنية، لم تكن روايات ( خريف البطريرك، أو مئة عام من العزلة، أو الحب في زمن الكوليرا ) وغيرها أرقام في تاريخ الصنعة الرواية، بل خطابا مفارقا لكل ما هو قبلي ينتمي الى الابتكار والتخلق الجديد، انطلاقا من الرؤى الخلاقة الساعية الى تغيير العالم وليس الوقوف والنواح على أطلاله أو الاكتفاء بفهمه، من أين تبدأ عملية التغيير، أنها من صناعة واقع سحري آخر غير العالم الواقعي، لأن الأخير مليء بالزيف والخديعة.. ماركيز الذي يرحل الآن لم يكن امريكيا جنوبيا أو كولومبيا، بل كان انتماؤه للانسانية وهموهها وشمولية خطابه.. ماركيز لم يمارس سطوته على تابعيه في هذا الفن، سائرا الى العالمية من خلال محليته الفريدة.. بالتأكيد أن العالم بأجمعه سينعاه لما جاد به على الفعل الثقافي واضافاته النوعية على مستوى القص والرواية والسيرة.

مهدي عباس: ممثل ومخرج ايضا
فيما اوضح الناقد السينمائي مهدي عباس علاقة ماركيز بالسينما، وقال:احزنني خبر رحيل الكاتب الساحر ماركيز الذي جعلنا نحلق في فضاءات كتاباته الساحرة لاكثر من 30 عاما، ولا يسعنا الا ان نرثيه بالالم في نفوسنا حزنا على رحيله.واضاف: رحلته مع السينما ،ظهر كممثل في 4 أفلام بين عامي 1965 و 2012 أخرج فيلما قصيرا واحدا هو اللوبستر الازرق عام 1954،كتب 51 فيلم طويلا وقصيرا ووثائقيا ابتداءا من فيلم اللوبستر الازرق عام 1954،ومن افلامه التي كتبها ارنديرا عام 1983 و زمن الموت عام 1986 و المرآة ذو الوجهين عام 1990 و عيون الكلب الازرق عام 1994 ودويلو عام 2001 الحب في زمن الكوليرا عام 2007 وغيرها

ياس السعيدي: شكرا ماركيز
مات الكاتب وعاشت الكلمات.. نهاية بوجع مضيء.. ارتجف الان خجلا من كتابة حرف عنه، سيبكيه الليلة العقيد اورليانو بيونديا وتستقبله الام اورسولا محفوفة بملائكة الكلمات الحزينة , لا شيء يقال للرجل الكبير غير كلمة (( شكرا )) لما تركت لنا من جمال غير من شكل هذا العالم القبيح.. الليلة يا ماركيز وبعد موتك ليس لنا من يكاتبنا ايها الراحل الموجع
مروان عادل: وهل الموت بهذه السهولة؟
اما الشاعر مروان عادل حمزة فقال: كيف تمكن ان يتفلت من كل هذا الحب و يموت،وهل الموت بهذه السهولة، كنت اظن ان الذين ينغمسون في الحياة والانسانية يصعب علبهم العودة الى الموت، كنت اظن ان الذين تلتف اجنحتهم حول افراخ الفقراء لن يتمكنوا من بسطها في سماء الموت السوداء مرة اخرى، لكن يبدو ان ااذين يعرفون طرقات الحياة يعرفون طرقات الموت، الا ان المصيبة هي اننا لن نستطيع قراءة ما يكتبون وهم في عالمهم اﻵخر.

علي لفته سعيد: اخاف ان ارثيه
من جهته قال الشاعر علي لفته سعيد:اخشاني الان ان اكرر العزاء بكلمات لا تليق بموت السادر الاكبر والساحر بالمخيلة والمخيال.. اخشاني انا وأنا الوذ بجمل من ايات السرد لرجل عاصرنا روايته وكتاباته مثل امير لا يجيد سوى الكتابة والحروف وحتى لكأن عقله وأصابعه عبارة عن قلم ومداد وأفكار..حتى لكأنه لا يتفوه عما هو امامه بل عما هو يتخيله..يصنع بطريقة الخالق كما الاله كل الحياة التي يجعلها في كرة ارضية هي الكتاب..الفرق ان الكرة الارضية مدورة فيها الجفاء والصحراء والشر والشيطان والقطيعة وفي كرته الارضية بين غلافين من الجمال والحياة والحب حتى لكأن الله الذي تعبده قد هبط ليقرأ معك ما ابدعه في شخصية ماركيز..كان الله منحازا له لأنه منحه كل هذه المقدرة على المخيلة السحرية لكي ينتج ما انتجه..لا احد ينسى الكولونيل ولا احد ينسى اعوامه المائة التي كانت مفضوحة بكل عنفوان رغم عزلتها وحدها من ترجمت الى لغات الله حتى كأنه رسول يفهم كل الناس لغته فيما بين ملايين نسخة بيعت منها يعني افتراضيا وجود 10 ملايين قارئ وكل كتاب ممكن ان يقراه خمسة اشخاص بطريقة الاستعارة فقد قرأه خمسة ملايين قارئ لهذه الرواية ولكن لو عرفنا ان هذه الرواية صدرت عام 1967 فان هذا يعني ان نصف مليار انسان قرأ الرواية وان مليارا اخر قرأ الروايات الاخرى كرواية الجنرال في متاهة وخريف البطريرك، قصة موت معلن ورائعته الاخرى الحب في زمن الكوليرا التي صدرت عام 1986،عشت لأروي وأجمل غريق في العالم وأشباح اغسطس واثنتا عشرة حكاية تائهة والجمال النائم والطائرة والحب وشياطين اخرى والموت أقوى من الحب وايرينديرا البريئة وبائعه الورد وثمن عشرين قتيلاً وذاكرة غانياتي الحزينات ورجل عجوز بجناحين كبيرين وضوء مثل الماء وووووو وغيرها .
واضاف: فأي نبي وأي سلطة وأي مفكر أي عبقري اخر يمتلكه غيره..الله، إلا الذين سبقوه في الادب ايضا فالأدب روح وهو القائل ان الحياة بلا ادب تعد مقبرة للأحياء..كل شيء في الحرف بالنسبة له طوع بنانه.. هذا الرجل الذي يحتفل العالم باسمه ونوبل تشرفت به غرس الجمال في روح السلطات وجعل السلطة اقل مرتبة من سلطة الحرف وجعل السياسة تركع له وجعل الانسان قيمة عليا بعد الله..اخاف ان ارثيه وهو الذي يحرك فينا ان نصطدم بحرفه رغم اننا نقراه مترجما من لغتين فأية عبقرية يمتلكها لكي نكون له ملمين وهو يقدم لنا وضوء العمر لنصلي امام الحياة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف