ثقافات

فرنسواز روي: مالذي قلته للموت؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ولدتْ الشاعرة فرنسواز روي في كيبيك (كندا) العام 1959. درست الجغرافيا والآدابَ ونالت فيهما شهادتي ماجستير من جامعتي ميريلاند وفلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية. ثم درستْ الترجمة وعملت كمترجمة حرّة. كتبت مقالات أدبية في عدد من الصحف والمجلات الثقافية المكسيكية. نالت عدداً من الجوائز الأدبية في المكسيك مثل الجائزة الوطنية للترجمة العام 2002 وجائزة الشعر الوطنية فيدال ألونسو العام 2007. صدر لها ثلاثة روايات وكتابٌ في القصة القصيرة، وأحد عشر كتابا شعرياً، وترجمت نحو خمسين كتاباً شعرياً.
أسست العام 2002 مع أدباء آخرين، مجلة تراغالوز المتخصصة بالفن والأدب حتى توقفها العام 2007.
تقيم في المسكيك متفرغة للكتابة والتصوير الفوتوغرافي الذي درسته ونالت فيه شهادة احترافية. ترجمت قصائدها الى اللغات الانكليزية والروسية والاستونية والهولندية والايطالية والرومانية والصينية. وهذه أول ترجمة لعدد من قصائدها الى اللغة العربية.

مَهر

أي مَهرٍ أمنحك
هل جسدي ملكي الأوحد
أم اللؤلؤة في قوقعته الخفية
التي لا تفتحها إلا يداك البارعتان؟
نحن من يميز الضوء وحسب
عبر الظل الذي ينشره.

رحلة اللاّعودة
جئتَ للسكنى
في عش حنجرتي
ذاتِ الأشواكِ الحادة.
الحياة مثلُ معدادٍ
تحسبُ الألمَ بخطوط مستقيمة
دون عودة.
و ها جرحك
يحرِّكُ قطعَ المعداد،
مرتباً كلّ شيءٍ،
مدوّراً، بصبرٍ،
لحظاتِ السعادة والحزن.

حواشي
مالذي قلته للموتِ
حين كان يحومُ حولك؟
بمَ كنت ستخبرهُ
منحنياً عند النافذةِ
التي بنيتها أعلى الجدار؟

انتظرْ، مازلتُ أغنّي.
انتظرْ، الحاشيةُ تحتاجُ عشرَ عرزٍ
وأنا أحوكُ ببطءٍ شديد.
مالذي قلته له،
حينَ سقطتْ حبّة الملحِ الوحيدة
المتبقةِ في الساعةِ الرملية؟

جراحة
هذا الجرحُ بسلاحٍ ناريٍّ أعلى رأسكَ،
يتلاشى كلَّ صباحٍ،
تجلوه مياهُ الفجرِ الرحيمة.
فأيُّ جرحٍ فيك؟
لستُ مُجَبّرةََ كسورٍ- مالذي عليّ أن أعرفه
عن شرايينِ الفخذِ والأورام،
وصُفيحاتِ وتسمّمِ الدم؟
سأخيط بأفضلِ ماأستطيع
الوسمَ الصغير لشفاهٍ نصفِ مفتوحة
على شكلِ حرف "O"
محددة الحواشي.

لديّ حكمة القابلات،
ومعرفة المُنجّمين العتيقة،
لكن مع ذلك، في يومٍ ما، في مكانٍ ما،
(وحدها عناصرُ الجسدِ تحتاجُ مكاناً تنوجدُ فيه)
بقدر نجاحي
في إيقافِ النزيفِ قطرةً قطرة
الذي ينزفك بصبرِ ساعةٍ مائية،
أقولُ، ربّما، ستصلُ تلكَ الحفرة الفاترة،
ذاكَ القبرَ المتنقل حيث يمكثُ حبّي
-متجاهلاً النزيفَ الذي يقتلكَ ببطئ-
ينتظرُ جسدكَ في سكونٍ مطلق.

زراعة قلب
ربما يتوجبُ عليكَ منحي قطعةً من قلبكَ الجليدي.
بالمقابلِ أعطيكَ قلباً
خافقاً مثلَ جرسٍ يرنُّ في داخلي،
ومن الأثنين سنصنعُ قلباً كاملاً، ناعماً مثل لمستك،
جهازاً يستحقُّ أن يُرسمَ في غرفِ تشريحِ الآلهة
التي تتظاهرُ بالصمتِ وهي تنتظرنا في الطابقِ العلوي.
قلبان، أحدهما نفتهُ الحربُ،
والآخر نفته أرواحٌ متجعدةٌ تموتُ بالطاعون:
المنفيان وجدا سريرَ زفافٍ ضيقٍّ يشرفُ على الغرق،
هشاً مثل قاربين ورقيين
تلعبُ بهما عاصفةُ البحر.
آه، أعز الأماكن النفي!
هل سنلتقي عائدين من المنفى
واقفين عند مفترقِ خريطةٍ مجهولةٍ،
ثلجاً وصحراء معاً،
حبّاً وكرهاً
يمتزجان مكونين جرعةً سحرية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف