البحرين ضيف شرف الدورة السادسة والثلاثين
فكر وسياسة وفن في فعاليات موسم أصيلة الثقافي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تستضيف مدينة أصيلة المغربية موسمها الثقافي السادس والثلاثين بمشاركة عدد كبير من النخب الثقافية والسياسية العربية والأجنبية، وتحل مملكة البحرين ضيف شرف الموسم.
عبد الرحمن الماجدي: افتتحت في مدينة أصيلة في شمال المغرب مساء يوم الخميس الثامن من آب (غسطس) فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي بمشاركة عدد من المثقفين والسياسيين العرب والأجانب والفعاليات حتى الثالث والعشرين من شهر آب (أغسطس) الجاري.
وتحل مملكة البحرين ضيف شرف هذه الدورة بعدد كبير من الفعاليات الثقافية والفنية، تتوزع بين الأدب والفن التشكيلي والموسيقى، إضافة إلى الندوات الفكرية. ويترأس وفد مملكة البحرين نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي ألقى كلمة العاهل البحرين في حفل افتتاح الموسم في مكتبة الأمير بندر بن سلطان وسط مدينة أصيلة.
الجنوب نموذجًا
وأشادت كلمة العاهل البحريني بدول الشمال وكفاح قادة الإصلاح فيها وباجتهاد نخبها، حيث اهتدت إلى إمكانية التغيير وضرورته، فأطلقت الدعوات المجددة إلى توحيد الصفوف ولم الشمل وتكامل الموارد، انطلاقًا من رسم أهداف مشتركة، ومشاريع مدروسة قابلة للإنجاز والتطوير والمراجعة، من دون أن تحس هذه الدولة أو تلك أنها دون أو فوق شركائها"، داعيًا شعوب وقادة دول الجنوب إلى الاقتداء بها.
من جانب آخر، أشار إلى أن مملكة البحرين رعت أول مؤتمر دولي في موضوع "حوار الحضارات لخدمة الإنسانية" توّجت أعماله المثمرة بـ(إعلان البحرين) كوثيقة توافقية جامعة، حددت معالم طريق للحضارات كي تصبح فعلًا في خدمة الإنسانية. وأكد أنه "تجاوبًا مع هذه الثقافة الحديثة، فقد رسخت قناعتنا في مملكة البحرين، نخبًا وصناع قرار، بأن بلوغ الأهداف المذكورة في التكامل والتكتل، لها مسلك واحد لا بد من عبوره، يتمثل في جعل الاختبار الديمقراطي أساسًا في ممارسة الحكم".
وبخصوص موسم أصيلة الثقافي الدولي، رأى العاهل البحريني أنه "تظاهرة فريدة أصبحت إحدى منارات المغرب الثقافية المضيئة، دالة على ما ينعم به بلدكم العزيز من حرية وانفتاح وتسامح واعتدال، ولا أدل على ذلك من أن جلالة الملك محمد السادس يخص موسم أصيلة برعايته الموصولة ودعمه القوي، منذ أن كان وليًا للعهد". كما رأى أن "مشاركة ثلة من مثقفي البحرين ومبدعيها في فعاليات موسم أصيلة، إلى جانب زملائهم في مختلف البلدان، لا يحقق لهم الفائدة ومتعة الاكتشاف فقط، وإنما يرمز هذا الحضور إلى انخراط مملكة البحرين في هذا المنتدى الثقافي التنويري المتعدد والمتجدد".
منفتح على العالم
وأشاد الملك خليفة بـ "ما ينعم به المغرب من حرية وانفتاح وتسامح واعتدال"، مبديًا اعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تربط المغرب ومملكة البحرين. من جانبه، قال محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة خلال كلمته الافتتاحية لدورة السادسة والثلاثين للموسم إن تجربة موسم أصيلة الثقافي الدولي أصبحت مشروعًا ثقافيًا وإبداعيًا منفتحًا على العالم.
وأضاف بن عيسى أن بلدة أصيلة أحسنت في كل الدورات احتضان النخب الوافدة إليها من مختلف دول العالم، حيث وجدت هذه النخب في أصيلة أرضًا للتلاقي والحوار والنقاش الخلاق في أجواء فكرية حرة تهيمن عليها قيم التسامح وتقاليد الإصغاء المتبادل للرأي.
وأشار إلى أن أصيلة لم تعد مجرد موعد سنوي منتظم للتواصل بين منتجي الفكر والإبداع من مشارب فكرية متعددة، ومن مختلف بلدان العالم، بل صارت أيضًا فضاءً ومسرحًا لأنشطة فكرية وطنية، علمية وفنية، تقام على مدى&أشهر السنة، بفضل بنيات الاستقبال التي تتوافر عليها المدينة.
وأكد بن عيسى أن موسم أصيلة الثقافي يحرص، كدأبه في السنوات الماضية، على تضمين برنامجه العام قضايا وموضوعات وإشكالات تنتسب إلى صميم التطورات والمتغيرات التي يعرفها العالم المعاصر، ثقافيًا وسياسيًا وبيئيًا، مضيفًا أنه بفضل ذلك النهج توفّر للمنتدى مخزون رفيع من الأعمال الفنية التشكيلية ورصيد فكري خصب هو خلاصة الندوات واللقاءات المهمة التي جمعت صناع قرار ومثقفين وباحثين وفنانين وإعلاميين على طاولات النقاش في رحاب جامعة المعتمد بن عباد الصيفية.
بخصوص مملكة البحرين، ضيف شرف هذه الدورة من الموسم، قال السيد بن عيسى إنها "كانت جسرًا ونافذة مشرعة باستمرار على جوارها، مطلة على الخارج، حيث اقتبست منه، بحكمة واعتدال ما دعم مكانتها وموقعها، وأغنى وأخصب موروثها الحضاري"، مشيرًا إلى أن "الجانب الثقافي المتطور يظل الملفت للنظر ربما أكثر من غيره في المملكة الشقيقة، بما يطبعه من حراك وحيوية وانفتاح".
ندوات
ويشهد الموسم ندوات تتواصل أكثر من خلال أيام الفعاليات، تشارك فيها نخب فكرية وسياسية، أبرزها ندوة الافتتاح التي تبحث موضوع "الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب، وتستمر يومي الثامن والتاسع من آب. وندوة التنمية المستدامة والتغيّر المناخي: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف؟، خلال أيام 12،13، 14 آب. وندوة الفن التشكيلي العربي المعاصر، الرهانات التحديات خلال يومي 17 و18 آب، إضافة إلى ندوة الختام "العرب غدًا.. التوقعات والمآل في العشرين والواحد العشرين من شهر آب.
أدبيًا خصص الموسم خيمة الإبداع للروائي المغربي يوسف فاضل احتفاءً بإبداعه في الرواية والقصة القصيرة والنشر، وتكريمًا جديدًا له بعد فوزه بجائزة المغرب للكتاب عن روايته (طائر أزرق يحلق معي) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. ويخصص الموسم جائزة شعرية باسم الشاعر الكونغولي تشيكيا أوتسامي للشعر الأفريقي.
ويفتتح معرض واسع للكتاب على هامش الموسم يحوي مختلف الإصدارات من داخل وخارج المغرب. وفي التشكيل، كما في كل عام، تتحول جدران بيوت أصيلة إلى لوحات في الهواء الطلق، يشتغل عليها فنانون تشكيليون من مختلف الدول، كل يرسم لوحته على جدران أصيلة البيضاء، إضافة إلى الورش التشكيلية، التي تتواصل خلال فعاليات الموسم بموازاة ورشة تشكيلية للأطفال.
كذلك يستضيف الموسم عروضًا للأزياء الفولكلورية وعروضًا للأفلام الوثائقية وحفلات غنائية وموسيقية متوسطية. يذكر أن موسم أصيلة الثقافي أعاد الهالة التاريخية إلى مدينة أصيلة الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في شمال المغرب، حيث بات الموسم من أبرز ملامح هذه المدينة الصغيرة.
&