ثقافات

كمال أخلاقي: قصائد

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


1
في آسفي رأيتُ البَحر محطما كأحلام العشاق
رأيت الرمل منهوبا
في شاحنات تقتل النسوة العائدات
فجرا من معامل تصبير السردين
رأيت طفلة تحلم بالأوكسجين
بحصتها في الحياة التي يكنسها
مصنع الكبريت
في آسفي رأيت السفن في الميناء تبكي
و الصيادين يموتون يلفهم كفن من ضباب
رأيت
قصر البحر صار قصرا للخراب
كنا ندخله كالملوك ; نحارب البرتغال بقطعة خبز ونسبح من حجر آلى حجر
صار قصرا للخراب
رأيت آسفي مدينة لا تصلح إلا لشيء واحد :
الأسف.. الأسف..الأسف

2
&اغلق باب قلبك باحكام
واسلك طريقا لا يعرفه احد غيرك
اصعد نحو الهضبة واقطف الزهور
انس انك كنت بشرا وكان لك لسان
انت الان عصفور بجناح مكسور
انت غيمة تحلق فوق ارض خراب
انت ملاك محكوم عليه بالانشاد
ستموت قرب النهر و بعد قرن
ستصنع لك الاسماك تمثالا و تومن بك
الاسماك المومنة والنمل المومن والطين
لكن ليس البشر
الحكمة هي ان العاصفة في خريف عمرها تقبل يد الريح وتنحني اجلالا لهسيس هواء
لذلك اغلق باحكام باب القلب
وافتح ذراعيك للقطار الذي يمضي ولا يلتفت للفجر،الفجر الذي يعوي في السهول البعيدة مثل ذئب جريح

3
لن أصل إلى باب الجنة
كنت ضالا و ما أزال
الشعر هداني إلي و إلى النار
ماذنبي يا أالله!
عضضت القصائد واحدة تلو أخرى
وأنت جعلتها بطعم التفاح

4
قلبي يرتعدُ من خوف قديم ورثَهُ من جدِّي الذي فرَّ من الأندلس باتجاه الجبل ;كان جدي يحرُث السهل
ويبكي ويرعى القطيع ويبكي
وقبل أن ينام كان يتوسدُ قلبَهُ ويعلقُ على القمر صورةَ الملكِ وَ يبكي

5
كلماتي في هاته القصائد
سمع دوي لها في أشعار بعيدة
................
حروف كلماتي تطير و تختفي كالسراب
لكن البياض الذي بنى عشه
بين أغصانها كان دائما
حقيقيا.

&اسفي- المغرب.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف