احمد ضياء: إصدارات في أيقونة النص وانزياحات المعنى

1
بداية كل شطحة دماغية ينبغي أن يكون هناك مفتتحاً شعرياً يلونُ ذات الفرد بأكاسيد ترفع قماشة النص نحو مصاف الذهول، ومعظم الذين يجنحون لمثل هذه الأضراس الكتابية عليهم أن يلجوا بأكوام تدوسها مقاطعٌ من التجريب غير المنتهي. الموت لحظة غير معلن عنها سالفاً، تأخذ الجسد في دوامة انقلابات، تشاكسه، تبعثُ منه روائح كريهةٍ، تطوّح بشعريات نسقية باتت تسبب أرقاً لكافة الشعراء.

2
أنا شاعرٌ بحجم الألم، فلا طائل من بقائي متمسكاً بأرداف نصوص لا تمثلني، بحاجة إلى نصوص لها حرقة في فم القارئ، ودوي انفجار في أذهان المتلقين. يجب أن تجد ركناً ما في هذه الخربة وتمثل الألم والمعاناة كي تفصل قمصان الرصاص على أبداننا كلما شعروا بالبرد زحفوا بالهواء ليأتزروا جسدي.

3
أسمعُ صوتَ عيوني المتدحرجة في فكيّ الأرض، أهرعُ مبكراً أدوسها، أصرخ، تبصقُ حدفي عبوة ناسفة لها وقعُ أحتضنه.

4
أسجلُ كافة مجريات الأحداث التي تحصل، أعلقها في رأسي أخوطُها بصور سابقة للعري فتنزُ الدماء ساخرةً من المفخخة. المفخخة تكبحُها ملابسُ القتلى إذ لا فرار من مداعبتها الوقحة للتيارات، باتت تطفح عبر سجاجيد الرقص. هل للكتابة وقعٌ كما الانتحار؟

5
تفطمُ المفخخة الطفل هل الكلامُ يفعل ذلك؟
جامحٌ بكاءُ الأرمل يُعمي صراخهنَّ بصيرةَ الله.
كخزينةٍ رأسُ صديقي ضم أثني عشرة شظية إلا أنه ظل ساكناً يؤثثُ في عقله شبّاكاً لداره العارية، أيعقل أنه سينجو؟
الـ TV يعجُ بالقنوات المختلفة منها (أخبار / أفلام / سكس / كارتون / مسلسلات...) ووحده رأسي يتصفحُ هذه الأشياء يومياً.

6
بالونٌ يمتشقُ الهواء يتجه إلى فؤاد المقابر، يضوعُ عطرُ المائتين وهم يبحلقون بتشطيبهم عبر برامج إذاعات تربضُ
شرايين في جسدي أول مرة اكتشفت الأمر خشيتُ انسدادها ببعض الحقن المسننة التي تدخل بدني.

7
أسنان / معاول / خراب / فزاعة /
أسنان / معاول / خراب /
أسنان / معاول / خراء

8
نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ نِكْ
هذه الأرداف المرمية فوق عمارات لا تستوعب إلا الأشلاء.

9
بظرُكِ خشنٌ لدرجةِ أني أدخلُ يدي لئلّا يتجرح أيري. مفتولٌ يتمطى يسبُّ خصيتي ببعضٍ من الحليب المج.

10
تتغرغر شفاه المبولة بخطيئاتها المتوارثة
مترعٌ يجرفُ بسبابته مستنقعات جديدة تأخذ مجالها في المنطقة.

11
يسيلُ وجهي / أعضائي
بين إطاراتٍ ونارٍ تفتقُ الضوء الناشبَ من مشرطِ الستربتيز.

12
لقد عشتُ حياةً ملؤها علاجات من شأنها يومياً أن تجعل تلك الشاشات المملؤة بالدم أن تتماهى وفق الأوضاع المتوفرة فبالأمس كنا وقدمي على موعدٍ مع القتل حيث (الأمن) يتربص بي، تلطع الشروج غير آبهةٍ للمواقف.

وأنت تمضمض يدك بالبول لا تنسى عيون الكاميرات المحدقة في خانات تكاد تكون معدومة.

اللواط المعد سابقاً في السطوح
هو مكاشفة للسماء عن حالات الغيض
إذ به يحفرُ في قعر الولدين شقوقاً تساعدهم في أنتاج كروش تطيرُ مع كم قذفةٍ في المؤخرة.

13
أصيد الله حسب الشباكِ المتوفرة
أتذكر مرة واحدة اصطدته بصنارة القبل.

14
النصوص المتوفرة لأغلب الشعراء في خدج القراءة فلا ينبغي أن يسلب وقت القارئ لأهواء صبيانية تتعلق بالشهرة.

15
أغلب النقاد لا ينظرون إلى النص بوصفة منطلقاً جمالياً بل يشاهدون مدى الأخطاء النحوية التي تشغل تفكيرهم، هؤلاء حتماً لا يمكن أن نطلق عليه الرصاص بل أن نضعهم في محرقة.

16
من أهم الثيم الموجودة لدى الشعراء المشهورين أن السرقات لا يحاسبون عليها لاعتبارات كثيرة أولها أنهم أصحاب تجارب ضخمة، من أتعس الأناس أولئك الذي يمارسون سلطة وجودهم على أشخاص لا تعي ما يرمون إليه ويحاولون أن يجذبوك لمناطقهم.

17
الجبناء لا وجود لهم في الشعر لأنهم لا يمتلكون أي أواصر قوية يرتكزون عليها.