ثقافات

الخطاب المسرحي والتجريب في مسرحية سفر الروائح

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&على قاعة مسرح تلاري هونر قصر الفنون في مدينة السليمانية عرضت مسرحية سفر الروائح تأليف الشاعر شيركو بي كس وإخراج عصمان فارس تمثيل الممثلة روبار أحمد والممثل نياز لطيف وسيروان صالح غناء حميد بانيي والحان بختيار صالح إن عملية التجريب في مسرحة شعر شيركو بي كس وخاصة ديوان شعر سفر الروائح وقد كتب أشعارة سنة ١٩٩٧ بعد سنة من إقتتال الاخوة سنة ١٩٩٦ والديوان له طقوس الكتابة الخاصة وكذلك الحالة النفسية والمناخ العام كل هذه الخصائص لها علاقة بحالة المبدع وفي عدة محاولات لقراءة الديوان عدة مرات وتحويل وتفكيك النص الشعري الى نص بصري من خلال الصور الشعرية في متن القصيدة وإنسجامها مع الواقع الحالي ومع الفضاء المسرحي وإدخال الاغنية السياسية المباشرة والمؤثرة والمنسجمة مع روح القصيدة وروح النص ويبقى الدور الاولي والمهم للمغني وكذلك الراوي والدور التكميلي للممثل اليقظ والذكي في توصيل لغة الحوار من خلال الالقاء وحرية الجسد ويبقى دور اللغة الشعرية والسينوغرافيا والكلام والحركة والايقاع والايماءة وتشكيل الفعل الحركي والبصري إذآ كان الشاعر مرتبط بنقل هموم الناس والشارع والتعبير بشكل ديمقرطيوبدون سلطة الرقابة والرقيب ففي مدينة السليمانية مسموح للفنان ان ينتقد ويشخص بعض العيوب ولكن دون الاساءة للرموز السياسية كنت انتقد وأشير الى عوامل الخلل والجمهور يرحب بما نطرحه حتى المسوؤل السياسي كان يتقبل ماكنا نطرحه لانعني التحريض ولكن الاصلاح والتغيير نحو الافضل والتعبير بشكل ديمقرطي وبدون خوف والدعوة الى الحرية وتجاوز حدود وأسلاك الجوع والفجيعة سبق أن أخرجت في كربلاء قصائد ممسرحة من تأليف وإعداد الشاعر محمد زمان وشعراء من فلسطين مثل مسرحية هيفا تنتظر الباص على مفرق تل الزعتر ومسرحية الارض وحافظت على العناصر الدرامية في القصيدة &أما في ديوان سفر الروائح للشاعر الكردي شيركو بي كس ويبقى صنف شعره من الشعر الحر وفيه السرد قليل والحالة الوصفية كبيرة ومحاولة التشاور والحوار وإستفزاز الجمهور وإزالة كل الجدران والحواجز كنا نمثل وسط الجمهور &وكنا نسخر من الواقع ومن بعض الشعارات وتبقى اللعب على ثيمات مهمة مثل الحرية والدمقراطية الغربة الوطن والمنفى ويبقى الجوع هو المحركالاساس وكذلك إنسجامي مع نص وطروحات الكاتب وأفكاره وإبتعدنا عن الخطابية في النص والاعتماد على خبرة الممثل الاكاديمي المفكر واليقظ مثل نياز لطيف وهو يدرس على نيل شهادة الدكتوراه في جامعة القاهرة في مصر لمادة التمثيل المسرحي والسينمائي وكذلك براعة وتألق زوجته الممثلة روبار أحمد وهي أستاذة وكوريكراف في مدرسة ليشين للرقص الحديث والباليه في مدينة السليمانية وروباراحمد تمتلك الخبرة والدراية & في تطويع الجسد ف خصوصية مسرح الجسد التعبيري وتجسيد الخطاب المسرحي الشعري من خلال الجسد وجرأة التعبير وتجاوز حدود التابوات وكسر حالة الجمود والنمطية في المسرح الكردي ،وكذلك وجود الراوي والممثل سيروان صالح وهو يؤدي دور الشاعر شيركو بي كس آداؤه طبيعي بعيد عن المبالغة والتشنج وكنت سعيد وموفق في إختيار فريق العمل والاسرة الفنية المنسجمة هارمونيآ وبراعة الاداء والتواصل مع المتلقي والذي أصبح الشريك الحقيقي في خصوصية اللعبة المسرحية وكسر المألوف وتجاوزه كنا نتحرك وسط الجمهور في القاعة ونحن نتحاور معه ومع الشاعر شيركو بي كس من خلال لغة العرض والخطاب بثلاث لغات الكردية والعربية والسويدية وملتقى الحضارات والثقافات ونحن أحرار نتحرك بكل ونتكلم بكل جرأة والحرية الكاملة في مناقشة مايدور في الشارع من حراك شعبي وهو يتظاهر بطريقة مدنية وسلمية وحضرية وديمقرطية وأحيانآ نستفزه لكونه نائم مثل نوم شاعرنا الابدي الكبير شيركو بي كس نعني الموت ويبقى الخطاب المسرحي والعرض لايمكن أن يقدم خطابآ مسرحيآ إلا بالاعتماد على الواقع والمجتمع والظروف الاجتماعية والسياسية والتي تسهم في إخراجه ومحاولة التأويل وتغيير منهج وطريقة المعالجة والاسلوب كلها عوامل مهمة في العرض المسرحي وعلى المتلقي أن يعيد قراءة العرض وفق نفس المعطيات والمسرح نتاج وكذلك هو إنتاج الحياة ويبقى النص وخطاب العرض المسرحي وقدرته على التحريض وإثارة حالة التضامن مع قضية وحقوق المتلقي وتبقى مسرحية سفر الروائح عملية تأسيس للوجود الكردي على أرضه وإعادة تشكيل المكان مابين الماضي والحاضر & وسيرة الفواجع والحزن والفرح وإيقونة الوطن وصورة الانسان ولابد من تحويل الشعر الى قصيدة درامية مرادفة للفعل الحركي والصوري&&&مسرح الاسقاط السياسي&المسرح قرين الحياة اليومية ومرأة عاكسة لها ومع ذلك لم يتضح دور السياسة في المسرح الحديث بشكل مباشر ويبقى دور الكاتب والمخرج وتوجهاته وعلينا أن لانخلط بين المسرح السياسي والمسرح ذو الاسقاطات السياسية وهناك مسرحيات إجتماعية إنتقادية ويبقى المسرح الكردي في الثمانينات وخاصة في مدينة السليمانية أكثر فاعلية في توجهاته وإتجاهاته وتوعية عروضه وتقديم جواهر التراث ومكنوناته ومحاولة الاسقاط على الواقع وأكثر تحريضآ باستخدام الرمز خوفآ من التأويل وسلطة الرقابة ومقص الرقيب في الثمانينات ولكننا حاليآ نعيش أجواء الحرية والتغيير والاستفادة من المسرح الغربي ويلعب المسرح دورآ مهمآ في الدعوة للحرية والتحرر وعدم الوقوع في المباشرة والخطابية وكان المسرح يحمل بذرات مهمة من الوطنية والمسرح يطرح مشكلة ويحرض بشكل غير مباشر عن طريق الرمز ومحولة الخلاص من الحصار السياسي وما كنا نستطيع تقديم الحلول وإنما نطرح مشكلة ونعري ونفضح ونوقظ الجماهير في ظروف صعبة وتكميم الافواه والخناق السياسي وكان لزامآ علينا تقديم مسرح الاسقاط ومحاولة التوضيح للمتلقي وإيصال مانبغي إليه على المستوى المقنع والمبهر ومخاطبة ومخاطبة العقل بمنطق واقعي وراقي وتعميق الرموز والدلالات وتقديم مسرحيات تحاكي هموم ومعاناة الناس مثل ثمن الحرية ومسرحية لو كنت فلسطينيآ ماذا تفعل ومسرحيات سعدالله ونوس مثل الملك هو الملك ومسرحية بائع الدبس الفقير ومسرحية الفيل ياملك الزمان ورحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة ويبقى الجمهور هو سيد الموقف وهو يمتلك ذوق وحساسية عالية ويميز مابين مسرح الخداع والتلفيق والكذب والعمل الجيد يكسب تأييد المتلقي أما حاليآ في المسرح الكردي هناك أزمة جمهور ولكن ليس كما يتصور البعض ربما بسبب فشل المسرحية وممكن تغطية أسباب الفشل ويتوقف نجاح العمل عل سر إختيار نوع المسرحية وكذلك المعالجة الرئيسية للمخرج وهناك أزمة رئيسية في المسرح الكردي بخصوص التخطيط المالي والدعم في ظل أزمة مالية شبه خانقة وتهديد المحيط في عدم صرف الرواتب وتحديد وتجديد الموازنة المالية كلها تشكل عائق أمام تطور وعمل الدوائر والموؤسسات الثقافية لولا دعم بعض الجهات المتنفدة تشجيعآ &لثقافة المسرح .الجمهور واعي يدرك أهمية تواجده ودعمه للفنان وحضوره الدائم وعلى الفنان أن يدرك أهمية عملية التواصل معه لغرض تصحيح مسار الاصلاح الصحيح والابداع كنا في السابق نشكوا من أزمة خناق الديمقراطية وفسحة مناخ الحرية وحرية التعبير فالكلمة كانت محاصرة وحاليآ المناخ والطقس المسرحي أفضل كثيرآ ولكن ربما الازمة المالية ممكن تجاوزها وتبقى دور رجال الثقافة في التخطيط السليم وتجاوز حالة التكلس والتصحر وكل عوامل الاغتراب والعزلة مابين خشبة المسرح والجمهور وخلق حالة التوهج والاشارة الى الجمهور القديم والجديد الذي يرتاد المسرح وخلق حالة المعادلة &والتوازن مابين الفن والمتعة والواقع والمسرح رمز من رموز الحضارة وعلينا كرجال مسرح نقيم مهرجان مسرحي وتجمع لدراسة كل أسباب تراجع المستوى الثقافي والتخطيط لتقديم عروض مسرحية تكون قؤيبة من الواقع من أجل النهوض والارتقاء بالمسرح الكردي فمن يخرج من معطف المسرح يعشقه ويعشق الانسان وهذه حالة وظاهرة مسرحية باقية وليس سحابة عابرة والمخرج الجيد يعمل على الابهار والادهاشوتبقى التجربة العملية هي المحك وعملية إختيار النصوص وتفكيكها أو تركيبها من جديد بما يتلاءم مع الواقع وخلق عنصر التشويق ولعدم السقوط في الرتابة وبطئ الايقاع وتبقى المساحة الاخراجية ذات أهمية وتقديم عروض الحداثة وباسلوب جديد ومقنع.&عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف