ثقافات

مثقف ما بعد يناير 2016 غير ما قبله

ثقافة السقوط في فخ النفس الأمارة بالتطرف

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثقافة أم المجتمع وأوه. فإن اعتدلت اعتدل. وإن تطرفت تطرف. وإن وجدت في داعش ملاذًا من فلان وفلان، فلأن المثقف وقف متفرجًا إزاء سلبه فكره المستنير، متلكئًا.

خاص إيلاف: من يقترف فعلًا مستهجنًا اليوم، ولو بمنسوب قليل، يصفونه بالداعشي. ومن يعنف امرأته يصير داعشيًا، ومن يهاجم فلانًا على صفحة جريدة، يرمى بالداعشية، ومن يقول انظروا بتأن في ما يدفع الشباب العربي إلى أحضان أبب بكر البغدادي أو ايمن الظواهر أو أب محمد الجولاني، رماه مدعو الحريات بأنه يدعشن الفكر العربي.

الروايات لا تتوقف هنا، بل تمتد حتى صار "الداعش" متغلغلًا في نفس كل منا، يستعيره سلاحًا على من عاداه، ويستعمله تخويفًا لمن والاه؛ متغلغلًا في ثنايا ثقافتنا اليومية، وكأنه استعمرنا.

يقف المثقف العربي اليوم& على حد السيف، يمشي معلقًا بحبال التقليد، كمن يتلطى بجدار الستر فلا ينفضح إن قال اهجموا على داعش ومزقوها إربًا، فيقوم عليه من يرى في ها التنظيم ضرورة لقتل الكفار، ولا ينفضح إن قال داعش نتاج إخفاقاتنا نحن المسلمين فيقوم عليه جهابذة المجتمعات المدنية، ولا ينفضح أيضًا إن قال كافحوا هذا التنظيم بالعلمانية فيقوم عليه المكفرون قيمة لا قعود بعدها.

انطلاقًا من هذا التردد، أو التلكؤ الثقافي، تطرح "إيلاف" على بساط البحث ما أبلى فيه مثقفو العربية في عام انسلّ، وما ينتظرهم في عام أهلّ. ليست هذه مسألة بهينة، فتقويم عام ثقافي ظللته الاتهامات بـ"الإندعاش" مهمة ليست بيسرية، خصوصًا أن المثقف العربي، أو أغلبه، وقف في صف ما سمّاه العالم "موجة الربيع العربي"، ثم طاله الارتباك حين رأى ثقافته بلا دور، ودوره بلا جهد، وجهده بلا طائل.. فالأسلمة على قدم وساق، ومن المثقفين من لم يرى ضيرًا في نقل بندقيته من كتفه اليساري إلى كتفه الآخر الاسلامي، غير منتبه إلى أنه مرادف للسلطة في تأثيره بالمجتمعات، وتحديدًا مجتمعاتنا العربية الغارقة في الجهل حتى الأذنين.

تسأل "إيلاف" هنا مثقفيها: أيكون ما بعد كانون الثاني (يناير) 2016 غير ما قبله؟ في الاجابات من الاستتار والتقية ما يدل في الكثير من الأحايين على محنة ثقافية أخرى أصابت العرب... محنة الثقافة الدائرة في حلقة مفرغة، ومن "مفرغها" هذا ينسل الداعشي بلا استئذان. ويبقى الأمل معقودًا على تربية وتثقيف للأجيال الصاعدة على الوسطية والاعتدال، في الثقافة أولًا، لينتج المجتمع العربي جيلًا محصنًا من آفات التطرف. فهل؟

ما بعد يناير 2016 غير ما قبله - الثقافة والسلطة
المثقف العراقي غادر عزلته ونزل الشارع متظاهرًا
الثقافة العربية بين الرفض والتلكؤ
مثقفون عرب: كلنا في هواء داعش سواء&


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الكلمه
Mohamad -

اهم ما ابتكر العقل اﻻنساني هو:بناء الكلمه لكي تحمل معنى.اني ارى ان بعض المثقفون المسلمون العرب ﻻيجرأون على تصحيح كثير من المعاني للكلمات على سبيل المثال:اقرأ تعني بلغ،اﻻمي تعني الذي ﻻ دين او كتاب منزل له،الكتاب تعني اﻻهوت(theology). الحكمه تعني الفلسفه الجاهليه تعني القبليه اﻻسﻻم الوحدانيه .القوميه تعني العرقيه او اﻻثنيه العلمانيه ادارة الشان المدني او العام وكثير الكثير من كلمات اخرلهذا ارى اللغه العربيه هي الضحيه يجب اصﻻحها وبعثهامن جديد.

الدين اذن طين واخرى عجين
خالد علوكة -

لافائدة ان تكون مثقفا هذه الايام في شرق مختوم علية الدين المصدر الوحيد للتشريع والقوانيين ..اذن الديمقراطية منبوذة و عندما سقطت بغداد هرع العراقيون للجوامع والمساجد .. الدين حمال وملاذ امن لكل زمان ومكان واكثر العراقيين لايشترون ولايقرأون غير كتب الدين ولاحظوا القاعدة وداعش فمن يحركها ويؤيدها غير الدين والرايات والشرق مولع بالدين ويحلم بالروح التي لايراها بينما الغرب الذي جاءوه الدين من الشرق وضع الدين على الرف ولاحظ عندما يتكلم اي رجل جاء من الشارع ملتحيا كل الناس تسمعه وتخضع له بينما المثقف والفيلسوف عند يكتب مقال فان عشرة اشخاص لايقرأوها اذن لافائدة ان تكون مثقفا لبعد حين ..