إبراهيم زولي: لا أحب الآفلين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يطل الأمر كثيرا، حتى كان الوقت يغيّر إرادته.&
استحضرَ بداياته الأولى، منازله التي شيّدها الإهمال والكسل،
حقوله الغامضة، الموتى الذين ألّف بين قلوبهم دون
اعتبار لخلافاتهم المذهبية.
كان يمتلك قسوة منطقية، في أن تغدو الشمعة دما، وتتضاعف
وحشية الحياة.
ممعناً، في نصب روائحه الخفيّة، روائح، كانت تباغتني
في كلّ آن، تقتادني - بغير وجه حقّ - حتى تخوم التوجّس
كان سيفا طويلا يجزّ الحلوق ، كان ربيب الزمان الهشّ
نحتاج تمائم (لا نفقه معناها) لهزيمته. لا يترك لنا
أثرا نستدلّ عليه، ولم يترجّل أبداً عن جواده.
الوقت الذي يضرب الفراغ بأجنحته الثقيل، الشارب الجبروت، الذي يجرّ ثيابه خيلاء، الوقت الموشك الآن على الأفول. لكنني،
لا أحب الآفلين؛
أحب الحناجر التي تتوهّج شهقاتها خلف الخزانة،
العيون وهي تحج إلى فتنتها على قدم واحدة،
القمر ساعة يتخلّى عن أسلحته في خلوة ماجنة.
مع هذا، لا يزال الوقت يقظا، يستطيع استعادة
معركته الكبرى، ذات العصف والفأس والقذارة، يستطيع تقمُّص
هيأته المحرّمة مرة أخرى،
هيأة، لا تستطيع المعلومات المتوفرة إلا أن تضلّل
ما اطمأنّ الفؤاد إليه،
هيأة، تستعمل تقنية التكرار المفاجئ، في موقف
محايد بين نعم ولا، والتخفّي داخل القلق
العالق بين الكلمات.