ثقافات

في ابتكار هو الاول من نوعه في العالم

شعراء عراقيون يقرأون قصائدهم في حقول ألغام حقيقية!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: ليسوا مجانين، بقدر ما كانوا شعراء مميزين، ارادوا الاحتجاج بفعل استثنائي غريب على وطن مفخخ، على عذابات لا تبدو لها نهاية، وجدوا ان الشعر لابد ان يكون له حضور ملفت وصارخ فكانت تجربتهم الفريدة.
&&& اتفق عدد من شعراء محافظة بابل على ان يخرجوا على النمط التقليدي في قراءة الشعر والاحتجاج به بعيدا عن القاعات المغلقة التي لا يتردد فيها غير صدى قصائدهم ومن ثم يضمحل الصدى، وجدوا انفسهم في اقصى حالات الاحتجاج& بابتكار& طريقة غريبة وجديدة لقراءات شعرية هي الاولى من نوعها في العالم،وقد اختاروا (حقل ألغام) حقيقي لينفذوا ما اتفقوا عليه دون خوف على انفسهم في مجازفة غير محسوبة وهم يقولون ويؤكدون (اقصى المجازفة بالنسبة لنا أن نمشي مع الموت، ندخل فيه، ندوس على رأسه وهو نائم كما وهذه الأرض (العراق) التي تحوي ربع الغام العالم) !!، لذلك صعدوا السيارة ذاتها التي يذهبون بها الى اعمالهم وتوجهوا الى حقول الالغام في المساحات المترامية وأحدهم يقول للاخر (لا قيمة لما نكتبه دون التماهي مع هذا الخراب)، وقد اعدوا برنامجا: ذهبوا إلى مدافن السيارات المُفخخة أو التي تم تفكيكها من الديناميت حيث المكان يعج بالاشعاعات الضارة، ومن ثم ذهبوا إلى حقول الألغام الحقول غير المُسيجة أو المحددة، والطريف انهم علقوا قصائدهم على بقايا سيارة مفخخة، ولم يرافقهم في رحلتهم هذه سوى كاميرا فيما كان جمهورهم& الهواء الطلق والاعشاب هنا وهناك والتراب لانهم كانوا يخافون على الجمهور من انفجار& الالغام ان حضر او ان دعوه للحضور.
هؤلاء الشعراء هم: مازن المعموري،كاظم خنجر،علي تاج الدين،أحمد عدنان،أحمد ضياء،علي ذرب،عباس حسين،حسن تحسين ووسام علي.

مازن المعموري: الشعر يصدع الامكنة
فقد اكد الشاعر مازن المعموري، انه اشعر ان العيش في المغامرة هو جوهر الشعرية المعاصرة وقال: لا اعتقد ان ما نفعله سهل على من لم يعش لحظة موت , نمر احيانا قرب آلات الموت ( سيارات , دراجات هوائية , بشر مفخخون, اكياس مغلقة مرمية على قارعة الطريق.. الخ)& كما لو ان فرصة البقاء على قيد الحياة اصبحت فكرة مضجرة , وقد لا تعني احدا لم تمسسه نار التفجير او شفرة الذباح, كل شيء يجري بطريقة فنتازية غريبة , لا يلحظها غير الشاعر والفنان, افكر احيانا بصورة صديقي الشاعر احمد ادم لحظة ذبحه , وعن امكانية استبدال الاماكن بيننا.. الى أي حد يمكن ان تاخذني المخيلة الشعرية للوصول الى الزمان داخل اللغة السطحية , واقول سطحية لان زمانيتها خطية ارسطية , لا تعرف غير امتداد الظروف من الماضي الى المستقبل.
واضاف: من هنا كان افتراض استدعاء اللحظة الزمانية في المكان مهمة عسيرة على الواقع لكنها ممكنة في فضاء الشعر , فذهبنا الى القبور اول الامر لنكون اول من يواجه موت المتلقي او موت المجتمع في مواجهة غربة الشاعر وانهزامه امام عنف الغياب والنفي المؤقت للوجود بشكله الاستعاري, وفق اليات الشعرية وليس الشعر, ثم كانت اللحظة الثانية لمشروع المتناهي ما بعد الشعر هي استعادة السيارة المفخخة لتكون ساحة الترميز الاكثر دفقا لحركة الجسد كلغة مختلفة تعيد انتاج المشهد وتمارسه عن قرب , كما لو ان الجسد يتماهى مع الحدث ويتجلى فيه, اما اللحظة الثالثة فهي اللحظة المثيرة التي وضعتنا امام تحد حقيقي مع الموت لاننا لا ندري في أي لحظة يمكن ان ينفجر فيها اللغم, لكن الموت تخطانا هذه المرة ايضا , ربما لانه كان نائما هذه المرة.
وتابع: اشعر ان العيش في المغامرة هو جوهر الشعرية المعاصرة , لكي نستطيع انجاز شيء حقيقي , ولعتقد ان الحياة تستحق المغامرة فعلا لانجاز ما لا يمكن حسمه , فالشعر لا يحتمل التواري خلفه , الشعر يصدع الامكنة ويحول الزمان الخطي الى دوري مغلق يمكن تدويره واستدعاء لحظاته الهاربة , وربما سندور ذات يوم لنصل الى ذات النقطة العدمية التي انجبتنا ثم نرحل.

كاظم خنجر: الأدب يقوم على الإنسانية
&&& اما الشاعر الشاعر كاظم خنجر، فقد اكد ان لا نفع مما نكتب دون صهره بهذه الكتل المعدنية (السيارات المُفخخة) وقال: عندما يفتشك الشرطي (في كل يوم) يُشعرك بأنك أرهابي،وعندما تعبر الأسلاك الشائكة (التي تفصل بيتك والشارع) تعبرها كأرهابي،وكلما سرت بالقرب من (الصبات الكونكريتية)تسير أرهابياً،وعندما تشاهد التلفاز ترى أرهابك في أفواه الأخرين،وعندما تضع دراجتك النارية بالقرب من رصيفٍ ما،وتزور أخاك في السجن، وتذهب مع زوجتك إلى طبيب الكسور، وتقف على سيطرة العاصمة،وتشتري مسدسا جديدا... بكل تأكيد أنت أرهابي.
واضاف: ففي ظل مظاهر الأرهاب التي تُحيطنا، والتي تدربنا عليها تشعر بأن قيمة الإنسان مجرد هراء، وأكاذيب دينية، فالقيمة الحقيقية هنا هي القتل العشوائي(الذي أفرزه الدين). القتل الذي تحوّل إلى حاسةٍ جديدة نُدركُ ونُفسرُعبرها وجودنا البيئي والأخلاقي. القتل الذي أخذ يستطيل كذيلٍ خلفنا، نجرهُ بوقارٍ، ويلتفُ حولنا برعونه.
&وتابع: وبما أن الأدب يقوم على الإنسانية فنحن وعبر مشروعنا نؤكد بأن الأدب بلا قيمة لأننا منزوعو الإنسانية.وعليه جاء التماهي مع ما تراكم لدينا من أرهاب وقتل ودموية وحقد... ووجدنا بأن لا نفع مما نكتب دون صهره بهذه الكتل المعدنية (السيارات المُفخخة) التي نفكر فيها أكثر من ميوعة المجاز وكذلك حقول الألغام والمقابر...نعم أنه القتل اليومي القتل الذي عليه أن يفرز منهج كتابي يُمثله فالكتابة الادبية التي تلقيناها تقوم على الموت الوهمي أما نحن فنتعامل مع قتل مادي لهذا نحن نخاطر بأجسادنا من أجل التماهي.
وختم بالقول:& الجسد هو مُلكٌ لحالة الفعل التي نقدمها فنحن لا نخجل بأننا قتلة ولا نرثي أحد أو شيء سنترك الدم على النار حتى يجف وأفواهنا خلاسية التكوين لا نعتقد بشيء.

احمد ضياء: الخروج عن كل الاعراف
من جانبه اكد الشاعراحمد ضياء، ان المحنة التي يعانيها الجميع اصبحت غير مسكوت عنها وغير قابلة للانتظار، وقال: بحجم الفجيعة وحجم الكوارث التي أصبحت من الاشياء اليومية التي نحياها ونتدثر بها جاءت هذه الافكار المتلاطمة في ذواتنا. أتخذنا الموت رداءً نلتحف به، ان ما مر به سابقينا بتجاربهم مع الموت مررنا به نحن ايضا من هنا جاءت فكرة المقبرة كونها عماد أساس ومكون لجميع& الذوات بالعالم فلا يخلو بلد من هذا المكان. كان الأموات المتلقي الاساس لباكورة تجاربنا الما بعد الشعرية كونهم أنصتوا بشكل هائل للخراب الذي اتينا به. ولم نجد احدهم يعقب على شيء بل كانت أذان التراب هي البوق الواصل بيننا. أما السيارات المفخخة / لمجرد استعادتي هذا الاسم بدء يجتاحني شيئا من الرعب شيئا من الالم شيئا من الاجساد المقطعة والمنثورة فوق أزقتنا وفوق (التبليط)، نعم فوق التبليط لا يوجد اي معادل نوعي للألم الذي نتزحلق على اساسه وكأنما الاموات نحن.
واضاف: تخيل معي لعبة طفلة تدهسها سيارة مفجورة أي الم واي سخرية يبعثها لنا القدر. وأي نكدٍ بدأ يختلجنا فما عدت الكتابة الشعرية هي الحل الوحيد لذا ارتينا الخروج عن كل الاعراف التي انتجتها الشعريات السالفة والحذو بالشعر + الفعل كبوابة رئيسة للانفلات او للتماهي مع هذا الواقع ذو العيون المتشحمة. تعرضت الى العديد من الانفجارات اخرها وانا اعمل، اي سبيل للخلاص من هذه المحنه. فاذا نجوت انا ربما المرة المقبلة لن انجوا ربما اخي او صديقي او اقرابي او جيراني، فالمحنة التي نعانيها جميعا اصبحت غير مسكوت عنها وغير قابلة للانتظار.
وتابع: الالغام مشروع للخلاص الابدي، فعكس الجميع بدأنا الرحلة كوننا وضعنا انفسنا في حقل الغام، مدركين في أي لحظة أن لغماً ما سينفجر اذا لم يكن عليك فهو على أحد اصدقائك الشعراء. بالفعل الالغام ولدت لدينا محنه فكوننا سرنا بين الغام لم تفكك الى الان فانهها محنة الوجود كله وليس نحن فقط، هكذا جاءت افعالنا الما بعد شعرية هي التخلص نهائيا من المتلقي وجعل الخطر هو المتلقي الفعلي لهذه الازمة.
* في الاخير.. هذه قصيدة للشاعر مازن المعموري قرأها في حقل الالغام:
( يتساقط المطر على فحم الجرة القديمة لصورة اللغم النائم
تحت الغرق
او تحت الغيمة الراعشة في سطور اللغة
تحت ما اسميه الهروب من حبل الغسيل
خيوط الانبهار بنمو عشبة الحياة من تأكسد الحديد على شفاه التذكر
قيلولة الموت
عند غفلة الحقل
معلق بدبوس ناعم
فيما تفتح عين الله مهابة الخراب
فرط انهمار البحر
من ثقب سماوي
يبحث عن الارجل والمسامير وشراشف البلازما
وهي ترتق علبة السردين بصورتي)

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
طــــــيـــــــــن
سليم -

ما علاقة هذا التطيين بالشعر؟؟!

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

لنكتب الشّعر كل يوم ونقرأه في كل مكان لأن العراق أصبح كلّه مفخخاً.