عطيل في ستوكهولم: رومانسية شكسبير وسايكلوجية فرويد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ان عملية اختيار مسرحيات شكسبير وجعلها مطواعآ لمشاكل العصر وهذه سمة مميزة وفريدة& ويتم التعامل مع الحالات النفسية بسبب سلوك البطل في مسرحيات شكسبير والازمات التي يعانون منها والصراعات القائمة بين الذاث وقرينها،الحداثة في مسرح شكسبير تتركز وتتمحور في الحالات النفسية وتعقيداتها فعطيل على سبيل المثال يعاني من عقدة الغيرة ربما بسبب اللون، فمسرحيات شكسبير تتميز انها تحمل نبض وايقاع العصر& رغم انها كتبت في القرن السادس عشر وكذلك السلوك الشخصي وعلاقة الام والاب والاولاد والملوك مصابين بداء العظمة والانفصام ومن الناحية الاخرى لشكسبير رأي مميز في الحب والغرام لمعرفته بمفاتيح الحب والمشاعر وخاصة في مسرحيات الملهاة وهي ذات صلة بكل تحليلات فرويد وكل علاقات الحب المبنية على عقد فنجد ذلك في مسرحية العاصفة ومسرحية ليلة الملوك ومسرحية كما تهوى وحالات التنكر مابين الرجل والمرأة.ان الحب في مسرحيات شكسبير كثيرآ مايقود البطل على إقتراف الجريمة بسبب الخضوع لسيطرة المشاعر وكذلك الغرائز المكبوثة والزوج المثالي.& وشكسبير& يعد بطل الرومانسية العميقة والرائعة واستطاع ان يبهر& العالم بطريقته العجيبة ويتفنن في تصوير دخائل النفس الانسانية وماتجيش به من عواطف وأهواء لذلك شكسبير في عصرنا هذا يستخرج لنا نفوسنا وكل خفايا& قلوبنا ويضعها على خشبة الذي يقف امام شكسبير& يقف أمام ظاهرة أدبية فنية فذة في تأريخ المسرح ففي مسرحياته ومأسيه التأريخية يدخل في اعماق& وتأريخ النفس البشرية ودراسة النفس الانسانية& دراسة بدون تكلف وبلا سطحية. فشكسبير يعالج نفسية شخصياته على اسس سيكلوجية كاننا نتصور إننا كنا نعيش في عصره. وشكسبير يعالج شخصياته بطريقة عملية عن طريق جو المسرحية ومن خلال الافعال وتصرفات وسلوك شخصيات المسرحية،وفي عقدة محبوكة وحبكة& قوية تستلب القلوب وحواره& البديع المتدفق وشعره البارع وموسيقاه الساخر. مسرحية عطيل والممثل والكوركراف كارل ديالي يمثل شخصية عطيل للمؤلف وليم شكسبير والمخرج النرويجي أولي أندرس مسرح مدينة ستوكهولم قصة حب مثيرة للاهتمام دزدمونة وعطيل وشخصية ياغو يخفي حقده وغضبه ، دزدمونة فتاة بيضاء تتجاوز سُلِمْ الحب العنصري وتتزوج من عطيل رجل أسود. عطيل يأتمِنْ ياغو ولكنه يخونه ويذمر حياته، وتبقى مسرحية عطيل تحمل شذرات قصة حب قاسية للغاية مليئة بالحقد والانانية والغيرة وهذه الالية التي تمزق كيان الاسرة وتنهي أواصر الحب مابين الحبيبين أو الزوجين، ولكن شخصية عطيل المثيرة للجدل قائد شجاع يجوب البحار وقد نال حب وإعجاب الجميع والمجتمع ،وياغو شخصية تأكله الغيرة ويكمن الحقد والغيرة والشر والمكيدة ورغبة الانتقام ويوسوسْ الشر والشكْ في نفس عطيل بخصوص زوجته دزدمونة ويبقى الشك هو السمْ القاتلْ والكل حتى والد دزدمونة يعتقد إن عطيل يحمل السحر الافريقي وأقنع دزدمونة بالزواج كم هو مزعج ومخيف ان تكون ظاهرة الحسد والغيرة وعلامة المنديل وشفرة الحب والخيانة الزوجية ويبقى المنديل الذي منحه عطيل لحبيته دزدمونة وانتقاله الى شخص أخر سبب بلاء وفجيعة ومحور الصراع . شكسبير كتب مسرحية عطيل ربما أراد أن يوحي لصعوبة تَقبُلْ الاختلاف وتبقى ظاهرة العنف والاقصاء والجهل هو الحاجز لكل حالات الصراع ربما الحكاية مقاربة للواقع اليومي رغم إن المسرحية كتبتْ سنة ١٦٠٣ وتبقى شخصية عطيل وياغو ودزدمونة وكاسيوتشكل عنوان وعلامة سيميائية في تحديد الشخصية المحورية في النص المسرحي، لقد حقق الممثل كارل ديالي نجاحآ كبيرآ في تجسيد شخصية عطيل وقصة الحب على صالة البيت الثقافي في العاصمة السويدية ستوكهولم والممثل كارل ديالي يمتاز انه كوركراف وراقص وممثل محبوب ومعروف من قبل الجمهور السويدي وأدى شخصية ياغو الممثل سفن اهلستروم ودور دزدمونة الممثلة مايا رونج ودور كاسيو الممثل أندرس بري ومخرج المسرحية اولي أندرس تاند على مسرح كلارا في ستوكهولم . أما مثلث قصة الحب مابين عطيل ودزدمونة ومحور الشر وزرع الفتنة والكذب والخديعة ياغو رأس الحية التي تنهي الحب بمأساة& وبذور الشر& المسرحية وتيمة العنصرية والجنس ونحن لازلنا نعيش قاب قوسين& مرارة ومشكلة تنامي ظاهرة العنصرية الجديدة والاحزاب النازية والتي تخفي حقدها بشعارات الديمقراطية ومرض إيبولا الذي يفتك بالسود في أفريقيا وغرق الالاف من القوارب من طالبي اللجوء الانساني والسياسي بحثآ عن الحرية& في بلدان التمدن والحضارة الانسانية وتبقى شعارات&& ملتقى وتعدد الثقافات مستحيلة في ظل فايروسات العنصرية ، وهل تنفع الدموع والندم في قصة حب مأساوية ونحن نعيش الهرج الاعلامي ومعاداة العنصرالاخر واعتباره حصان اسود بربري ويبقى هذا الجنرال الاسود عطيل مستحيل ومن غير الممكن أن ينال قلب أجمل سيدة في مدينة البندقية ومسرحية عطيل فيها نكهة ومزاج الواقع السياسي والاجتماعي في أوروبا وظاهرة العنف والتمييز العنصري ولازالت عقدة الدراما في مسرح وليم شكسبير وحلف الظلام ياغو ورواد العنصرية الجديدة وشهوة الانانية ورغبة الجنس الوحشية ترافق الجنس البشري ونحن نعيش المأزق الخطير وشر العنصرية والصراعات ولازال ياغو وعقله المغلفْ بالسموم يوجه العصر ويزرع الفتنة والغيرة، وهو صورة مجسمة للخبث والذكاء في مسرحيتنا الحالية ونجح بحركاته وإشاراته في الظهور بهيئة الماكر اللئيمْ والنمامْ هذه هي حقيقة ياغو ولكن عطيل ظل يستمع اليه وهو يبث السم في أذنيه عن سوء أخلاق كاسيو وعدم أمانته لذلك طرده عطيل
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم