مسرحية البخيل للكاتب الفرنسي مولييرفي ستوكهولم

على مدى ستُ سنوات تعرض مسرحية البخيل للكاتب الفرنسي موليير أحد أعمدة المسرح الكوميدي وعلى قاعة المسرح الكبير في المسرح الملكي دراماتن ومن إخراج المخرج السويدي يوستا مان وتمثيل يوهان رابيوس، بير إنجمان،وماري ريتشارسون، كريستوفرسميت وألين ماتسون ،ربيكا همس وهانز بلير ،المسرحية لاقت إعجاب جماهيري لكونها من صنف الكوميديا والتي تلامس العواطف البشرية والهوس بغض النظر عن الزمان والمكان
خصوصية المسرح الكوميدي مفعمة بالبهجة والفرح والكوميديا وحالات& العيوب والقبح في السلوك الانساني بطريقة ومعالجة فيها طقس التسلية والفكاهة وتبقى مسرحيات الكاتب الفرنسي موليير فيها نوع من كوميديا الازدراء أي نقد وتشخيص سلوك الاشخاص مثل البخيل وكذلك المنافق ومحاولة عرض العناصر المضحكة في سلوك الشخصية والسلوك الشاذ& ويبقى& المركز المالي والاجتماعي هو الذي يحدد مسار وعقلية سلوك البخيلهاريجون وتبقى شخصية البخيل ومواصفات الجشع والتعصب والاسرة في ظل والد بخيل& ومستبدْ برأيه& يحمل صندوق أمواله& لكي& يخفيه دون معرفة أولاده والخدم والاخرين يظهر في المشهد الاول في الظلام مع مؤثرات موسيقية توحي بجو الكوميديا في ارضية المسرح تجوب وتتحرك الفئران . وكلمات وحوارات المسرحية تولد تلقائيآ والجمهور يملأ القاعة بقهقهات وضحكات متواصلة مع كل حوار وحركة من قبل الممثل يوهان رابيوس وهو يمثل ويجسد شخصية البخيل وسط ديكورعبارة عن جدران خشبية وهي تحتوي على الابواب وكذلك الازياء وباروكات الشعر تمثل ذلك العصر في منتصف القرن السادس عشر في باريس أما ديدن البخيل وهو متمسك بشهوة المال ونحن نعيش حالة السخرية من جشعه وهو متمسك بحب المال بدلآ من الحياة ، ومع ذلك يبقى المتلقي يتعاطف مع البخيل وابداع الممثل يوهان رابيوس وفي كل موقف كوميدي يصفق له الجمهوروتبقى حكاية البخيل والتي كتبها مولييرر سنة ١٦٦٨ ولغتها حية& ومعاصرة ولكن وفق أشكال مختلفة وفي بساطة الديكور التابث& على طول الفصول المسرحية بدون تغيير مجرد الواح من الخشب وفيها أبواب وخصوصية المكان خالي من الكراسي والافرشة ربما أراد& المخرج يوستا إكمان أن يوحي لنا بخل الرجل وعدم إستقباله للضيوف ومحور ثيمة المسرحية هو المال والجشع والحب لكن الجشع يشكل سيميائية عنوان المسرحية أي البخيل وهو عنوان مخيف وصورة قبيحة لأنانية الانسان وصورة& الذات ولكن الكوميديا ي سمة وسيدة الموقف وتبقى الضحكة عالقة لاتفارق الحنجرة وتتوفر في مسرحية البخيل كل عناصر الضحك من خلال الحوار والحركات وجوانب الضحك في صورة شخصية البخيل ومميزاته اي المقصود كركتر وميكانيكيته وكل الاحداث تدور في بيت البخيل هاريجون. تبقى شخصية الاب البخيل هاريجون والذي يقع في شباك حب فتاة اسمها ماريان وكذلك إبنه كليانت يحبها& والبخيل عنده بنت اسمها أليز وهي تحب الشاب فالير جاء متنكرآ الى بيتهاريجون ليعمل خادمآ ولكي يكون قريب من حبيبته اليز لكن الاب البخيل يطمح بزواج ابنته من رجل غني وكهل المهم عند الاب البخيل& كسب المال على تعاسة وإضطهاد أبنائه والجميع يخطط لسرقة أموال البخيل لكي& ينهي طموحه ومخطاطته الغير مشروعة ويتهمْ البخيل هاريجون وصيفه فالير بسرقة أمواله ولكنه يكتشف إنه مجرد عاشق لإبنته أليز ويتهمْ الطباخ وكذلك يتهم الوصيف الشاب فالير بسرقة& ولكن يتضح في الختام ان فالير هو سارق قلب إبنته أليز وليس سارق لأمواله
.& ويتفق الجميع على إخفاء مال البخيل هاريجون لكي يتوقف عن تحقيق مأربه وتكون المفاجأة الكبرى باكتشاف البخبل ان الخادم هو عاشق ابنته اليز وان& أنسيلم العجوز الكهل الثري هو والد ماريان والشاب العاشق فالير وفي ظرف ما تفرقا ويقتنع البخيل ان ماريان وريثة الغني& فيقتنع بزواج ابنه منها وكذلك زواج ابنته من فالير وهو يصرخ اهم شيئ عندي هو المال وهو قلق ويصرخ ويشعر باليأس ويبقى البخيل هاريجون يطالب بأمواله المسروقة ويصرْ الابن كليانت شرط رجوع أمواله بزواجه من ماريان ينصاع البخيل لجميع الشروط وتنتهي كل خطط وألاعيب البخيل هاريجون بمجرد رجوع صندوق أمواله ويسدل الستار وتنتهي اللعبة وهو ينام لوحده مع صندوق أمواله والجميع تركوه لوحده مع بخله وجشعه وأنانيته

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم