مواقف عن 33 شخصية عراقية وعربية
زيد الحلي يسرد ذكرياته مع "شخوص على ورق الذاكرة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: صدر للصحافي العراقي زيد الحلي كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "السنين إن حكت.. شخوص على ورق الذاكرة" عن منشورات بابل،وفيه يسرد ذكرياته الصحفية عبر ازمنة مختلفة.
يقع الكتاب الذي صممه عطيل الجفال في 160 صفحة من الحجم المتوسط، طتبت المقدمة له الصحافية والكاتبة انعام كجه جي بعنوان (زيد يشتري الخبر بدينار)، قالت فيها عنه (انه انيق العبارة قبل اي اناقة اخرى، وهذه موهبة فطرية تعود للالمام باللغة والحساسية في انتقاء المفردات، وهو لم يحاول يوما ان يتفلسف في اسلوبه ولا ان يتورط في تحرير المقالات التنظيرية التي لا يفهم القاريء رأسها من اسفلها)، فيما كانت هنالك كلمة للصحافي الرائد سجاد الغازي بعنوان (والذكريات صدى السنين الحاكي) قال فيها (الاخ الزميل زيد الحلي صحفي لامع، مارس شتى فنون التحرير الصحفي وسؤولياته، وعلى مشارف الكهولة تحول الى سرد الذكريات/ حلوها ومرها باسلوب ادبي رصين بعد تجربة نصف قرن في مهنة المتاعب).
&& تضمن الكتاب الحديث عن 32 شخصية من أجيال مختلفة في ميادين الفكر والأدب والفن والصحافة، استذكر فيه ذكرياته ولقاءاته وانطباعاته عن هؤلاء الاشخاص المعروفين الذين لهم حضور في المشهد الثقافي العراقي والعربي بشكل ملفت ومميز، ففي الشعر كان محمد مهدي الجواهري،حسين مردان وحميد سعيد، وفي الفكر هادي العلوي، علي الوردي، جلال الحنفي، شاكر مصطفى وعبد الحسين شعبان، وفي القصة والرواية والنقد الأدبي نجيب محفوظ، عبد الرحمن مجيد الربيعي، موفق خضر، عبد الستار ناصر، ابتسام عبد الله، ناظم السعود وحسين سرمك، وفي الصحافة محمد حسنين هيكل، فيصل الحسون، حميد المطبعي، سجاد الغازي وأنعام كجه جي، وفي الرسم والفنون التشكيلية رشاد حاتم، فيصل لعيبي، مصدق الحبيب، شوكت الربيعي وراكان دبدوب، وفي المسرح والتمثيل سامي عبد الحميد، شفيق المهدي، ابتسام فريد، قيس الزبيدي، المصور الفوتوغرافي الرائد أمري سليم، مطرب المقام العراقي حسين الاعظمي، والشخصية السورية المحببة لبيد بكتاش "أبو حالوب" الذي يعد صديق العراقيين من الأدباء والفنانين والصحفيين ومختارهم في مقهى الروضة بدمشق، وسفير الثقافة العراقية فوق العادة كما يصفه الحلي، الذي قال فيه الجواهري بضعة أبيات هدية له وتحببا وتكريما "ألبيدُ عُشتَ الدهرَ عُمرَ لبيدِ.... غضّ الصِبا ألقاً طريّ العودِ.... أهديك من شعري أعزّ وليدةٍ.... زُفت إليك وأنتَ خيرُ وليدِ "!.
& وكل حكاية يسردها المؤلف لها عنوان محدد يشير الى خصوصية معينة لها معنى وتمتلك موقفها او مفارقتها او ذكراها الخاصة وليست مجرد ذكرى عابرة، بل انه يرفق اغلب المواد بصور له مع هذه الشخصيات.
&زيد الحلي.. سعى في كتاباته عن هذه الشخصيات الى ان يضع توهجها امام اعين الاخرين، ان يرسم لها ملامحها التي ربما هي غائبة عن الذاكرة بفعل تراكمات الازمنة وانشغالات الحياة ويعيد بعض ما تحمله من دوروس وعبر معرفته الشخصية ووجهة نظره الخاصة، وربما المختبيء في ثنايا الذاكرة ولم تتح له الفرصة المناسبة للتحدث به في وقتها، ويحاول ان يجعل القراء يتعرفون عليها من خلال الحوار العفوي عادة الذي يكون بينه وبينهم، او عبر حكايات له معهم تميزت بالطرافة او الاعتراف بأشياء ما او التصريح له بسبق صحفي مثلا او نوبة مزاح، او من خلال كتاباته عنهم التي تتسم بالموضوعية وبالمعرفة والمواقف ومشاهداته وكشف مميزات الشخصية كما عرفها عن كثب فيمنحها ابعادها الاجتماعية او الابداعية او الانسانية فيجعل من هذه الشخصيات تنبض على الورق بمحبة مهما كانت المفارقة التي يسردها بمتعة يحسها القاريء دون ان يشعر بالملل كونه يقدمها بلا قيود بل انه يزرع الشوق والحنين الى الايام الخوالي التي عاشتها هذه الشخصيات.
&قراءة (شخوص على ورق الذاكرة) وتأمل الصور يدعو ايضا الى المقارنة بين احوال الصحافة سابقا والصحافة الان، بين شخوص الصحافة وجهودهم في بذل الجهد من اجل الوصول الى المعلومة والى سبر اغوار الشخصيات المبدعة والتعرف على تفاصيل حياتهم الابداعية وظروفهم الخاصة وحقائق عنهم، وبصراحة.. الكتاب يثير في النفس الشؤون والشجون لانه يعيد القاريء الى ذكريات لم يعشها.
&