جواد غلوم: أمازحُ غاليتي بأسئلتي فتطرقُ ساكتةً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
" الى وجه بغداد وهل غيرها تروق لي مهما اصفرّت طلعتُها "
أغارُ منكِ يا بغداد ُ
ياسيّدتي العاقلةُ الموقّرةْ
هل أنتِ ما قرأتُ في طفولتي
أشَرْتُ في سُبابتي
رسمتُ في كرّاستي
مدينتي الواسعةُ المدوّرةْ ؟؟!
هل أنتِ مثلما سمعتُ من صديقتي
سمراءُ من جنائنٍ ظَليلةٍ معطرّةْ
بطلْعةٍ بهيّةٍ ساحرةٍ ومقمرة ؟؟
من قومِ عيسى ؛ خمرةٌ مخدِّرةْ
وحلوةٌ ، شهيّةٌ مثل مذاقِ السّكَّرةْ
هل أنتِ ما علمتُ من عرّافتي
حزينةٌ ، موجوعةٌ ، مُدمَّرةْ ؟؟
في حَيِّكِ القريبِ من ضاحيتي
أحالهُ الأوغادُ والأغرابُ ياسيدتي
زرائباً كئيبةً ، مبعثرة
مدافناً ، مسالِخاً& ومقبرة
بغدادُ يا خناقَ جهشتي
نشيج& أهلي وحنين رفقتي
أنيستي ، سلوة& وحشتي
هل أنتِ ماسةٌ كفيفة الالوانْ
كفحْمةٍ يصبغها الحريقُ بالأحزان&&
تلمعُ بالسخامِ والأدران
&قلادةٌ جميلةٌ من ذهَـبٍ وأسْورةْ ؟؟
هل أنتِ مثلما ذهلتُ من فلسفتي
مدْرسةٌ محيّرةْ ؟!
هل أنتِ كلما صلّيتُ في أضرحتي
سمعتُ من أدعيتي
ناحلةً ،هزيلةٌ ، دموعُها منهمرةْ ؟!
نائحةً مثل نواحِ& قُــبّــرة
حين ترى بيوضَها المُكسّرة
أأنتِ عطْرٌ غامضٌ&
شممتُ في حديقتي
جوريّةً يانعةٌ معطّرةْ ؟!
أأنتِ كلما أحسستُ في أخيلتي
شاردةٌ ، ساهمةٌ وحائرةْ ؟؟
أأنتِ رسْمٌ ضاعَ في خارطتي
يملؤهُ الترابُ كالباديةِ المعفّرةْ ؟!
هل أنتِ في الليلِ تنامين جوار فَرشتي
جرداء من قميص نومها
عاريةً من الهوى ومقفرةْ
وتُصبحين مثلما المَعين وسط غيمتي
ثريّةً ، كريمةٌ& وممطرةْ
وفي الليالي السودِ تبكين دموعاً حائرةْ
تلسعك الرياح كالصحراءِ تلقى الهاجرة
مدينتي المفجوعة& الكئيبة المدمرة
ايتها السماء ياشفيعتي
نجومك الكثارُ لم تعد كعهدها
مشرقةً بارقةً ، منوّرة
ولم تعد تهدي إليها الضوءَ
أو ان تنثرَه
رياحُك التي يغار منها البحرُ
قد عادتْ سموماً كافرة
والأيكة التي استرحتُ في ظلالها
رأيتها واطئةً منكسرة
والشِّعر والألحان في مسامعي
سمعْتُها مبحوحةً مُثرثرة
بغداد يامدينةَ& المنائرِ العاليةِ المكبّرة
أريد ان أسبرَ غورَك العميق ياسيدتي
أريد ان أفسِّرَه
لكنني عجزت رغم حِنْكتي ولهفتي
فأنت سرٌّ ضائعٌ
تاهَ& كما الارقامِ والرموزِ في متاهةٍ مشفّرة